مرايا – عفت عشيرتان اردنيتان عن سائق سعودي في الأردن بعد تسببه بوفاة أم وطفلها في حادث سير.
وفي تفاصيل القضية التي وقفت عليها “خبرني” ذهب القاضي العشائري الشيخ طلال الماضي إلى بيت العزاء للاتفاق على موعد البدء بالإجراءات العشائرية، ليتفاجأ بأن العشيرتين اعتبرتا تلك الزيارة والقيام بواجب العزاء صلحاً تاماً ناجزاً.
وأكد ذوو المرحومة وابنها إيمانهم المطلق بالقضاء والقدر، واحتساب مصيبتهم في ابنتهم الشابة وطفلها عند الله عز وجل.
وقررت العشيرتان العفو عن السائق المسبب من عشيره مطير من المملكة العربية السعودية، إذ لم يكن مع الشيخ الماضي الاسم الكامل للسائق، لكن كرم العشيرتين الأردنيتين دفعهم لتوقيع صلح “على بياض”.
وتاليا الموقف كما يرويه الشيخ الماضي:
بسم الله الرحمن الرحيم
“من لا يشكر الناس لا يشكر الله”
” ونشر الفضيله حلال “
شرفني الاخوه الكرام من ابناء عشيرة الخوالده اهل المرحومه علا سالم عايد الخوالدة زوجه الاخ يوسف عايد المهلهل المساعيد والذي كان واهله وعشيره المساعيد الكريمه ايضاً بالاستقبال المبجل الذي لا يقدر عليه الا من هم بمثل اولئك الاخوه فالاخ يوسف هو زوج المرحومه واب للطفل المرحوم عماد يوسف عايد المهلهل ولشقيقيه المصابين الذين تعرضو لحادث تصادم نتج عنه ما اسلفت.
فكرم الاخوه عشيره الخوالدة ابتدأ باعتبارهم لبيت العزاء عند المساعيد هو بيت عزاء لهم واستقبلوني مع انسبائهم الكرام وكعاده من يكلف بمثل حادث السير الذي نحن بصدده يذهب المكلف او المدخول به ليقوم بواجب العزاء واخذ الموعد المناسب للمكلومين للسير بالإجراءات العشائرية حسب الأصول الا ان المفاجأة كانت بان طلب مني اخواننا من عشيره الخوالدة الذين كرموهم انسبائهم المساعيد ان يكونو البادئين بالحديث رداً على كرمهم الذي اشرت له اعلاءه ان اتحدث كجاهه وقلت لهم ارجو ان تعطوني مجال لاحضار جاهه تليق بكم فكان جوابهم الذي قلدني وسام عز وشرف اتمنى ان اكون بمستواه بأننا نعتبرك بشخصك اكبر جاهه ونزولاً عند رغبتهم وارتفاعاً لمستوى كرمهم تحدثت طالباً عطوه عشائريه وكان الرد من عشيره الخوالدة بان اعتبروها صلحاً تاماً ناجزاً وتبعهم ايضاً وبنفس الموقف الرجولي اخواننا من عشيره المساعيد واعتبره ايضاً صلحاً تاماً ناجزاً اكراماً لله ولرسوله وتأكيداً لايمانهم المطلق بالقضاء والقدر خيره وشره واحتساب مصيبتهم في ابنتهم الشابه وطفلها عند الله عز وجل وعفو عن السائق المسبب من عشيره مطير من السعوديه / حفر الباطن ولم يكن معي الاسم الكامل للسائق واعطوني صلحاً على بياض وان اقوم بتعبئه اسم السائق بعد اخذه من الجهات الرسميه.
لم يسبق لي ان كتبت عن جهدي في الاصلاح وعن ما يحصل معي من مواقف كريمه الا ان هذا الموقف الفريد فرض علي ان اتجاوز كل ما اعتدت عليه لتقديم واجب الشكر اولاً ومن ثم حق العشيرتين الكريمتين ان يعرف الناس بهذا الموقف الكريم والاصيل والشجاع .
نعم صدق من قال من افضل البر ( الجود في العسر ، والصدق في الغضب ، والعفو عند المقدره)
وخير من نهتدي به قول الله عز وجل ( والكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
لقد كضمتم غيضكم وعفيتم وان شاء الله تفوزون بدرجه الاحسان عند الله.
شكراً بحجمكم ويليق بكم ابناء عشيره الخوالدة
وشكراً يطاول كرمكم ويلامس شهامتكم عشيره المساعيد
لقد سطرتم موقفاً اصيلاً باسم الاردن وعشائرها الكرام لعشيره مطير العربيه الاصيله الضاربه جذورها في عمق التاريخ
اكثر الله من امثالكم وجبر الله مصابكم ونضرع للعلي القدير ان يشفي الاطفال المصابين وجزاكم الله عنا خير الجزاء.