“مدينة المطبات”، وصف قد يبدوا قاسيا على مدينة إربد، غير أنه غير مستغرب بين سكانها، في تعبير عن حجم الانتشار غير المبرر -كما يراه البعض- لعدد المطبات في الشوارع والتي وصل إلى 10 آلاف مطب نصفها تم انشاؤه بطريقة عشوائية.
في تصويب للأوضاع، بدأت بلدية إربد مؤخرا بحملة إزالة للعديد من المطبات بشوارع المدينة وخاصة تلك المصنفة ضمن “مطبات عشوائية”، غير ان الحملة اصطدمت بمعارضة البعض ممن يرون بان المطب هو مطلب شعبي، وانتشارها لم يكن عشوائيا ولكن بهدف الحد من السرعات العالية لبعض السائقين والتي تسببت بالعديد من حوادث الدهس.
في تتبع تاريخي لانتشار المطبات، فان العديد منها، تم انشاؤه بعد مطالب متكررة بضرورة التصدي للسرعات الزائدة من قبل بعض السائقين والتي تشكل خطرا على حياة مستخدمي الطرق وخاصة الأطفال.
وأمام صعوبة ضبط السرعات الزائدة، في مئات الشوارع وبشكل خاص الفرعية، لجأت البلدية وعلى مدار سنوات سابقة إلى حلول “المطب”، فيما أدى استمرار استخدام نفس الحلول إلى ما يمكن وصفه بـ”انتشار عشوائي” للمطبات بالشوارع، حتى أن بعض الشوارع يوجد فيها أكثر من مطب في مسافة لا تتجاوز 400 متر.
هذا الواقع تقره بلدية إربد قبل سكانها، إذا يقول رئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي إن هناك ما يزيد على 10 آلاف مطب في إربد نصفها تم وضعه بشكل عشوائي في شوارع إربد وتسببت بعطب المركبات وخصوصا وأن غالبيتها صمم بطريقة غير هندسية.
وأشار الكوفحي إلى أن البلدية شكلت لجنة فنية من أجل إزالة المطبات العشوائية في الشوارع التي باتت محط شكوى للعديد من السائقين، مؤكدا أن البلدية باشرت بإزالة المطبات في العديد من المناطق.
ولفت إلى انه تم إزالة ما يقارب 300 مطب عشوائي لغاية الآن، مشيرا إلى أن هناك شوارع لا يتعدى طولها 500 متر يوجد فيها 5 مطبات غير هندسية، مؤكدا أن البلدية عازمة على إزالة جميع المطبات العشوائية.
حملة تدارك وتصويب أوضاع المطبات، باتت أيضا محط شكوى من قبل سكان اعتبروا أن إزالة المطبات يعني العودة إلى مشكلة السرعات الزائدة من قبل سائقين متهورين والتي تهدد حياة مستخدمي الشوارع وبشكل أخص الفرعية منها.
وأبدى سكان استياءهم من إزالة مطبات في شوارع أمام منازلهم، كانت البلدية وضعتها في وقت سابق للحد من حوادث الدهس وضبط السرعات العالية التي يرتكبها عدد من السائقين.
وأشاروا أن الشوارع التي قامت البلدية بإزالة المطبات منها، كانت تشهد سرعات عالية وتتسبب بالعديد من حوادث الدهس، وكانت تلك المطبات مطلبا لسكان المناطق للحد من التجاوزات التي يرتكبها بعض السائقين.
بالمقابل، أكد مواطنون آخرون أن المطبات العشوائية التي تم إنشاؤها أضرت بمركباتهم، ويضطرون إلى تصليحها بشكل دوري ما يكبدهم مبالغ مالية كبيرة، مشيرين إلى أن المطبات كان يتم إنشاؤها بشكل مزاجي بعيدا عن أي دراسات هندسية أو مرورية.
انتشار آلاف المطبات بشكل عشوائي في مختلف شوارع إربد كان سببا لزيادة شكاوى المواطنين كونها تلحق أضرارا بمركباتهم وتعيق إنسيابية الحركة المرورية حتى أن بعض الشوارع يتحول السير عليها إلى أمر مزعج ومربك لكثرة المطبات فيها.
ولفتوا إلى أن العديد من الشوارع في مدينة إربد ليست بحاجة إلى مطبات وهناك أكثر من مطب في شوارع لا يتعدى طولها 400 متر، داعين إلى ضرورة إزالة المطبات التي باتت تشكل إزعاجا للعديد من السائقين.
