مرايا – بالرغم من مضي أكثر من أسبوعين على انحسار موجة الصقيع التي رافقت منخفضات جوية تأثرت بها المملكة أواخر شهر كانون الثاني وبداية شباط الحالي، إلا أن بعض أصناف الخضار والفواكه استمرت بالإرتفاع في السوق المحلي.
وشكا مواطنون وتجار التجزئة من تفاوت أسعار العديد من أصناف الخضراوات، رغم تأكيد الجهات المعنية بأنها تشدد رقابتها على الأسعار وتراقب حركة التوريد والبيع في الأسواق المركزية.
مؤيد الهندي أحد أصحاب محال بيع الخضار والفاكهة في الزرقاء قال إن أسعار الخيار انخفضت قليلا حيث بيع الصنف الأول في السوق المركزي اليوم الخميس بـ 50 قرشا للكيلو، فيما وصل سعر كيلو الكوسا إلى دينار و10 قروش، أما الباذنجان فوصل سعر البيع إلى أكثر من دينار للكيلو، فيما لا تزال البندورة أعلى من حدود أسعارها الطبيعية في مثل هذا الوقت من السنة إذ بلغ سعر الصندوق من الصنف الأول 2.5 – 3 دنانير، كما أن مادة البصل (النحاسي) صنف أول ارتفعت لتصل الى نحو 70 قرشا للكيلو، مشيرا الى أن أسعار بعض أصناف الفواكه تشهد أيضا إرتفاعا غير طبيعي، حيث بلغ سعر كيلو الفراولة 4 دنانير والبرتقال 80 – 90 قرشا والموز 1.00 – 1.25 دينار والتفاح دينار.
أما التاجر مشعل أبو سمرة فأكد ، أن موجة الصقيع الأخيرة لم يكن لها تأثير كبير على المحاصيل والمزروعات خاصة في مناطق المفرق والأغوار كونها تمتاز بدرجات حرارة أعلى من باقي المناطق، كما أن وزارة الزراعة ومديرياتها المنتشرة في جميع المحافظات إضافة الى إتحاد المزارعين أصدروا تحذيرات وتنبيهات متواصلة قبل وخلال موجة الصقيع للمزارعين لحماية محاصيلهم، وقامت تلك الجهات بنشر إرشادات وآلية حماية المزروعات مما ساعد في تقليل نسبة التلف بتلك المحاصيل وخاصة لدى المزارع الكبيرة التي باتت تعتمد على أساليب حديثة ومتطورة في الزراعة تساعد على التقليل من حدوث خسائر في مثل هذه الظروف الجوية.
وبين أن المزارعين الصغار هم الذين تضرروا بشكل عام كونهم لا يمتلكون تلك المعدات أو الوسائل التي تحمي محاصيلهم.
ومن جهتهم، شكا مواطنون من ارتفاع أسعار الخضار بشكل عام خلال الفترة الحالية والماضية، مستائلين عن حقيقة تأثر المحاصيل الزراعية بموجة الصقيع مؤخرا وجدية مراقبة الأسعار بين المزارع والتاجر المورد للأسواق واستمرار فتح باب التصدير في نفس الوقت.
المواطن بشير صالح، طالب بضرورة تشديد الرقابة على السقوف السعرية للخضار والفواكه، مؤكدا أن هناك العديد من التجار يبالغون في رفع أسعارها، كما أن هناك تفاوت كبير بالأسعار بين محافظة وأخرى.
وبدورها شكت ربة المنزل أم هاني من ارتفاع الأسعار “بشكل جنوني” خاصة خلال فصل الشتاء، مشيرة الى أنها أصبحت تقلل كثيرا من كميات الشراء والطهي حتى تستطيع أن توافق بين ميزانية الشراء وكمية الإستهلاك، كما وجهت نداء للمسؤولين بضرورة فرض رقابة على كافة الأسواق ولجميع المواد “دجاج، خضار، مواد تموينية .. الخ” لأن المواطن لم يعد قادرا على تحمل المزيد من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
والى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الصناعة والتجارة والتموين ينال البرماوي ، إن معظم أصناف الخضار انخفضت أسعارها بعد موجة ارتفاع شهدتها خلال الفترة الماضية جراء تراجع كميات توريد الخضار والفاكهة الى الأسواق المركزية إثر الظروف الجوية التي رافقها موجات من الإنجماد والصقيع التي أثرت على المحاصيل وخفضت كميات الانتاج، إضافة الى تأثر حركة النقل بسبب إغلاق بعض الطرق نتيجة حالات الانجماد المسائية والصباحية خاصة خلال المنخفض الأخير، ما أدى لارتفاع أسعار بعض أصناف الخضار والفواكه.
وأكد البرماوي، أن فرق الرقابة والتفتيش تقوم باستمرار في مراقبة الأسواق في جميع المناطق بالعصمة عمان وباقي المحافظات، لضمان عدم المبالغة أو الإحتكار في بيع أي صنف غذائي ومراقبة الأسعار، وفي حال ورود أي شكوى أو ضبط أي تلاعب يقوم موظف التفتيش بإتخاذ الاجراءات القانونية المتبعة، مشيرا الى ان زيادة كميات التوريد الى الأسواق المركزية يساعد في استقرار الأسعار وانخفاضها على المستهلك.
يذكر أن وزارة الزراعة شكلت لجنة لحصر الاضرار التي لحقت بالمزارعين وتعويضهم نتيجة تأثر المملكة بمنخفضات جوية رافقها موجات صقيع وإنجماد أثرت نسبيا على المحاصيل نهاية شهر كانون الثاني الماضي، ومن المتوقع ان تنهي اعمالها قبل نهاية شباط الحالي.
عمون