قالت نقابة المهندسين إن المتابعات الأولية لحادثة سقوط وتحطم خزان مواد كيميائية، عصر الإثنين، في ميناء العقبة تشير إلى غياب تدابير سلامة العمليات الكيميائية في نقل المواد السامة، ما أدى إلى وقوع 11 وفاة وإصابة المئات جراء تسرب غاز الكلور.

وأوضحت النقابة، في بيان لها مساء الإثنين، أنها تتابع عن كثب مجريات التحقيق التي تجريها الجهات المعنية وستعمل على تقديم المشورة الفنية اللازمة من خلال لجنة مختصة ستشكلها لإعداد تقرير عن الحادثة، التي كشفت عن حقيقة غياب وتجاهل لأهمية التدابير الوقائية في العمليات الكيميائية أثناء نقل المواد الخطيرة، حيث تشير تسجيلات الفيديو إلى أن رافعة الخزان لم تكن مناسبة للحمل، أو عملية الربط للحمالات لم تكن مقدّرة هندسياً، ولم تراعِ حساسية المادة المنقولة ما أدى إلى سقوطها على ظهر السفينة وتسرب غاز الكلور حسب التقديرات الأولية.

وقال عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس الشعبة الكيميائية المهندس محمد المحاميد، إن الحادثة كشفت مدى أهمية مراعاة السلامة للعمليات الكيميائية والصناعية، في مختلف مراحل التصنيع والتوريد، حيث أن خللاً في دعامات حمل الخزان تسبب بسقوطه مباشرة وتحطمه وتعريض عشرات العاملين في الميناء لخطر غاز الكلور الحارق الذي أودى بحياة أرواح ثمينة، خسرناها لغياب اهتمامنا في أدق التفاصيل.

وأشار المحاميد إلى أن الظروف الجوية في خليج العقبة جنّبت سكان المدينة التعرض لغاز الكلور السام، بل دفعت بالتسريب نحو الجنوب، مضيفاً أن القراءات البيئية تفيد بانحسار أثر الغاز بسبب ثقل كتلته وبطء حركته أفقياً، ما سهّل معالجته من قبل الدفاع المدني.

وشدد المحاميد على أن هذه الحادثة يجب أن تكون درساً لكافة العاملين في قطاع صناعة الكيماويات تحديداً أن مستوى الخطورة في هذه العمليات مرتفع ويتطلب دقة وخبرة عالية لتجنب المساس بالصحة المهنية للعاملين في مختلف المواقع.

ودعا المحاميد كافة العاملين في قطاع صناعة الكيماويات الانضمام لبرامج جمعية سلامة العمليات الكيميائية التي أطلقتها النقابة لبناء قدراتهم في الحفاظ على السلامة العامة والصحة المهنية.