مرايا – تحتفل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بيوم الشجرة، الذي يصادف الـ 15 من شهر كانون ثاني/ يناير من كل عام، والذي تحتفل به أغلب دول العالم بأوقات مختلفة من السنة، بهدف حماية الغطاء النباتي والتشجيع على زراعة الأشجار وحماية الغابات.

وتحرص الجمعية في كل عام على تنفيذ مجموعة من الأنشطة التي تعني بالحفاظ على الثروة الحرجية رئة الأرض والرقعة الخضراء في المحميات وعلى امتداد مساحات وطننا الغالي، في وقت تتراجع فيه مساحة الغابات في الأردن.

وبحسب دائرة الإحصاءات العامة فإن نسبة الغطاء النباتي في الأردن تقدر بـ 3.7% من المساحة الكلية للمملكة في حين أن مساحة الأراضي الحرجية تقدر بـ 1.5% من المساحة الكلية للمملكة.

وتؤكد الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بأن حماية الغابات والغطاء النباتي هو واجب علينا جميعا انطلاقاً من أهمية قطاع الغابات واستدامتها والحفاظ على التنوع الحيوي، فإننا نرى بأن يوم الشجرة يشكل مناسبة لإعادة النظر في علاقتنا مع الطبيعة وخاصة الثروة الحرجية في كيفية الحفاظ عليها وزيادتها.

وتثمن الجمعية المبادرة الملكية لحماية الطبيعة الجهود الملكية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في توفير الحماية والرعاية والدعم لقطاع الثروة الحرجية والتي كان آخرها زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤخرا لمشروع جذور، أكبر مشروع تحريج بالمملكة، والذي تم إطلاقه بتوجيهات ملكية في لواء القصر بمحافظة الكرك عام 2012 لزيادة الرقعة الخضراء.

وترى الجمعية بأن مبادرة جلالة الملك حين شارك جلالته في زراعة أشجار في المشروع بمناسبة يوم الشجرة، تشكل دفعة معنوية للجميع بضرورة إيلاء هذا القطع الأهمية القصوى في ظل تحديات التغيرات المناخية والزحف العمراني على حساب الغابات بالإضافة الى تقلص الثروة الحرجية محليا.

وفي حين أطلق جلالة الملك الدعوات للتوسع بالغابات المنتجة وزراعة الأنواع الموائمة لبيئة المملكة، فإننا في الجمعية نثمن هذه التوجهات الملكية ونؤكد ضرورة تظافر الجهود بين مختلف الجهات لزيادة الرقعة الخضراء والمحافظة عليها.

وتلمس الجمعية العديد من التحديات التي تواجهها الغابات سواء في المحميات الغابوية مثل محمية غابات دبين وغابات عجلون واليرموك أو في المناطق المحيطة بها والتي تتمثل بالتحطيب الجائر والاعتداءات المتكررة والحرائق وهو ما يفرض علينا جميعا وضع استراتيجيات واضحة للتعامل مع هذه التحديات.

ويوجد في الأردن ثلاث محميات غاباوية هي محمية غابات عجلون ومحمية غابات دبين ومحمية غابات اليرموك، والتي تحتوي على أشجار البلوط والصنوبر والخروب والفراولة البرية والفستق والبطم الأطلسي، الصفصاف الأبيض، الدلب الشرقي، الأوركيد الأناضولي، وشجر القيقب (القطلب) والزيتون البري.

واعتمدت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تمثيل الأنماط النباتية بنسبة %4 كأساس للحماية.

ويوجد في الأردن ثلاثة عشر نمطا نباتيا مختلفا وهي: نمط غابات الصنوبر الحلبي، نمط النبات الملحي، نمط نبات غابات البلوط دائم الخضرة، نمط النبات الاستوائي، نمط غابات البلوط متساقط الأوراق، نمط الكثبان الرملية، نمط غابات العرعر، نمط نبات الطلح، نمط البحر الأبيض المتوسط اللاغابوي، نمط نبات السهوب، نمط نبات القيعان المائية، ونمط نبات الحماد.

وبالإضافة لأهمية الغابات والأشجار فيما يتعلق بالبيئة وكموئل طبيعي للعديد من الحيوانات والطيور والنباتات الصغيرة فإنها تكتسب أهمية خاصة للسكان المحليين باعتبارها مصدرا للحطب ومنظرا طبيعيا جميلا وفي أحيانٍ كثيرة لأغراض علاجية وكطعام.