مرايا – احتل ميناء العقبة، جنوبي الأردن، المرتبة 35 عالميا من أصل 370، كأكثر الموانئ كفاءة على مستوى العالم لعام 2021، وفق مؤشر أداء موانئ الحاويات وضعه البنك الدولي ومعلومات الأسواق الصادرة عن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية.
وهذا المؤشر قابل للمقارنة، حيث يوضح أداء موانئ الحاويات على مستوى العالم، ويتمثل الهدف منه في أن يكون أساساً مرجعياً للأطراف المعنية الرئيسية في الاقتصاد العالمي.
تُظهر المقاييس الرئيسية لأداء الموانئ أوجه تفاوت كبيرة في كفاءة الموانئ العالمية في عام 2021، حيث حقق ميناء العقبة، الذي صنف ضمن الحجم المتوسط لمناولة السفن، 101.250 نقطة في الترتيب العالمي، وبمؤشر بلغت قيمته 45.327.
ووفق تصريح سابق لأمين عام نقابة ملاحة الأردن، الكابتن محمد الدلابيح، فإن حجم البضائع الواردة والصادرة التي جرى مناولتها العام الماضي عبر ميناء العقبة بلغ إلى 19.5 مليون طن.
وسجل ميناء العقبة ارتفاعا في مناولة البضائع العامة بواقع 18%، حيث ارتفعت من 1.5 مليون طن إلى 1.8 طن العام الماضي، بينما انخفضت مناولة المدحرجات (السيارات) بواقع 6%؛ لتصل العام الماضي إلى 109 آلاف، فيما أمّت 1843 باخرة ميناء العقبة العام الماضي، مقابل 1580 باخرة عام 2020 بنسبة زيادة 17%.
وارتفع عدد المسافرين عبر طريق العقبة نويبع بواقع 244%؛ ليسجل 230 ألف مسافر العام الماضي بعد السماح لشركة الجسر العربي بنقل الركاب بين العقبة ونويبع، وفق الدلابيح، الذي أكد أيضا ارتفاع السفن السياحية من 11 ألفا إلى 24 ألفا بزيادة نسبتها 118%؛ بفضل تخفيف قيود كورونا، والسماح بدخول البواخر السياحية في الربع الأخير من العام الماضي.
وزادت مناولة المواشي عبر ميناء العقبة بواقع 18%؛ لتصل إلى 1.4 رأس، فيما انخفضت مناولة الحاويات بواقع 10.7%؛ لتسجل 765.662 حاوية، وفق الدلابيح.
وتبلغ مساحة ميناء حاويات العقبة، 500000 متر مربع، فيما تبلغ مساحة ساحات التخزين 450000 متر مربع، تحتوي على 800 نقطة تبريد كهربائية، وفق الموقع الإلكتروني لشركة ميناء حاويات العقبة.
– ميناء العقبة .. جوائز وإنجازات متواصلة –
في عام 2005، جرى تصنيف ميناء الحاويات كواحد من أفضل ثلاثة موانئ في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، بحسب إعلان جائزة لويدز.
ودشن جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2010، توسعة رصيف ميناء حاويات العقبة، لرفع حجم حركة الشحن ونقل البضائع في الميناء.
وحقق ميناء حاويات العقبة في عام 2013 أعلى إجمالي مناولة للحاويات (872,810 حاوية مكافئة)، في الوقت الذي أنهى فيه توسعة الرصيف إلى 1000 متر، فيما بلغ إجمالي حجم المناولة 857،283 حاوية مكافئة في عام 2020.
وترشح ميناء حاويات العقبة في عام 2015 لنهائيات جائزة لويدز عن فئة أفضل مشغل موانئ وجائزة البيئة لموانئ هتشيسون بورت القابضة المحدوده تقديرا لجهودها في هذه المجالات.
وفي عام 2016، حصل على شهادة الأيزو 14001 لنظام الإدارة البيئي الشامل، وفاز بجائزة شركة موانئ اي بي ام تيرمينالز لأفضل أداء في السلامة العالمية، كما ترشح للدور النهائي لجائزة لويدز للسلامة للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية عن فئة “السلامة”، وجائزة شركة هاتشيسون بورت القابضة المحدودة عن فئة “البيئة”، وجائزة “أفضل مشغل الميناء”.
وفي عامي 2017، ترشح مجددا للدور النهائي لكل من جائزة لويدز لأفضل مشغل موانئ وجائزة شركة هاتشينسون بورت القابضة المحدودة للبيئة وجائزة السلامة، وحازت شركة ميناء حاويات العقبة على تقدير بجوائز التميز في مجال النقل العربي والحصول على جائزة “تطوير الموانئ الأكثر استدامة”.
