مرايا –

 

استضاف استاد لوسيل، أكبر الاستادات الثمانية لكأس العالم (FIFA قطر 2022)، فعالية خاصة حضرها آلاف المتطوعين، تضمنت باقة من الفعاليات الترفيهية، لتعزيز التواصل بين أفراد الفريق، والتعرف على الأدوار التي ستوكل إليهم خلال مشاركتهم في تنظيم الحدث العالمي المرتقب نهاية العام الحالي.

 

وشارك في الفعالية أكثر من 16 ألفاً من المتطوعين والموظفين والموردين الذين سيشاركون في دعم العمليات التشغيلية خلال المونديال، وبحضور عدد من مسؤولي اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™️، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومجموعة من أساطير كرة القدم، إلى جانب آلاف المتابعين عبر الإنترنت من أنحاء العالم.

 

وشكّل استاد لوسيل منصة مثالية لاستضافة الفعالية الضخمة التي ضمت حشوداً كبيرة من المتطوعين، لتعد المرة الأولى التي تشهد تجمعاً لآلاف المتطوعين الذين وقع عليهم الاختيار، للإعلان رسمياً عن بدء رحلتهم التدريبية، في حدث يعد محطة أخرى هامة مع اقتراب موعد انطلاق البطولة.

 

وفي كلمته الافتتاحية؛ أعرب ياسر عبد الله الجمال، المدير العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، عن ترحيبه بالمتطوعين في استاد لوسيل، وتقدم لهم بالشكر على مبادرتهم بالتطوع في الحدث التاريخي، والإسهام بدور أساسي في تعزيز تجربة المشجعين على الطريق لاستضافة ناجحة للبطولة.

 

وقال ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم : “نتطلع إلى أن تعود تجربة التطوع في المونديال بالكثير من الفائدة على المشاركين، وأن يكتسبوا خلالها مهارات وخبرات وصداقات قيّمة تثري حياتهم، وتعزز ثقتهم بأنفسهم، وتجعل منهم أفراداً أفضل وأكثر سعادة، مهما كانت مساراتهم في الحياة، الأمر الذي سيعود بالفائدة على مجتمعاتهم.”

وأضاف: “تمثل تجربة التطوع إرثاً رائعاً لجميع الشعوب، ونحن على ثقة أن المجتمعات ستبدأ في تبني ثقافة العمل التطوعي من منظور أوسع، كأسلوب للتعبير عن الانتماء والحرص على الإسهام بإيجابية والتغيير نحو الأفضل، ذلك أن التطوع يتوافق مع عاداتنا وقيمنا التي تحث على التكافل والكرم والعطاء.”

 

وشارك الخاطر في الإجابة على أسئلة المشاركين عن أهمية برنامج التطوع للمونديال، وأثره الإيجابي في نجاح البطولة العالمية، وذلك خلال حضوره على مسرح الفعالية برفقة السيد كولين سميث، كبير مسؤولي البطولات والفعاليات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والمدير العام للبطولة، والذي أعرب عن امتنانه للمتطوعين الذين بادروا بالانضمام إلى برنامج التطوع في المونديال.

 

وأضاف سميث: “يمثل المتطوعون القلب النابض لكأس العالم، بفضل شغفهم وإخلاصهم وتفانيهم في العمل، بما يسهم في تعزيز الإنجازات التي نحققها على طريق الإعداد للبطولة. وتشكل هذه الصفات النبيلة القاسم المشترك الذي يجمع بين 20 ألف متطوع، بغض النظر عن أعمارهم وجنسياتهم وثقافاتهم وخبراتهم وقدراتهم.”

 

وأضاف: “ستسهم جهود المتطوعين ومشاركتهم الفاعلة في إرساء مكانة استثنائية لكأس العالم، باعتبارها النسخة الأكثر شمولية على الإطلاق، والتي ستربط الشعوب من شتى أنحاء العالم من خلال لعبة كرة القدم التي تعد الأكثر شعبية في العالم.”

 

وأشاد ناصر المغيصيب، مدير إدارة استراتيجية التطوّع باللجنة العليا للمشاريع والإرث، بدور الشركاء في دعم برنامج التطوع، وقال: “لم يكن من الممكن تنفيذ برنامج للمتطوعين بهذا المستوى من الجودة وبمشاركة هذا العدد الهائل من المتطوعين بدون دعم متواصل من شركائنا، الذين يمثلون الركائز الأساسية للعمل التطوعي في قطر.”

وأضاف: “ساعدت مجموعة الإرث التطوعي على مدار العام الماضي بجهود هامة في نشر الوعي وتدريب واختيار المتطوعين، وذلك عبر الاستفادة من الموارد والخبرات المشتركة في مؤسسة قطر، ومركز قطر التطوعي، ومتاحف قطر، وقطر الخيرية، واللجنة الأولمبية القطرية، والهلال الأحمر القطري، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وبرنامج طموح، ومؤسسة نماء، وجامعة قطر، والاتحاد القطري لكرة القدم، والذين قدموا دعماً كبيراً لفريق المتطوعين.”

