مرايا – مع المشاكل التي يعانيها الفنان الأردني عاما تلو عام، يتصاعد الأمل بنقابة الفنانين لاحتواء تلك المعوقات والأخذ بالمشهد الفني والثقافي لمصاف الإنتاجات والأعمال العربية.
ولعل ما يبشر في انتخابات نقابة الفنانين الأردنيين التي جرت مؤخرا وفاز برئاستها محمد يوسف العبادي، تكاتف الفنانين فيما بينهم للخروج من حالة التراجع بمستويات عدة يعانيها الفنان، رغم حضوره محليا وعربيا.
تطلعات وآمال
التقاعد، التأمين الصحي، العدالة في توزيع الفرص، تنظيم سوق العمل والإنتاج، أثر جائحة كورونا على المشهد الفني، جمعيها مشكلات ترافق الفنان الأردني، فهل تتحقق الرؤى والتطلعات التي يسعى لها الفنان عبر الفائزين في الشعب النقابية للخروج من تلك الحالة ولو بـ”شق تمرة”؟
ترتيب البيت الداخلي هو المفصل الأول الذي يرى فيه نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي جسرا لخطوات مستقبلية تعود بالأثر الإيجابي على النقابة والفن الأردني.
ويوضح العبادي مفاصل مهمة في حديث صحفي، بعد فوزه بمنصب نقيب الفنانين، أن الأمور مبعثرة في البيت الداخلي للنقابة مما يستدعي أولا ترتيب الأمور يليه الانطلاق والتوسع للمطالب الأخرى.
ويبين العبادي أن جائحة كورونا أسهمت في إعاقة عمل الفنان الأردني وهددت رزقه، وهو ما سيعمل مع الأعضاء للخروج منها بمشاريع مستقبلية بعيدة عن “الشللية” أو “الشخصنة” التي بنظره زادت من تدهور أوضاع الفنانين الأردنيين سوءا.
وكانت الهيئة العامة لنقابة الفنانين، قد انتخبت أول من أمس، مجلس إدارة النقابة 12 الذي تستمر ولايته لعامين مقبلين.

مطالب وحقوق
يطالب العبادي من الحكومة النظر إلى دور الفن الأردني بعين إيجابية، من خلال دعمه بعد تغييب واضح للمشهد الفني منذ سنوات طويلة لأسباب عدة؛ من ضمنها عدم وعي بعض أصحاب القرار بدور المثقف والفنان في حضارة الدول، مؤكدا أن لغة الحِوَار ستسود المرحلة المقبلة في التواصل مع الجهات الرسمية حول أوضاع الفنان الأردني.
ومن ضمن التطلعات التي يسعى لها النقيب هي العدالة بين الزملاء وتكافؤ الفرص، إلى جانب العلاقة بين المؤسسات الثقافية الرسمية المعنية بالثقافة والفن وما يجب أن يوفر لحقوق الفنان الأردني، مبينا في لهجة واضحة “لن نستجدي الحقوق من أحد”.
وسيعمل العبادي الذي تبرع بمخصصاته السنوية والتي تبلغ حوالي (40 ألف دينار) لدعم المرحلة المقبلة، على مناقشة كيفية رفد الصناديق في النقابة من خلال المقترحات والمشاريع الاستثمارية، إلى جانب دعم الشباب دون الإخلال بالفئات العمرية الأخرى.
ويعد العبادي الفنان الأردني بكلمة واحدة وبدعم منهم ويقول “الخير بوجهك”.
أسرة فنية داعمة
من جانب آخر يؤكد الفنان زهير النوباني الفائز بعضوية شعبة التمثيل أن نجاحه اليوم مرتبط بمسؤولية تنفيد المطالب التي قدمها في برنامجه خلال الترشح للانتخاب.
من ضمن النقاط التي يتطلع النوباني لتنفيذها هي، دراسة ظروف غير المسددين للضمان الاجتماعي وإعادتهم للنقابة، ودراسة استثمارات النقابة وحسن إدارتها، وحماية ودعم صندوق التقاعد والتأمين الصحي، وتقدير كبار العمر من الفنانين ودعم الشباب في مجال التمثيل.

وهو ما يتفق معه المؤلف الموسيقي مراد مردجيان الفائز بشعبة التأليف والموسيقا ويقول” ثمة مشكلة في صناديق النقابة من بينها، التأمين الصحي والتقاعد المعيشي للفنان وهو ما سأعمل عليه مع زملائي للخروج بحلول تضمن حياة كريمة للفنان الأردني”.
قطاع المسرح
وتبنى النوباني في برنامجه الذي يأمل بتحقيقه دعم المسرح والعاملين فيه، والتواصل والتعاون مع المؤسسات الرسمية والخاصة لمصلحة الأعضاء والنقابة، ووضع نظام داخلي بوقت قياسي.
ويحمل مرديجان ذات المطالب للموسيقيين والأعضاء العاملين في المسرح وتجارب الشباب فيها.
مشاريع استثمارية
يطمح مرديجان بأن تتم معالجة المشكلات من خلال الاستثمار في مشاريع عدة مجدية تسهم في رفد الصناديق، ومن خلال التواصل مع مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة وغيرها وبما يساهم في تأمين مستقبل الفنان الأردني.
ويأمل على مستوى شعبة التأليف والتلحين التي فاز عنها، أن يتم تنظيم سوق العمل في الموسيقا للفنان الأردني إلى جانب الأشقاء العرب الذين يعلمون بالمجال.
في السياق ذاته سيعمل الفنان جهاد سركيس الفائز بشعبة الغناء والعزف على إيجاد قوانين نقابية تنظم عمل الفنان العربي في السوق الأردني والذي يؤثر بنظره على وضع الفنان الأردني ودخله في قطاع الموسيقى والغناء.
ويتطلع سركيس مثل الزملاء إلى العمل الجاد على مشاريع دعم الصناديق لكونه كان عضوا ويعلم معاناة الفنان الأردني، والتي تستوجب وجود دخل للصناديق الخاصة بالتأمين والتقاعد.
مسؤولية الحكومة
سركيس يبين أن ما آلت إليه ظروف المشهد الفني الأردني يتطلب من الجهات الرسمية جميعها ومن ضمنها الإعلام فتح ذراعيها للفنان الأردني ودعمه. ومن شأن الدعم أن يعيد ثقة المواطن بالفنان والفن الأردني وفق سركيس.
دعم مادي
من جانب آخر يصب المخرج فراس المصري الفائز عن شعبة الإخراج جل اهتمامه مستقبلا في الارتقاء بالحالة الفنية ماديا، موضحا أن غالبية مشاكل النقابة هي قلة الدعم لضعف مشاركة المجتمع المحلي في دعم القطاع. ويضيف المصري أن العمل سيكون من خلال التشارك مع مؤسسات رسمية وخاصة وعربية لدعم الحركة الفنية.
يذكر أن نقابة الفنانين تأسست العام 1997 وحسب نظامها الداخلي فإن عدد أعضاء المجلس هو 10 أعضاء بالإضافة إلى النقيب موزعين على 5 قطاعات بالتساوي.
وتعمل النقابة على نشر رسالة الفن والتعريف بها وتساهم النقابة في الندوات والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات في المجالات الفنية والثقافية داخل الأردن وخارجها.
وتقوم بتنشيط الحركة الفنية في الأردن وتطويرها ورفع مستوى ممارسة المهنة وضمان حرية الفنان في أداء رسالته والاستمرار فيها.
الغد