مرايا –
قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز إنه “كي يؤمن المواطن بالأحزاب ودورها عليها ان تكون منطلقة من الجماهير والقواعد الشعبية وليست احزاب مرتبطة بأشخاص تنتهي بذهابهم، وعلى الاحزاب ان تضع برامج قابلة للتطبيق في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وان تكون لديها المقدرة على التواصل مع القواعد الشعبية والمواطنين، وتمتلك قدرة الاقناع بالانتماء والانتساب اليها” .
وأضاف أن توفر الارادة السياسية لقيام حياة حزبية قوية وفاعلة وانجاز كافة التشريعات المتعلقة بمنظومة العمل السياسي، تضع الكرة في ملعب الاحزاب السياسية والشباب والمرأة، لإنجاح العمل الحزبي ورفع سويته للوصول الى الحكومات البرلمانية البرامجية.
وبين الفايز في محاضرة القاها اليوم الأربعاء، في المؤسسة العامة للغذاء والدواء بعنوان “المشاركة الحزبية الفاعلة وأهمية توطيدها بين كافة شرائح المجتمع”، إن المشاركة السياسية الفاعلة تعد من أهم مبادئ الدولة الديمقراطية الحديثة.
ولفت إلى أن قطاع الشباب والمرأة ما يزال يعاني من تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية تقف حائلًا أمام مشاركتهم في الاحزاب، داعيا إلى ايجاد بيئة اقتصادية وتنموية مناسبة لهم لمواجهة تحديات البطالة بين صفوفهم، وايجاد نوافذ تحفيزية للإبداع والريادة تدفعهم للايمان بالمستقبل والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
وبين أن الأردن يسير بخطى ثابتة ومتدرجة نحو الاصلاح السياسي، النابع من القيم والاعراف والإرث الحضاري والتاريخي، وأهمها اصلاحات دستورية وسياسية، من اجل تعزيز قيم العدالة والحرية وتجذير الديمقراطية وتفعيل الحياة السياسية والحزبية والمشاركة الشعبية والنهوض بالوطن بمختلف المجالات .
وأشار الفايز إلى ان الملك عبدالله الثاني يؤمن بأهمية المشاركة الفاعلة بالعملية السياسية والانخراط بالأحزاب والانتخابات البرلمانية وانتخابات المجالس المحلية، من قبل مختلف مكونات مجتمعنا وقواه السياسية والاجتماعية، خاصة الشباب والمرأة، للدخول الى عهد جديد من العمل البرلماني والحزبي.
وأشار الى أن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية جاءت بهدف قراءة واقع العمل البرلماني والحزبي لإزالة المعيقات للوصول الى الحكومات البرلمانية الحزبية البرامجية، عبر تفعيل المشاركة الشعبية حول مختلف القضايا الوطنية .
وأكد أهمية الحياة الحزبية الفاعلة من خلال ممارسة النهج الديمقراطي داخلها واعطاء الفرصة للشباب والمرأة بالوصول الى المواقع القيادية داخلها، والعمل على تطوير الحياة السياسية وتعميق الديمقراطية، والعمل على تجذير ثقافة التعددية والحوار وقبول الآخر، من خلال تصويب الخلل الحالي المتمثل بكثرة عدد الاحزاب وتشابه برامجها، بالإضافة إلى عدم تواصلها الفاعل مع الجماهير ما يتطلب سعي الاحزاب ذات اللون الواحد الى الاندماج فيما بينها.
وقال مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، إن المحاضرة جاءت ضمن سلسلة اللقاءات الحوارية والأنشطة التوعوية التي تنفذها الدولة بكل مؤسساتها للمشاركة في العمل الحزبي وتعزيز ثقافة العمل السياسي وغرس مفاهيم التربية المدنية والديمقراطية وتسليط الضوء على قانوني الانتخاب والأحزاب.
وأضاف، منذ نشأة إمارة شرق الأردن عام 1921 والدولة الاردنية بقيادتها الهاشمية التاريخية تناضل من أجل الحفاظ على إنجازاتها وكرامة مواطنيها واستقرار الإقليم المحيط بها، لافتا إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين أكدا في أكثر من مناسبة ضرورة وجود عدد من التيارات الحزبية الواسعة التي تمثل ألوان الطيف السياسي في الأردن، تكون احزابا وطنية تستند الى برامج سياسية واقتصادية واجتماعية يكون للشباب صوت قوي فيها قائمة على برامج لا اشخاص او مصالح.
وأكد مهيدات ضرورة تفعيل الخطط والبرامج التي تحاكي احتياجات ورغبات الشباب وتطلعاتهم المستقبلية، وضرورة إشراكهم في صنع القرار، سيما في النشاط السياسي بمختلف جوانبه باعتبار الشباب قوة تغيير مهمة في صناعة القرار.
يشار إلى ان المحاضرة التي حضرها عدد من الأعيان والنواب والشخصيات السياسية والاقتصادية والإعلامية والشبابية، بالإضافة إلى موظفي المؤسسة، بدأت بوقوف الحضور دقيقة صمت على ضحايا انهيار بناية سكنية في جبل اللويبدة.