 

وشارك في تقديم الفعالية عبود أفرو وأنشو جاين، حيث استعرضا فقرات مشوقة تميزت بمزج عروض فنية ومقاطع فيديو، إلى جانب رسائل تشجيع قدمها نجم كرة القدم الإنجليزية ديفيد بيكهام، ونجم أستراليا السابق تيم كيهل، الهداف التاريخي لمنتخب أستراليا في كأس العالم.

 

وألقت الفعالية الضوء على الجوانب التشغيلية خلال البطولة والتي ستشمل 45 دوراً لآلاف المتطوعين، إضافة إلى استعراض لجانب من التحديات التي قد يواجهها المتطوعون خلال مشاركتهم في أداء مهامهم، ولمحة عن المكافآت التي سيحصلون عليها تقديراً لجهودهم في إنجاح الحدث.

 

وشهدت الفعالية الكشف عن الزي الرسمي للمتطوعين، والذي حظي بإشادة واسعة من الحضور، ويحمل الزي شعار القلب المميز الذي يرمز لروح التطوع، وبألوان مميزة من الأسود والأخضر والبنفسجي والأبيض، ويحمل تفاصيل العلامة التجارية “أديداس” بخطوطها الثلاث. وسيحصل كل متطوّع على زي كامل يضم قبعة وقميصين وسترة وبنطال وجوارب وحذاء، إضافة إلى غطاء للرأس اختياري للمتطوعات.

وأعربت المتطوعة الباكستانية أريبا فيصل، 19 عاماً، والمشاركة في برنامج روّاد للتطوع، عن إعجابها بالزي الرسمي لمتطوعي المونديال، وقالت: “عندما رأيت الزي بألوانه المميزة، لم أستطع التوقف عن النظر في كل قطعة منه، فالتصميم رائع للغاية، كما أن إضافة غطاء الرأس أمر مذهل، فمن الرائع أن يكون للمتطوعة زي متناسق، وأتطلع بكل شغف لأداء دوري في تنظيم هذا الحدث العالمي.”

 

وأكد المتطوع إريك أبيدو، 29 عاماً من غانا، إن برنامج الأمسية جعله أكثر فخراً واستعداداً لدوره القادم كمتطوع، وقال: “تغمرني مشاعر لا يمكن وصفها عندما أفكر في البلد الذي جئت منه، والأصدقاء الذين تعرفت عليهم هنا، عندما نتولى معاً مسؤولية تنظيم المباراة النهائية للمونديال على أرضية هذا الاستاد. ولعل أهم ما تعلمته اليوم هو أن أكون على طبيعتي لأن كل واحد منا لديه شيء فريد يمكنه تقديمه لإنجاح الحدث. لذلك، أشعر بثقة كبيرة، وحقيقة أني هنا مع كل هؤلاء الأشخاص الذين يعشقون كرة القدم، ويحبون العمل التطوعي، جعلتني أشعر أننا مجتمع كبير بقلب واحد “.

 

واستعرضت الفعالية رحلة المتطوعين مع المونديال من خلال مقاطع فيديو وعروض توضيحية تضمنت مقدمة عن منصة التعلم الإلكتروني، حيث سيتلقى المتطوعون تدريباً عاماً في مواضيع مثل الاستدامة والوعي الثقافي وخدمة العملاء، حتى يتمكنوا من أداء أدوارهم الأساسية على أكمل وجه.

 

وتتيح المنصة الجديدة للمتطوعين الوصول إلى محتوى تعليمي شامل لإعداد أنفسهم للقيام بأدوارهم على النحو الذي يناسبهم، بغض النظر عن مكانهم، وخاصة للعديد من المتطوعين القادمين من خارج قطر.

 

ومن المقرر أن تشهد المرحلة المقبلة خضوع المتطوعين لتدريب عام وآخر مرتبط بأدوارهم في المونديال، سواء عبر الإنترنت، أو من خلال الحضور الشخصي في المواقع الفعلية التي ستخصص لكل منهم. ويعد التدريب في الموقع المخصص إحدى المراحل النهائية، حيث يمنح المتطوعون فرصة التدريب العملي على المهام التي سيؤدونها في مواقعهم خلال فترة البطولة.

وسيتواصل تحديث بوابة المتطوعين بانتظام لإتاحة كافة المعلومات والتفاصيل مع إدراج تحديثات ونصائح حول الحفاظ على الصحة.

 

وبعد حصول المتطوعين على الزي الرسمي، واستكمال مرحلة التدريب، ستبدأ رحلتهم مع تجربة فريدة خلال مشاركتهم في تنظيم نسخة استثنائية من كأس العالم.