بدأت في الدوحة، اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الرابع عشر لحوار الأديان بعنوان: “الأديان وخطاب الكراهية بين الممارسة والنصوص”، بمشاركة نحو 300 عالم وقادة دينيين وباحثين وأكاديميين وإعلاميين ومهتمين من 70 دولة عربية وأجنبية، من بينها الأردن.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي، خلال افتتاحه المؤتمر، إن “التصدي لخطاب الكراهية بات قضية كبرى، لن تقوم بها تشريعات دولية فحسب، ولن تكبح جماح آثارها المدمرة على عالمنا نصوص ومواعظ دينية فقط، وإنما تحتاج إلى عمل جاد، تتضافر فيه كل تلك الجهود، وتشاركها في تلك المسؤولية القيادات الدينية والمؤسسات المدنية”.
وأشار إلى أن الخطاب المعتدل والحوار الجاد الهادئ والهادف، هو السبيل الأوحد للوصول بعالمنا إلى السلام المنشود الذي ننشده جميعًا وسط هذا الكم المخيف من أمواج الكراهية والصراعات.
وقال: إن السلام الذي ينشده عالمنا اليوم، يتمثل في إبراز المبادئ والقيم الدينية والإنسانية التي تضمن الحفاظ على النفوس والأرواح، ونبذ العنف والتخلي عن نعرات التعصب وخطاب الكراهية والطائفية المقيتة، كما يتمثل في الإحساس القوي بالانتماء إلى لحمة المجتمع الإنساني ككل.
وأضاف أنه “بات لزامًا علينا جميعًا خاصة في مثل هذه المؤتمرات الدولية، أن نخرج بمقترحات ومبادرات واقعية، يمكن لنا من خلالها التصدي لأشكال خطاب الكراهية، من الناحية الدينية والفكرية وأيضًا القانونية، وبيان خطرها على أمن واستقرار مجتمعاتنا”.
ويناقش المؤتمر الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ويستمر ليومين، خطاب الكراهية من حيث مفهومه وأسبابه ودوافعه، وأنماط وأشكال خطابه والتحريض على العنف والإرهاب، والتوظيف السياسي لخطاب الكراهية وتداعياته، إضافة إلى سبل مواجهته.
ويتناول المشاركون دور القيادات والمؤسسات الدينية والإعلامية في مناهضة خطاب الكراهية، ومسؤولية علماء الدين ودور العبادة في التوعية بضرورة احترام الأديان، وتأثير الإعلام في الحد من خطاب الكراهية، والقيم الدينية والأخلاقية ودورها في مواجهة خطاب الكراهية، وثقافة السلام والتعايش واحترام التنوع الثقافي والديني.
كما يناقش المشاركون موضوع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بتجريم خطاب الكراهية، حيث سيتم بيان حدود تطبيق حرية التعبير ومجالات حمايتها في القانون الدولي الإنساني، ودور الأطر التشريعية الدينية والقانونية في مواجهته، إضافة إلى دور المؤسسات التعليمية والتربوية وكذلك الثقافة والفنون في التصدي لهذا الخطاب، وتعزيز احترام التنوع وقبول التعددية والفهم الإنساني للآخر.