قال وزير المال الألماني كريستيان ليندنر اليوم الإثنين، إن ألمانيا لا يمكنها الاستغناء عن إمدادات الغاز الروسي ”في الوقت الراهن“، وإن العقوبات المفروضة على موسكو في هذا القطاع ستضر الاتحاد الأوروبي أكثر من روسيا.

وأوضح ليندنر في لوكسمبورغ قبل اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي: ”يجب أن نبحث في فرض عقوبات صارمة، لكن في الوقت الراهن، لا يمكن استبدال إمدادات الغاز الروسي“، وأن قطعها ”سيضرنا أكثر من روسيا“.

وأعلنت ألمانيا، الأربعاء الماضي، ”إنذارا مبكرا“ بأنها قد تتجه نحو إعلان حالة الطوارئ فيما يتعلق بإمدادات الغاز، وقالت إن الإجراء يهدف إلى الاستعداد لتعطل محتمل أو توقف لتدفقات الغاز الطبيعي من روسيا، وفقًا لوكالة ”رويترز“.

وقال وزير الاقتصاد روبرت هابيك في بيان إن ”الإمدادات في مأمن بالوقت الراهن، وإن ألمانيا تراقب عن كثب تدفقات الإمدادات مع مشغلي السوق“.

والشهر الماضي، أعلنت ألمانيا أنها ستخفض اعتمادها على موارد الطاقة الروسية بشكل حاد وسريع باستغنائها عن واردات الفحم بحلول الخريف، وعن واردات النفط بحلول نهاية العام، بحسب وكالة ”فرانس برس“.

وأفادت وزارة الاقتصاد في بيان: ”من المفترض أن تكون واردات النفط الروسي إلى ألمانيا انخفضت إلى النصف بحلول منتصف العام، ونهدف إلى تحقيق استقلال شبه تام في نهاية العام“.

وأضافت: ”بحلول الخريف، قد نصبح مستقلين بصورة عامة عن الفحم الروسي، أما بالنسبة إلى الغاز فبإمكان ألمانيا أن تكون مستقلة إلى حد بعيد بحلول منتصف 2024“.

وكانت ألمانيا توصلت إلى اتفاقية شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة مع قطر، وذلك في إطار سعيها لتقليص اعتمادها على الغاز الروسي، وفق ما أعلنت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية في وقت سابق.

وجاء التوصّل للاتفاقية خلال زيارة وزير الاقتصاد الألماني إلى الدوحة في إطار مساعي بلاده لتنويع مصادر إمداداتها من الطاقة، وفق الوزارة.

وتعول الدول الأوروبية بشكل متزايد على الغاز الطبيعي المسال في إطار تقليص اعتمادها على الغاز الروسي بعد غزو روسيا أوكرانيا.

ورغم الحرب في أوكرانيا، ما زال الغاز الروسي مستمرا في التدفق إلى الاتحاد الأوروبي الذي يرفض فرض حظر عليه، لكن الدول الأوروبية تعهدت بالإسراع في خفض اعتمادها على الغاز الروسي.