مرايا – أجرى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز الأربعاء، مُباحثات رسمية مع رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ، والوفد المرافق له.
وقال الفايز :”نحن سعداء بتلبيتكم دعوتنا التي تأتي في إطار حرصنا المشترك، للعمل معًا من أجل تعزيز علاقاتنا، في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية والبرلمانية، وللتعاون حول كل يخدم قضايا أمتنا، وينهض بالعمل البرلماني العربي، ليكون قادرا على مواجهة التحديات”.
وأكد أن العلاقات الأردنية السعودية هي علاقات قوية وراسخة، تقوم على أسس ثابتة، مبنية على الاحترام المتبادل والتنسيق الدائم، وتنطلق من ثوابت تعزز مفهوم الأمن المشترك، والمصير الواحد، مثمنًا المستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية التي تجاوزت المصالح ذات الاهتمام المشترك، إلى وحدة الهدف والمصير.
وأشار الفايز إلى أن هناك تنسيقا وتشاورا دائمين، بين جلالة الملك عبدالله الثاني، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حول كل ما من شأنه أن يسهم في البناء على علاقاتنا التاريخية، ويصب في مصلحة بلدينا، ويخدم مختلف قضايانا المشتركة وقضايا أمتنا العادلة.
وشدد على “أهمية تعزيز علاقاتنا والبناء عليها، خاصة في هذه الظروف الصعبة، التي تمر بها أمتنا، بهدف إدامة العلاقات والانطلاق بها، نحو آفاق أوسع وأرحب، خدمة لمصالح شعبينا التوأمين” مؤكدًا “أهمية تفعيل العلاقات بين مجلسينا، بما يخدم أهدافنا المشتركة، ويوحد مواقفنا حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي تبحث في المحافل البرلمانية العربية والدولية”.
وأشار الفايز إلى :”أننا في الأردن قيادة وحكومة وشعبًا، نؤمن بأن أمن السعودية، ودول الخليج العربي عمومًا، جزء من أمننا الوطني وثوابتنا الراسخة، فالأردن يرفض تحت أي ذريعة ومبرر، تدخل أي دولة في شؤون المملكة العربية السعودية، وشؤون دول الخليج عمومًا”.
وأضاف :”نحيي مواقف السعودية وقيادتها الحكيمة لدورهما التاريخي في الدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، خاصة القضية الفلسطينية، والعمل من أجل إعادة الشرعية لليمن، ومنع التدخل في شؤونه، فنحن معكم ونقف إلى جانبكم على الدوام”.
وأعرب عن تقديره “للسعودية لدعمها المتواصل لنا، فالسعودية وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لم تتخل عن مساعدة الأردن، وهو أمر نقدره”، داعيًا إلى “زيادة الاستثمارات السعودية، والاستفادة من البيئة الاستثمارية الآمنة لدينا، والفرص الاستثمارية المتاحة في بلدنا، في العديد من القطاعات، ومنها النقل العام، والطاقة، والمياه، والسياحة”.
ودعا إلى دعم إقامة مشاريع تنمية زراعية كبرى والاستثمار بقطاع المياه عبر إقامة السدود الترابية والحفائر في مختلف من مناطق المملكة، لافتًا النظر إلى أن هناك مناطق في المملكة غير مستغلة زراعيًا مثل البادية الشمالية ووادي عربة، وهو ما من شأنه أن يسهم بمعالجة الفقر والحد من مشكلة البطالة.
ولفت الفايز إلى أن “الواقع العربي الراهن يحتاج لكل جهد خير من أجل لم الشمل العربي، فحال الأمة العربية إذا ما استمر على ما هو عليه، فإنه لا يبشر بمستقبل مشرق لها، لذلك فإن أولوية العمل البرلماني العربي في هذه المرحلة، يجب أن تنصب على إيجاد تكامل اقتصادي عربي، بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة لأمتنا، لمعالجة مختلف التحديات ومنها قضايا الفقر والبطالة”.
وأشار إلى أن السياسة الأردنية، تقوم على مجموعة من الثوابت، أساسها الدفاع عن قضايا أمتنا، مؤكدًا أن “حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا، وعلى أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية التي قدمت في قمة بيروت، هو مفتاح الحل لكافة صراعات المنطقة، وأن أي حلول للقضية الفلسطينية، تتجاوز على ثوابتنا الوطنية، ولا تمكن الشعب الفلسطيني، من إقامة دولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هي حلول مرفوضة، كما أننا لن نقبل أي حلول تغير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس”.
وقال الفايز “إننا في الأردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سنواصل دعمنا لقضايا امتنا العادلة، وسنواصل تنسيقنا المشترك مع الشقيقة المملكة العربية السعودية، بما يعزز علاقاتنا الثنائية، ويخدم مصالحنا، ولن ندخر جهدًا، من أجل عودة الأمن والاستقرار لمنطقتنا”.
رئيس مجلس الشورى السعودي، آل الشيخ، أشاد بالعلاقات التاريخية التي تجمع بلاده مع الأردن على مختلف المستويات القيادية والحكومية والشعبية، لافتًا النظر إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البدين.
وأشار إلى أن الزيارة الوفد البرلماني السعودي إلى الأردن هي زيارة مهمة جدًا، وستكون مختلفة عن الزيارات البروتوكولية المُعتادة، مبديًا استعداد بلاده لتقديم ما من شأنه أن يعزز علاقات البلدين.
وتطرق رئيس مجلس الشورى في حديثه إلى الصندوق السعودي الأردني للاستثمار، وما ينفذه من مشاريع مثل الطرق الرئيسية والمستشفيات والمدارس في المملكة، مؤكدًا أهمية توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، ومساندته ودعمه لزيادة مخصصات الصندوق لدعم المشاريع الزراعية في الأردن.
وحضر اللقاء مساعدا رئيس مجلس الأعيان مفلح الرحيمي، وعلياء بوران، ورئيس لجنة الإخوة البرلمانية الأردنية السعودية، العين مصطفى البزايعة، والسفير السعودي لدى المملكة نايف بن بندر السديري، إلى جانب أعضاء مجلس الشورى السعودية وهم: الشيخ عبدالعزيز بن محمد النصار، صالح بن منيع الخليوي، الدكتورة عائشة بنت علي عريسي، والدكتور إبراهيم بن محمد القناص.