مرايا – قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، إن الاقتصاد الاردني يحتاج إلى سرعة الاستجابة للظروف الخارجية، مشيرا الى أن التكنولوجيا هي أهم التغيرات العالمية، وأن سياسة الاردن تتحدد ببعد داخلي وإقليمي ودولي.
وأضاف العناني خلال محاضرة نظمها معهد الشرق الأوسط للإعلام والدراسات السياسية “MEMPSI” بالتعاون مع الجمعية الأردنية للعلوم السياسية بعنوان “الاقتصاد الاردني في بيئة متغيرة” أن الأزمة الخليجية عام 2016 وضعتنا بخيارات صعبة، وان موقف الأردن لم يعتمد خيار الصفر، حيث لم يريد خسارة الطرفين، وكذلك على قاعدة إنه لا يتدخل بالخلافات الداخلية للدول، وان قراراتنا تحدد الموقف وتقدر الظروف الضاغطة وتبحث عن اتجاه وتقدير النتائج المترتبة على ذلك، وأن الاردن لا ينسى موقعه الجغرافي ووجود إسرائيل، منوها أننا نعيش حالياً في عالم سياسي متقلب، والعالم الآن يترجم نفسه بقرارات اقتصادية، كمقاطعات الاقتصادية.
وبين العناني، في المحاضرة التي أدارها رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، أن سبب حساسية الأردن للبيئة الخارجية يعود إلى أن اقتصادنا مفتوح ويعتمد على التعامل مع الاقتصادات الأخرى، وان 80% من حاجات الاردن مستوردة ولأن الأردن دولة مقترضة أيضاً، ومجموع القروض الخارجية تقارب 15مليار من اصل 34 مليار القروض الكلية، وثالثا المساعدات، وان الجغرافيا مصدر المساعدات، كما أن الاردن كان يتلقى المساعدات من الخليج بشكل رئيسي، لكنه الآن الولايات المتحدة أكبر مقدم برنامج مساعدات للأردن، وان إنتاج الأردن ليس كبيراً، وفعليا نحن نصدر أيدي عاملة مدربة، وهؤلاء يبعثوا تحويلات تقدر بأربعة مليار تقريباً في السنة، اضافة الى أننا نصدر الفوسفات والبوتاس، وقد تصل هذا العام إلى أكثر من مليار، ونصدر الخضراوات والفواكة ومواد زراعية، وكذلك نصدر بما قيمته مليار دولار سنويا إلى الولايات المتحدة نتيجة اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وتابع، مع وجود تراجع في القطاع العام فإن الاستجابة للظروف الخارجية المتغيرة ليست كما يجب، ونحن دولة مقبلين على التغيير، وأهم تغيير هو وفرة المعلومات أو دقة المعلومات التي يشهدها العالم، ولا يوجد تخطيط بدون دقة معلومات، ورغم كثرة المعلومات فإنه ليس لدينا معرفة دقيقة عن عدد العمال الأجانب في المملكة الأردنية، مشيرا الى أن هناك احصائية نشرت في الصحف تقول ان 57% من اقتصادنا غير رسمي، وهذا يعني أن الحكومة ليس لها علاقة به ولا تديره كما القطاع الزراعي، وبالتالي لا نعلم كم تبلغ نسبة البطالة؟.
وأكد ان معظم شركات الأردن صغيرة واسرية وحتى البنوك فعلياً اسرية وليست شركات كبيرة، وهي بطبعها محافظة وحذرة وليس لديها هندسة مالية، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على الاستثمار، فيما التغيرات التكنولوجية كبيرة ومنها العالم الافتراضي “metaverce وmetacomputur “، حيث تباع السلع وتشترى افتراضياً ويدعون ملكيتها، وعلينا ان نكون جزءا من هذا العالم الذي يجري بلايين المعاملات يومياً وبسرعة فائقة، وفي كل لحظة.
وكان الدكتور خالد شنيكات قد أشار في بداية المحاضرة الى التغيرات التي تؤثر على الاقتصاد الاردني والمراحل التي مر بها ومنها التخاصية وعلاقته بصندوق والبرامج التي قدمها الصندوق، وتأثير المساعدات على الاقتصاد الاردني، وان جزء من مشكلة الاقتصاد هو كيفية إدارة الموارد وتدبيرها.