مرايا – إطار النشاط الثقافي والفكري الدوري الذي يقوم به المنتدى العالمي للوسطية نظم المنتدى اليوم الأربعاء 16/03/2022م ندوة بعنوان ” الأزمة الأوكرانية الروسية وانعكاساتها وتداعياتها على العالم والمنطقة ” وفي بداية اللقاء رحب المهندس مروان الفاعوري بالحضور وقال: 

 

يسرني أن أرحب بكم جميعاً في هذا اليوم أجمل ترحيب فأهلاً وسهلاً بالجميع، وأشكر حضوركم ومشاركتكم في نشاطاتنا الدورية والتي من خلال حضوركم ومساهماتكم نعمل سوياً على إثراء المشهد التوعوي الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي في بلدنا، وهذا جزء من رسالة المنتدى التي نسعى إليها وهي خلق حالة من الوعي العام بما يدور حولنا من أحداث وأثرها على منطقتنا العربي والإسلامية.

 

ندوة اليوم بعنوان ” الأزمة الأوكرانية الروسية وانعكاساتها وتداعياتها ” على المنطقة والعالم، إن هذه الأزمة وضعت المنطقة في عملية اختيارات صعبة في الموازنة ما بين مصالحها وقضاياها المختلفة ومراعاة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة عند تناول العلاقات والصراعات والأزمات بين الدول.

 

ان اختيارنا لهذا الموضوع هو من باب التعريف بجذور المشكلة وآثارها المتوقعة على الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية والإجراءات التي على دولنا اتخاذها للتحوط من تداعياتها على الأفراد والمؤسسات والأوطان.

 

لهذا فقد اخترنا استاذين كريمين يشهد لهما بالمعرفة والخبرة في مجال العلاقات الدولية وقضايا الأحداث السياسية الجارية ، وهما:

 

الأستاذ الدكتور زيد عيادات/ مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية.

 

وكذلك الدكتور منذر الحوارات/ عضو جمعية الشؤون الدولية والمحلل السياسي والكاتب في القضايا السياسية والعامة.

 

أكرر الترحيب بكم جميعاً مرة ثانية وترحيب خاص بالمحاضرين الكريمين لقبول دعوتنا، وأعطي المجال الآن للأستاذ الدكتور زيد عيادات لتقديم مداخلته.

 

بعد ذلك اعطي الحديث للأستاذ الدكتور زيد عيادات مدير الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية حيث قدم مجموعة من الأفكار والتصورات والتحولات حول الأزمة الأوكرانية الروسية وقال بأن ما بعد الأزمة ليس ما قبل الأزمة هناك تغيرات واندلاع حروب في وقت كانت أوروبا أكثر أمناً، فالنظام العالمي يعتمد على مفهوم القوة والتكنولوجيا اليوم اعادة تعريف القوة في العالم والعالم الغربي ينظرون إلى روسيا من أنها محطة وقود وترسانة أسلحة نووية.

 

وبين الأوصاف التي يصف بها الغرب بوتين بهتلر العصر وروسيا تتهم أوكرانيا بأنهم النازيون الجدد وبين أن من أسباب الأزمة اتهام الغرب بعدم الإلتزام بالإتفاقيات والتوسع باتجاه الشرق ومحاولة الغرب الإستخفاف بشخص الرئيس بوتين، وبين أن من مطالب روسيا واضحة وهي السيطرة على المفاعلات النووية وتجرد أوكرانيا من السلاح وتفكيك البنى العسكرية وعدم الإنضمام إلى الناتو والإعتراف بضم جزيرة الفرع لروسيا.

 

وبعد ذلك تحدث الدكتور منذر الحوارات عضو مجلس إدارة جمعية الشؤون السياسية والمحلل السياسي فتحدث عن تاريخ الأزمة ومقدمات الصراع وأسباب الأزمة الحالية منها:

 

تتهم روسيا الغرب وحلف الناتو بعدم احترام التزاماتهم السابقة بعدم التوسع شرقاً نحو المجال الحيوي الروسي.

 

شعور الرئيس بوتين بالإهانة الشخصية عبر مبالغة الإعلام الأوكراني والروسي المعارض في السخرية منه فتراجعه بعد كل هذه الحشود سيؤدي إلى فقدان هيبته ومكانته.

 

الدوافع الداخلية بالتغطية على سوء الأوضاع الداخلية.

 

بعد ذلك تطرق إلى مشاريع بوتين نحو العظمة وأنه قد فقد بوتين ايمانه بمشروع أوروبا الكبرى لمصلحة مشاريع بديلة مثل الإتحاد الأوراسي , أو آسيا الكبرى وربما كان ذلك بسبب يأس بوتين من عقد شراكة مع الغرب وغزو أوكرانيا الأخير يشير إلى استعداده للتضحية في العلاقات مع أوروبا لصالح مشروعه الجديد، ثم أضاف عن مطالب روسيا ومنها:
نزع سلاح أوكرانيا.

القضاء على النازيين الجدد.

تفكيك أي معامل بيولوجية.

السيطرة على بحر آزوف وتحويله إلى بحيرة روسية.

الإعتراف بضم جزيرة القرم لروسيا.

ثم استطرد في الحديث حول حسابات بوتين التي شجعته على الغزو منها:

وجد بيئة دولية رافضة لنظام القطب الواحد ومستعد للتحالف في سبيل التخلص منه وعلى رأس هذه الدول الصين وروسيا، وبالنسبة لأوكرانيا فهي بلد مفكك داخلياً وتعاني من أزمات اقتصادية وتشظي وتناحر بين نخبها السياسية بحيث أصبحت عبئاً على الغرب أكثر منها مكسباً.

بعد ذلك تحدث عن مواقف الدول المختلفة من الأزمة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتسائل هل حقق بوتين ما أراد؟ وهل تنجح خطوات الولايات المتحدة والغرب في إيقافه عند حده؟ وهل سيجر العالم الى حرب كونية؟ وهل الخيار النووي موضوعاً على الطاولة؟

أما بالنسبة لأوكرانيا فأمامه عدة خيارات منها:

إما التقسيم الى أوكرانيا الشرقية أو يطلق عليه روسيا الحديثة وأوكرانيا الغربية، أو التقاسم بين روسيا وبعض الدول الغربية ، او الاكتفاء باقتطاع أراضي منه.

وبين أن الحرب ما زالت مشتعلة ومن الصعب وضع سيناريو واضح لنهايتها ونتائجها لكن المؤكد ان العالم ما قبل غزو أوكرانيا لن يكون هو نفس العالم بعده.

وفي نهاية الندوة أجاب المحاضرين على أسئلة ومداخلات الحضور وقد أشاد الحضور في مداخلاتهم بالمنتدى والدور الثقافي والتوعوي الذي يقوم فيه، وذلك من خلال البرامج والندوات التي يقدمها أسبوعياً وشهرياً للمجتمع، من أجل خلق حالة وعي فكري وثقافي يساهم في نهضة الوطن وتقدمه.