نحو 12 ألف أردني يعيشون في سلطنة عمان و5 آلاف عُماني تقريبا يقيمون في الأردن

يزور جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الثلاثاء، سلطنة عُمان، يلتقي خلالها جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان.

وتلقى جلالة الملك دعوة من جلالة السلطان بن طارق، لزيارة عُمان، في 6 تموز/يوليو 2022، حين استقبل نائب جلالة الملك، سمو الأمير فيصل بن الحسين، وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وسيبحث جلالته مع سلطان عُمان العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.

ويتبادل البلدان التمثيل الدبلوماسي في العاصمتين عمّان ومسقط منذ 1972، حيث شهدت العلاقات بين البلدين منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بينهما، تطورا ونموا ملحوظا في المجالات كافة، بما يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكانت آخر زيارة لجلالة الملك لسلطنة عُمان في 12 كانون الثاني/يناير 2020، لتقديم واجب العزاء بالسلطان قابوس رحمه الله.

وزار جلالته عُمان في أيار/مايو 2017. وتعود آخر زيارة للسلطان قابوس بن سعيد رحمة الله للأردن في آب/أغسطس 2008.

ووقف الأردن قيادةً وحكومةً وشعبا إلى جانب عُمان، حيث سارع لتلبية احتياجاتها من الكوادر والخبرات المؤهلة في المجالات التربوية والاقتصادية والثقافية والطبية.

وكانت عُمان سندا للأردن في مواجهة التحديات، ولم تألُ جهدا في دعم قضاياه وتوجهاته.

وقد أرسى دعائمَ هذه العلاقة المميزة المغفورُ لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراهما.

واستمرت العلاقة المتميزة بين البلدين مع تولّي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية؛ فقد ربطت جلالته بالمغفور له جلالة السلطان قابوس علاقات شخصية قوية، وهي العلاقات نفسها التي تربطه بالسلطان هيثم بن طارق الذي تولى مقاليد الحكم في 2020، واتسمت على الدوام بتبادل وجهات النظر والتشاور والتنسيق حيال القضايا العربية والإقليمية، وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين اللذين يقفان في خندق واحد لخدمة الأمة ونصرة قضاياها.

وإلى جانب التطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الأساسية العربية والإقليمية والدولية، فإنهما يشتركان في تبنّي النهج الوسطي السلمي والمتوازن الداعم للشرعية الدولية.

ويتسم الشعبان الأردني والعُماني بتمسُّكهما بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وهو ما يَبرز في المشاركات الفنية التي تمثل كلّا منهما في المهرجانات الثقافية للبلد الآخر؛ وبخاصة مهرجان جرش في الأردن ومهرجاني مسقط وصلالة في عُمان.

ويعيش في عُمان، نحو 12 ألف أردني، وعدد العُمانيين المقيمين في الأردن، 5 آلاف؛ أغلبهم طلبة مع مرافقيهم.

ووقع البلدان منذ بدء العلاقات الدبلوماسية 25 اتفاقية على الأقل في عدة مجالات، كما يوجد نحو 30 اتفاقية في مراحلها النهائية أو قيد البحث بين البلدين.

ويعمل في عُمان أردنيون في القطاعين العام والخاص، يتركزون بشكل رئيس في القطاعات التربوية والأكاديمية والتدريبية والهندسية والوظائف الإدارية والمالية في الشركات والمصارف والمصانع.

وفيما يتصل بالتعاون في المجال الاقتصادي، فإن أهم الصادرات الأردنية إلى عُمان، “أدوية، وخضراوات وفواكه، وأسمدة كيماوية، ومصنوعات من الحجر والإسمنت.

وأهم المستوردات الأردنية من عُمان، أسماك، ورخام، ومحضّرات الأغذية، ومنتجات كيماوية عضوية.

وفي مجال العلاقات التعليمية والثقافية، ساهمت الهيئات التدريسية الأردنية يدا بيد مع نظيرتها العُمانية في النهضة التعليمـة التي شهدتها عُمان، والتوجه إلى مزيد من التعاون في المجال التعليمي في ظل الإشادة بالمعلم الأردني وتميزه وقربه النفسي والاجتماعي من الطالب العُماني.

كما يوجد برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين، وآخر للتعاون التربوي يجدَّد كل 3 سنوات، ينظِّم ويؤطِّر علاقات البلدين في المجالين الثقافي والتربوي، وهناك أيضا عملية ربط وتوأمة بين عدد من الجامعات الأردنية والعُمانية في كثير من التخصصات. وهناك أيضا تبادل للبعثات الدراسية.

وتأكيدا على التمازج الثقافي والحضاري بين البلدين، أُنشئت وحدة للدراسات العُمانية في جامعة آل البيت في المفرق عام 1998، لتكون الأولى من نوعها في المشرق العربي ولتشكل جسرا للتواصل البحثي والأكاديمي بين الأردن وعُمان،

وتعقد الوحدة سلسلة من الندوات الدولية عن عُمان التاريخ والتراث والحاضر وعن العلاقات الأردنية العُمانية بصفة دورية، ويصدر عنها العديد من الكتب والدراسات ذات الشأن العُماني.

وهناك أيضا تعاون وتبادل مستمر للخبرات بين البلدين في المجالات الطبية والزراعية والإعلامية والعسكرية.