مرايا – مع تواصل الانتهاكات الصهيونية اليومية ضد الفلسطينيين، والبدء بهدم منازلهم في حي الشيخ جراح، والإضرابات عن الطعام التي ينفذها الأسرى في سجون الاحتلال، وصولا إلى الاعتداءات الجارية في النقب، تتطلع أنظار الإسرائيليين إلى استغاثات الفلسطينيين المتكررة بمحمد الضيف قائد حماس العسكري، كما حصل في حرب غزة الأخيرة حين استنجد به المرابطون في المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح. تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن المقدسيين في مخيم الأمعري قرب رام الله، يعتبرون أن الجناح العسكري لحركة حماس وقائده محمد الضيف هو العنوان الذي قد يؤدي لوقف معاناتهم، كما يطلب الأسرى الفلسطينيون من حماس تسريع المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال، عقب يأسهم من السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني.
يوني بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية -أمان، ذكر في مقال على موقع زمن إسرائيل، أنه “منذ عملية حارس الأسوار الأخيرة في غزة في أيار/ مايو، ازدادت شعبية محمد الضيف، رئيس أركان الجناح العسكري لحركة حماس، وأصبح رمزًا لـ”إنقاذ” الشعب الفلسطيني من إسرائيل، وبعد أن كان المطلوب الأول لإسرائيل، فقد أصبح في الأشهر الأخيرة رمز “الإنقاذ” الوطني الفلسطيني”. وأضاف: “ما زلنا نذكر كيف أصدر إنذارا لإسرائيل عشية الحرب الأخيرة، وأطلق وابلا كبيرا من الصواريخ على القدس، وأصبحت أسطورته في المجتمع الفلسطيني أقوى، وأصبح “بطلا قوميا” بفضل حقيقة أن إسرائيل تحاول منذ سنوات طويلة القضاء عليه دون نجاح، وصمد في وجه جميع محاولات القضاء عليه، وازدادت قوة أسطورته كبطل قومي في المجتمع الفلسطيني”.
يستذكر الإسرائيليون نموذج محمد الضيف في هذه الأيام في ظل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسير ناصر أبو حميد من الضفة الغربية، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، وقد حُكم عليه بسبعة أحكام بالسجن المؤبد، إضافة إلى 50 عامًا لارتكابه عمليات فدائية ضد الاحتلال، حيث تدهورت حالته الصحية، وتم نقله للمستشفى، حيث أطلقت والدته نداء إلى الضيف، باعتباره رمز أمل للفلسطينيين بأن ينقذهم من محنتهم، وفي هذه الحالة سيبدو الاحتلال يفكر في كيفية الرد على أي تدخل من الضيف وجناحه العسكري. وتشهد مناشدة والدة الأسير أبو حميد للضيف أنه أصبح أكثر من أي شيء رمزا للآمال الفلسطينية، فكثيرون في الأراضي المحتلة يهتفون “نحن رجال محمد ضيف”، خلال المظاهرات ضد الاحتلال، ومؤخرا استخدم اسمه في النضال من أجل الإفراج عن المعتقل الإداري هشام أبو هواش الذي أضرب عن الطعام أكثر من أربعة أشهر، كما هتفت الجماهير الفلسطينية باسم الضيف في جنازات الشيخ عمر البرغوثي ووصفي قبها، وكذلك في الأعراس، وأصبح اسمه يتبناه الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومن قبل كل من يحارب السياسة الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. ويرى بن مناحيم أن هذه النداءات الفلسطينية الموجهة دائما لمحمد الضيف تشهد على التعزيز الكبير لمكانة حماس في الشارع الفلسطيني، التي باتت تنال المزيد من المصداقية والاحترام خلال السنوات الأخيرة في الشارع الفلسطيني، فيما بات الفلسطينيون يحتقرون السلوك الفاسد للسلطة الفلسطينية، التي يُنظر إليها على أنها متعاونة مع إسرائيل، والمقاول التنفيذي لجهاز الأمن العام- الشاباك، في الضفة الغربية.