وقال أحمد الابراهيم أن المطبات تنتشر بشكل لافت في شوارع إربد وتتسبب بأضرار كبيرة للمركبات وخصوصا وإنها تضع دون أي لوحات إرشادية تدل على وجودها، ما يضطر السائق إلى تجاوز المطب على سرعته، الأمر الذي يتسبب باضرار للمركبة.
وأشار إلى أن المطبات الموجودة في شوارع إربد تشكل خطورة على السائق نظرا لحجمها الكبير، إضافة إلى أن السائق يتفاجأ بوجودها بسبب عدم وجود شواخص إرشادية، ناهيك أن وجودها قد يتسبب بتأخير الموظفين عن دوامهم لاضطرارهم إلى تخفيف السرعة عند كل مطب، مما يستغرق وقتا إضافيا.
فيما عارض الابراهيم، المواطن محمد السعدي الذي قال إن المطبات أصبحت ضرورة في شوارع إربد بسبب السرعات الزائدة من بعض السائقين واضطرارهم إلى تخفيف السرعة عند كل مطب، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال يلهون في الشوارع بسبب عدم وجود مناطق للتنزه، مما قد يعرض حياتهم للخطر.
وأشار إلى أن المطبات تم وضعها في الشوارع بعد أن شهدت تلك الشوارع العديد من الحوادث اسفرت عن وفايات وإصابات، مؤكدا انه لا يوجد أي طريقة لضبط السرعات من قبل بعض السائقين المستهترين إلا بوضع مطب.
ولفت إلى أن مدينة إربد باتت مكتظة بالبنايات السكنية ومعظمها يقع على شوارع رئيسة، فيما قد يتسبب إزالة المطبات بحوادث دهس، داعيا بلدية إربد إلى إعادة النظر بحملة الإزالة والإبقاء على المطبات كمطلب شعبي ضروري.
بالعودة إلى الكوفحي، فان حملة الازالة سيتبعها إعادة انشاء مطبات ولكن بطريقة هندسية وبأماكن حيوية.
ووفق الكوفحي فإن البلدية ستقوم بإنشاء مطبات هندسية أمام المدارس والمراكز نظرا لوجود طلبة، إضافة إلى المناطق التي بحاجة فعليا إلى مطبات بناء على دراسة فنية من قبل اللجنة التي تم تشكيلها، إضافة إلى انه سيصار إلى تركيب كاميرات مراقبة على المناطق الخطرة.
ودعا الكوفحي المواطنين إلى التعاون مع الجهات المعنية بالإبلاغ عن أي سائق يقود مركبته بصورة متهورة، منوها أن إنشاء مطبات بهذا الكم الكبير هو عقاب جماعي لجميع السائقين الملتزمين مقابل مجموعة قليلة تقود المركبات بشكل متهور وبسرعات زائدة.
وأوضح أن غالبية المطبات التي تم إنشاؤها في وقت سابق وضعت بصورة عشوائية دون أي دراسة، مؤكدا أن البلدية وقبل إزالة أي مطب تدرس الشارع وهل هو بحاجة إلى مطب أم لا، لافتا إلى أن هناك أضرارا كبيرة لحقت بمركبات المواطنين جراء المطبات العشوائية.
ولفت الكوفحي إلى أن غالبية المطبات غير مطابقة للمواصفات الفنية سواء ارتفاع المطب وعدم توفر أي إشارات تحذيرية أو عاكسات تبين للسائق انه يوجد أمامك مطب بحيث يتفاجأ بها مما يجعله يتجاوز المطب بسرعة دون أن يخفف سرعته ويلحق ذلك الضرر بمركبته.
وأكد أن المطبات التي سيتم الإبقاء عليها سيتم إعادة تأهيلها ضمن المواصفات الفنية المطلوبة ووضع إشارات تحذيرية، إضافة إلى أن اللجنة الفنية التي سيتم تشكيلها من عدة جهات مثل البلدية والسير والأشغال ستنظر بطلبات المواطنين الذين يحتاجون لوجودها في مناطقهم وبعد ذلك تقوم الجهة المختصة بدراسة تلك الطلبات إذا كانت ضمن المعايير والأسس المقررة ومن ثم تنفذ هذه المطبات بشكل مطابق للمواصفات الفنية.
الغد