مرايا – بالقرب من القلعة التاريخية ومجمع الدوائر الحكومية القديم، يقع المسجد الحميدي الذي بني في مدينة الكرك عام 1892 كمعلم ديني من ذاكرة الأمة والتاريخ وفق الطراز المعماري الإسلامي.
بني هذا المسجد أيام السلطان العثماني عبدالحميد الثاني وسمي باسمه، الذي يقع بالقرب من مبنى السرايا القديم والقلعة والسجن، على يد متصرف الكرك (حلمي باشا ) وما يزال يعد معلما دينيا بارزا، ويمثل ذاكرة الوطن والأمة أواخر الحقبة العثمانية.
وقال الباحث نايف النوايسة، إن المسجد الحميدي كان ملحقا بالسرايا العثمانية القديمة المجاورة له التي تمت إزالتها ضمن خطط المشاريع السياحية المتعاقبة على المدينة واعادة تأهيلها لأغراض سياحية.
واضاف أن المسجد بني وفق الطراز المعماري الإسلامي نهاية الفترة العثمانية وبطريقة مشابهة لبعض مساجد مدينة حلب في سوريا، ليكون مسجدا لموظفي الإدارة الحكومية العثمانية والمواطنين.
واشار إلى أن المسجد ما يزال محافظا على شكله وطابعه المعماري الإسلامي وهيئته التي بني عليها رغم عمارته القديمة محتفظا بإرثه الحضاري حيث أصبح أحد معالم مدينة الكرك المميزة بحكم موقعه بالقرب من القلعة التاريخية وفن عمارته وزخارفه مكتسبا أهمية سياحية لوقوعه بجانب الأبنية التراثية التي يعود طرازها المعماري لمئات السنين.
من جانبه، بين الدكتور عزام الشمايلة من مديرية أوقاف الكرك، أن المسجد الذي يتسع حاليا لحوالي 600 مصل يتكون من قاعة واحدة للصلاة بمساحة 180 مترا مربعا ومرافق خدمية، بنيت جدرانه الخارجية من الحجر الصلب، في حين بني سقفه من الجسور الحديدية والخرسانة الإسمنتية لتحل مكان القش والطين سابقا، لافتا إلى حرص وزارة الأوقاف على الاستمرار بترميم المسجد وصيانته خلال عمليات المشروع السياحي الأول بالمدينة باعتباره إرثا تاريخيا وإسلاميا مهما.
وأضاف أنه وبسبب خصوصية المسجد الحميدي وقدمه وصغر مساحته، ووقوعه في منطقة سياحية، أصبح مقصدا للزوار والسياح من خارج المدينة وداخلها للاطلاع على نمط عمارته القديم وأداء الصلاة به.
واكد أن المسجد يشهد اهتماما كبيرا من قبل وزارة الأوقاف الإسلامية من خلال رعايته بتوفير الأئمة والواعظين وتوفير مختلف المرافق الخدمية الضرورية بما يتناسب وتاريخ المسجد ومكانته الدينية والحضارية.