قال وزير الزراعة خالد الحنيفات، الأحد، إن الموازنة المائية في الأردن المخصصة للقطاعات كافة تصل إلى نحو مليار متر مكعب فقط من المياه نصفها يذهب إلى الزراعة.
جاء ذلك خلال كلمة للحنيفات في ورشة تدريب إدارة مياه الري، تنظمها منظمة الأغذية والزراعة (فاو) والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) تحت مشروع “كفاءة وإنتاجية المياه واستدامتها في مناطق الشرق الأدنى وشمال إفريقيا” الممول من الوكالة السويدية للتعاون الدولي.
ويعد الأردن ثاني بلد من حيث الفقر المائي، وفق الحنيفات الذي قال رغم ذلك هناك “إنتاج وإنجاز وتوفير لكل قطرة ماء خدمة للقطاع الزراعي وللمزارعين” وتابع: “عندما نتحدث عن الموازنة المائية والتي تصل إلى نحو مليار متر مكعب فقط للقطاعات كافة نصفها للزراعة”.
واعتبر الحنيفات أن الأردن “البلد العربي الأول باستخدام المياه المدورة للزراعات المقيدة، و93% من مياهنا المدورة تستخدم وبالتالي هنالك توظيف علمي وتقني لكل قطرة ماء وهذه الكمية المحدودة تنتج نحو 2.5 مليون طن من الإنتاج الزراعي وتصدر إلى نحو 60 دولة”.
وأشار إلى أن ذلك، “بمفهوم الباحثين والخبراء يعد معجزة حقيقية، ولم تكن تتأتى هذه المعجزة لولا جهد المزارع الأردني الذي يستحق أن نقبل يديه على ما يقدمه لنا”.
وتحدث عن تحديات تواجه الأردن كـ “التغير المناخي والهطول المطري ولدينا الآن معظم السدود شبه فارغة، وجائحة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية وأثرها” لكنه قال: “كل هذه الأزمات علمت على تقوية الجهاز المناعي للدولة الأردنية … تجاوزنا الأزمات والصعاب والتحديات، ومرت الأزمات بدون أي أثر يذكر…”.
وتطرق الحنيفات إلى الأزمة الأخيرة المرتبطة بالأمن الغذائي التي “تمت مواجهتها بجهود وإجراءات وتناغم وتكامل بين مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية والخاصة وانعكس ذلك أننا تجاوزنا الأزمة دون أن ينقص أي صنف في أي ركن من أركان الوطن مع محاولة السيطرة على التضخم المستورد بأشكاله كافة وهذا مؤشر إيجابي إضافة إلى المنتج المحلي، والقطاع الزراعي أو القطاع الأساسي والمرتكز للأمن الغذائي”.
ووزارة الزراعة “مقبلة على خطى ثابتة لبنية تحتية للقطاع الزراعي” على ما أفاد الحنيفات.
ولدى وزارة الزراعة “برنامج للحصاد المائي غير مسبوق في عمر الدولة الأردنية” بحسب الحنيفات الذي شرح: “هناك 168 حفيرة وسد تتبع لوزارة الزراعة، وهذا العام فقط تم طرح عطاء لإنشاء 63 حفيرة وسد وهذا مؤشر على توجيه الدعم والتمويل لأولويات قطاع الزراعة”.
وتحدث المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – أكساد، نصر الدين العبيد، عن تلقيه دعوة من وزير الزراعة خالد الحنيفات لحضور الاجتماع الوزاري التنسيقي الذي سيُعقد في عمّان على مستوى وزراء الزراعة العرب خلال الفترة من 24-27 أيلول/سبتمبر الحالي.
ويهدف الاجتماع، إلى “البحث عن أطر إقليمية للتعاون في مجال الأمن الغذائي، من أجل إيجاد الحلول الناجعة للمعوقات التي تواجه انسياب السلع الغذائية نتيجة ما تعرضت له المنطقة في السنوات الأخيرة، سواء بسبب جائحة كورونا، أو بسبب الأوضاع السياسية التي أفرزتها الأزمة الروسية الأوكرانية” وفق العبيد.
وقال إن “أكساد” ما زالت تولي “اهتماماً كبيراً بإدارة الموارد المائية، وتنميتها في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن “المنظمة العربية الوحيدة التي رفعت في العام 1996 شعار ‘الأمن المائي أساس الأمن الغذائي وضمان الأمن القومي‘”.
وتسعى “أكساد” إلى تنفيذ عشرات المشاريع في الدول العربية بينها الأردن، تتعلق الأمن المائي والغذائي على ما ذكر العبيد الذي قال إن المركز أنجز في المملكة “عدداً من مشاريع حصاد مياه الأمطار في كلٍ من صبحة وصبيحة، والدجانية، وموقع روضة الأمير علي”.