مرايا – يشهد العالم العربي تزايدا في حوادث السير القاتلة رغم إجراءات الأمان التي تعتمدها السلطات للحدّ من تحوّل الطرقات الى مصائد للموت.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فهناك علاقة مباشرة بين الزيادة في متوسط السرعة واحتمالات وقوع الحوادث، حيث أن زيادة قدرها 1 كيلومتر في الساعة بسرعة المركبة، تؤدي لزيادة نسبتها 4 في المئة بإمكانية التعرض لحادث مميت.
وحول أسباب الحوادث، قال إبراهيم لبيب المدير التنفيذي للمجمعة المصرية للتأمين الإجباري على المركبات في مصر في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه من خلال رصد البيانات تبيّن أن ما بين 85 إلى 90 في المئة من الحوادث في مصر سببها “أخطاء بشرية” مثل السرعة الزائدة أو السير في الاتجاه المعاكس.
ووفق لبيب، فإنه رغم أن الطرقات في مصر قد تمّ توسيعها لتتوافق مع معايير السلامة العالمية، إلا أن ما حصل هو أن هذه الطرق “فتحت شهية” السائقين على السرعة.
وكشف لبيب أن عدد حوادث السير في مصر تراجع من 8000 حادث في 2016 الى 6000 في عام 2021، ولكن الأضرار ازدادت، حيث أن عدد الحوادث “فوق الجسيمة” أي التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 5 وفيات، والتي حصلت في مصر خلال 2021 والنصف الأول من 2022، قاربت الـ 400 حادث، نتج عنها 1500 وفاة ونحو 830 إصابة.
وعي السائق والتزام القانون
وعن شروط وقف “نزيف الإسفلت” في العالم العربي، قال مؤسس جمعية “اليازا” إنترناشيونال، زياد عقل، إن الأمر يتوقف على وعي قائد المركبة والتزامه بقوانين السير وعدم القيادة بسرعة جنونية وصيانة مركبته بشكل دوري لتفادي حدوث أعطال تتسبب بالحوادث.
وبحسب عقل فإن طرقات لبنان تشهد واقعا مأساويا، إذ بلغ عدد حوادث السير في البلاد خلال شهر يوليو 2022 نحو 179 حادثا، أسفرت عن وفاة 40 شخصا وإصابة 210 آخرين، ليصل عدد المتوفين في النصف الأول من 2022 بسبب الحوادث لنحو 170 شخصا.
ولفت إلى أن طرقات لبنان “بحاجة الى صيانة وتشهد يوميا حوادث سير سببها عدم الالتزام بالقوانين، بالإضافة لشاحنات تتنقل دون مراعاة لشروط السلامة ما يحولها لقنابل موقوتة تقتل الناس، كما حدث منذ أيام عندما فقد سائق شاحنة محملة بكمية كبيرة من الصخور، السيطرة عليها، ما تسبب بمقتل 8 أشخاص من عائلة واحدة”.
كلفة الحوادث في الأردن
ولا تختلف الصورة كثيرا في الأردن، حيث يشير أخصائي السلامة المرورية المهندس محمد العزام، إلى أن إحصائيات حوادث السير في المملكة التي حدثت عام 2019، أقرب للدقة من العامين الماضيين بسبب إغلاقات كورونا، حيث بلغ عدد الحوادث المرورية بذلك العام 161511 أسفرت عن 643 حالة وفاة، و792 إصابة خطيرة، وقدرت التكلفة الإجمالية لهذه الحوادث بحوالي 324 مليون دينار أردني.
وأشار العزام إلى أن “الأرقام تظهر أن 45 في المئة من هذه الحوادث سببها القيادة بسرعة، و22 في المئة التجاوز غير الصحيح، في حين تسبب فقدان التحكم وإجراء المكالمات أثناء القيادة بنسبة 20 و10 في المئة، ما يعني أن معظم الحوادث سببها أخطاء بشرية”.