مرايا – مندوبة عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، افتتحت وزيرة الدولة للشؤون القانونية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، وفاء بني مصطفى اليوم الثلاثاء في عمان، فعاليات مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة” بنسخته الخامسة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي تنظمه مؤسسة مي شدياق.
وقالت بني مصطفى، خلال الافتتاح: “إن رعاية الحكومة لهذا المؤتمر، واهتمامنا باستضافته في الأردن، ينم عن إيماننا الكبير بدور المرأة في المجتمع، باعتبارها شريكا للرجل على قدم المساواة، انطلاقا من إرادة سياسية حقيقية، يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يوجه دوما إلى إيلاء المرأة كل الرعاية والاهتمام، وتذليل العقبات التي تعترض طريق مشاركتها السياسية والاقتصادية”.
وأضافت، “إن واقع المرأة الأردنية يحظى بالتقدير؛ نظرا لما وصلنا إليه من نجاحات، في ظل وجود إرادة سياسية حقيقية تعبر عن إيماننا المطلق بأهمية دور المرأة في مجتمعنا، فالمرأة تشكل ركيزة أساسية في جميع سلطاتنا؛ التشريعية،والتنفيذية، والقضائية، وكذلك المجتمع المدني، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية أكبر نسبة تمثيل للنساء في تاريخ المملكة، سواء على مستوى مجلس الأمة، أو المجالس المحلية، أو الحكومة، أو القضاء”.
وقالت، إنه ومع دخول الأردن مئويته الثانية “ما زلنا نتطلع ونعمل الكثير من أجل الارتقاء بواقع المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة، وقد بدأنا هذه المئوية بروح حداثية إصلاحية، قوامها تحديث المنظومة السياسية؛ وكانت المرأة من بين أهم مرتكزاتها، فقد تم إقرار التعديلات الدستورية الجديدة، وقانوني الانتخاب والأحزاب، بما يتواءم مع التوجهات لتعزيز دورها ومكانتها، جنبا إلى جنب مع الشباب، أمل المستقبل”.
وأكدت بني مصطفى، أن مشاركة النساء في عملية صنع القرار، وفي الحياة السياسية لم تعد بذخا أو ترفا أو خيارا، بل أصبحت ضرورة وواجبا لأي دولة تسعى إلى رسم مستقبل زاهر وتحقيق الإصلاح الديمقراطي والتنمية المستدامة؛ ويبدأ ذلك من بوابة دعم وصولها إلى المواقع القيادية، وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة، بالإضافة إلى اتخاذ جميع الوسائل والخطوات اللازمة لتفعيل مشاركتها الاقتصادية، التي هي اللبنة الأساسية لدعم مسيرة المرأة في المجتمع.
ويهدف المؤتمر، الذي شهد حضورا لافتا للعديد من الشخصيات البارزة في المجالات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والفنية والاقتصادية والتقنيات الحديثة، من الأردن ومختلف بلدان العالم، إلى تمكين النساء وتشجيعهن على تحقيق نتائج مستدامة تخدم الصالح العام والمجتمع بكافة مكوناته، إضافة الى إلقاء الضوء على قصص سيدات وفتيات وحققن نجاحات وتركن بصمات بارزة في مختلف القطاعات.
من جانبها، أثنت مي شدياق رئيسة مؤسسة شدياق، على جهود الأردن في مجالات تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة مجددة التحية لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله التي كانت سباقة في منح رعايتها للمؤتمر بنسخته الأولى عام 2016.
وعرضت شدياق لسبل تفعيل المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة، والتي تتطلب مشاركة مجتمعية شاملة لا جزئية، على أساس مقاربات ثلاث هي: إشكالية النوع الاجتماعي، وضرورة تقليل الفجوة النوعية بين الرجل والمرأة؛ كون النساء الضحية الأولى للفقر والبطالة والأمية، إضافة الى ضعف المشاركة السياسية، ومقاربة التنمية التي يجب أن يتم التركيز فيها على ضرورة تشبيك المرأة مع الرجل في المنظومة التنموية عبر الاقتصاد والمشاركة السياسية، وتعزيز الدور القيادي للمرأة من خلال نشر ثقافة الديمقراطية.
من جهتها سلطت رئيسة المؤتمر، الإعلامية سوزان عفانه، الضوء على معاناة القطاع النسائي في عموم المنطقة خصوصا في العامين الماضيين في ظل المشاكل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والصحية والتنموية التي فاقمتها تداعيات جائحة كوفيد-19، مشيدة بالدور الذي لعبته المرأة العربية في مواجهة التحديات الأخيرة وإرادتها التي لا تلين ولا تستسلم للظروف الصعبة.
ووجهت عفانه تحية إلى الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي أصبحت أيقونة للصحفيات العربيات.
الى ذلك أكدت بني مصطفى خلال مشاركتها ونائب رئيس الحكومة ووزيرة الدفاع والخارجية السابقة في لبنان زينة عكر، في الجلسة الحوارية النقاشية الثانية للمؤتمر والتي جاءت بعنوان “ربط التمثيل السياسي والاقتصادي للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أن تمكين النساء وإدماجهن في مختلف المجالات، وخاصة المجالين السياسي والاقتصادي، والاستفادة القصوى من طاقاتهن وإمكاناتهن، مصلحة لدولهن ومجتمعاتهن.
واستعرضت بني مصطفى، وعكر، في الجلسة التي أدراها الإعلامي محمد الخالدي، أهم التحديات التي تواجه النساء عموما في مواقع صنع القرار السياسي ومختلف المواقع القيادية، وكيفية تجاوزها، وأكدتا أهمية انخراط النساء بالشأن العام، وعدم التردد في ولوجه، والتركيز على تطوير بيئة تشريعية تراعي المساواة الجندرية، وأهمية وجود بيئة عامة ممكنة للمرأة على مستوى التنفيذ لهذه القوانين، فضلا عن رفع الوعي المجنمعي بأهمية انخراط النساء في الشأن العام، ووجود بيئة أسرية داعمة لهن.
فيما تحدثت الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، الوزيرة الكويتية السابقة الدكتورة رولا دشتي، في الجلسة الحوارية الأولى للمؤتمر، عن تجربتها كمدافعة منذ زمن طويل عن حقوق المرأة وعن المساواة بين الجنسين والإصلاح الديمقراطي.
وأشارت الى صدور مرسوم في العام 2005، سمح للمرأة الكويتية بخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة، لافتة الى أنها كانت واحدة من أوائل السيدات المنتخبات في البرلمان الكويتي.
وتضمنت فعاليات المؤتمر، عروضا ركزت على قطاعات مختلفة، مثل: الاتصالات، المصرفي، الطيران، التنمية الاجتماعية إضافة الى جلسات حوارية مع رائدات نجحن في إحداث فرق في إدارة المنظمات الدولية الاقتصادية، ومجالات السياسة ومفاوضات صنع السلام، والعملات الرقمية، والإعلام لاسيما التغطيات في الأماكن الخطرة، إضافة الى الفن بكل مجالاته.