وفازت شركة ميناء حاويات العقبة في عام 2018، بجائزة “مشغل المحطات” في احتفاليات لويدز جنوب آسيا، الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي عام 2019، حصل على تجديد لشهادة الأيزو 14001 :2015 لنظام الإدارة البيئي الشامل، وترشح للدور النهائي لجائزة لويدز للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية لكل من جائزة” البنية التحتية وإدارة الموانئ “و”جائزة البيئة”.
وحصل في عام 2020 على جائزة “بطل طريقة العمل الجديدة” التي أطلقتها موانئ (اي بي ام) لمحطات الحاويات الدولية.
– موانئ الشرق الأوسط الأكثر كفاءة –
أظهر مؤشر البنك الدولي ومعلومات الأسواق الصادرة عن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية عن أداء موانئ الحاويات، أن موانئ الشرق الأوسط وشرق آسيا كانت الأفضل من حيث الاستجابة للنمو الكبير في حجم الأنشطة والتقلبات في الخدمات الناجمة عن تأثيرات جائحة كورونا العالمية.
وتصدّر ميناء الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية الترتيب في عام 2021، في حين جاءت الموانئ المنافسة في منطقة الخليج، وهي ميناء صلالة في عمان وميناء حمد في قطر وميناء خليفة في أبوظبي، ضمن المراكز الخمسة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، احتل ميناء جدة الإسلامي في السعودية المركز الثامن.
ويعتمد هذا الترتيب على الوقت الذي تحتاجه السفن للبقاء في الميناء لإكمال أعمال الشحن والتفريغ على مدار عام 2021، وهو العام الذي شهد تكدساً غير مسبوق في الموانئ وتعطل سلاسل التوريد العالمية.
وقال مارتن همفريز، كبير الخبراء الاقتصاديين في مجال النقل في البنك الدولي وأحد الباحثين الذين أعدوا المؤشر: “تُعد زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية وبدائل الوقود الأخضر طريقتين يمكن للبلدان الاستعانة بهما لتحديث موانئها وجعل سلاسل التوريد البحرية أكثر قدرة على الصمود”.
وأضاف أن عدم كفاءة الموانئ تمثل خطراً كبيراً على العديد من البلدان النامية لأنها قد تعرقل النمو الاقتصادي، وتلحق الضرر بالعمالة، وتزيد التكاليف التي يتحملها المستوردون والمصدرون.
وفي الشرق الأوسط، أثبتت الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية لموانئ الحاويات والتكنولوجيا المستخدمة فيها فعاليتها”.
ويتمثل الهدف من المؤشر والبيانات الأساسية في تحديد الثغرات وفرص إدخال التحسينات التي من شأنها أن تحقق الفائدة لجميع الأطراف المعنية الرئيسية في مجال التجارة العالمية، بما فيها الحكومات، وخطوط الشحن، وشركات تشغيل الموانئ ومحطات الحاويات، وشركات الشحن، وشركات الخدمات اللوجستية، والمستهلكون.
وقال المدير المساعد للنقل البحري والتجارة في وكالة ستاندرد أند بورز العالمية، تيرلوك مووني “أظهرت جائحة كورونا بأوضح الصور الدور المحوري الذي يلعبه أداء الموانئ في توريد السلع في الوقت المحدد إلى البلدان والسكان”.
وأضاف أن آثار الجائحة على المنافذ والموانئ العالمية الرئيسية وما يرتبط بها من سلاسل التوريد تثير قلقاً بالغاً، وتستمر في التسبب في حالات تأخير كبيرة في الإمدادات ونقص حاد في السلع، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإحداث تأثير سلبي على الوضع المالي للعديد من الشركات.”
مؤشر أداء موانئ الحاويات، يعتمد على إجمالي عدد الساعات التي تتوقف فيها السفينة في الميناء، ويتم تعريفه على أنه الزمن المستغرق بين وصول السفينة إلى الميناء ومغادرتها من الرصيف بعد إكمال شحن أو تفريغ البضائع. ويتم استيعاب أعباء العمل، سواءً الأكبر أو الأقل، عن طريق فحص البيانات الأساسية ضمن عشرة نطاقات مختلفة وفقاً لحجم السفن في الميناء.
وتتضمن المنهجية المتبعة 5 فئات مميزة لحجم السفن نظراً لإمكانية تحقيق خفض أكبر في الوقود المستخدم في السفن الأكبر حجماً والانبعاثات الصادرة عنها.