مرايا – تعتزم قطر زيادة مستورداتها من المنتجات الغذائية الأردنية خلال بطولة كأس العالم 2022، حيث يتوقع أن يزداد الطلب على الاستهلاك في السوق المحلي القطري بمعدلات غير مسبوقة بالنظر إلى ترقب دخول أكثر من 1.5 مليون مشجع وزائر للبلاد.
وتعتمد قطر كثيرا على السوق الأردني في تأمين نسبة كبيرة من احتياجاتها الاستهلاكية من الخضار والفاكهة بشكل خاص وبنسبة أقل من مختلف أصناف المواد والمنتجات الغذائية الأخرى سواء المصنعة أو الطازجة.
وأكد تجار قطريون ومسؤولو شركات استيراد وتصدير في الدوحة، أن السوق القطري لطالما اعتمد بشكل كبير على المنتجات الغذائية الأردنية وخاصة الخضار والفاكهة في أوقات معينة من السنة تشهد طلبا استهلاكيا كبيرا مثل فترات الأعياد وشهر رمضان المبارك، وخلال ظروف استثنائية مثل بطولة كأس العالم 2022 التي نحن بصددها، والتي ينتظر أن ترفع حجم الطلب على قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي إلى معدلات غير مسبوقة في قطر.
وشددوا في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية، على أنَّ إقامةَ حدث كبير بحجم كأس العالم في قطر، سوف يؤدي إلى زيادة هائلة في حجم الطلب المحلي على المنتجات الغذائية والخضار والفاكهة بشكل خاص، نظرًا للأعداد الكبيرة من المشجعين الذين يتوقع وصولهم إلى البلاد، لافتين إلى أن الإقبال سيكون على جميع أنواع المواد الغذائية ولن يقتصر على صنف معين.
وقال راشد المظعوري وهو مواطن قطري يدير إحدى الشركات المحلية العاملة في مجال الاستيراد والتصدير، إن التوجه للسوق الأردني لتلبية احتياجات قطر من الخضار والفاكهة ومختلف أصناف السلع والمنتجات الغذائية سوف لن يقتصر على فترة بطولة كأس العالم فقط والممتدة من 20 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 18 كانون الأول/ديسمبر، وإنما سيشمل أيضا فترة ما قبل وما بعد البطولة، حيث سيبدأ المشجعون والمسؤولون الدوليون وأعضاء المنتخبات من الإداريين والفنيين بالتوافد إلى قطر ربما منذ مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وبالطبع لن يغادر هؤلاء بعد نهاية البطولة مباشرة، حيث سيمكثون بعض الوقت، وهو ما يفسر قيام السلطات القطرية بالسماح لهم بالإقامة في البلاد حتى 23 كانون الثاني/يناير 2023.
وقال تاجر المواد الغذائية القطري، عبد الرحمن القايد إن السوق القطري اعتاد استيراد الخضار والفاكهة والعديد من السلع الغذائية من الأردن بشكل خاص، حيث إن المستهلك القطري يُقبل على شراء هذه السلع بعد أن أصبحت مألوفة له من حيث مستوى النوعية والجودة وأفضليتها مقارنة بسلع أخرى، وأيضا لكونها تتميز بأسعارها المعقولة التي يمكن أن تكون في متناول معظم شرائح وفئات المستهلكين بجميع مستوياتهم.
وأضاف أنه ليس بالأمر المستغرب أن تتجه قطر إلى السوق الأردني لتلبية احتياجاتها من مختلف أصناف المنتجات الغذائية المصنعة والطازجة وخاصة الخضار والفاكهة، وذلك في الأوقات الاعتيادية، وبشكل خاص في مناسبات معينة مثل الأعياد وشهر رمضان، وبطبيعة الحال خلال بطولة كأس العالم 2022، والتي ستشهد خلالها معدلات الطلب والاستهلاك للمواد الغذائية ارتفاعا كبيرا لن يكون مسبوقا في أي وقت مضى في قطر.
ويستهلك السوق القطري حاليا قرابة 1000 طن من الخضار والفاكهة يوميا، فيما يبلغ حجم الإنتاج الزراعي المحلي تقريبا 100 ألف طن سنويا، بنسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 40%.
ومن أبرز المنتجات والمواد الغذائية التي تستوردها قطر من الأردن، الخضار والفاكهة وتشمل الكوسا، الخيار، الطماطم، القرنبيط، الباذنجان، الفلفل بأنواعه، الجزر، الفول الأخضر، الملفوف، البطيخ، الكرز، الخوخ، المشمش، والخضار الورقية التي تشمل (البقدونس، السبانخ، النعنع، الكزبرة، الخس، ورق العنب، الملوخية، والجرجير).
وتشمل مستوردات قطر من المنتجات الغذائية الاردنية، اللحوم، التمور بأنواعها، والأجبان والألبان الطازجة، واللحوم ومشتقاتها، والدواجن ومشتقاتها، والحبوب، والحلويات، والكعك بأنواعه، والأرز، والعصائر، والمكسرات، والزيوت والسمنة بأنواعهما، والمخللات، والأعشاب، والعسل، والطيور، والقهوة الأردنية، والبيض.
ويعتقد يوسف الخليفي وهو مواطن قطري يعمل في تجارة الاستيراد والتصدير أن إنتاج الأردن من الخضار والفاكهة والعديد من السلع الغذائية وتواجده في العديد من الأسواق العربية والعالمية، حيث نجح هذا الإنتاج بالوصول إلى شريحة واسعة من المستهلكين في تلك الأسواق بفضل جودته وأسعاره المتوازنة، وتوافره في السوق القطري خلال فترة المونديال سيكون أمرا جيدا، ومن شأنه أن يلبي رغبات الزوار والمشجعين، ويواكب بالتالي ارتفاع تعداد سكان قطر بشكل كبير خلال انعقاد المونديال، دون أن يكون هناك احتمالية لأي نقص في سلعة أو منتج.
وأضاف الخليفي أن شركات الاستيراد والتصدير وتجار المواد الغذائية في قطر، سوف يحرصون على توفير إمدادات كافية ومستدامة من السلع الغذائية والخضار والفاكهة خلال شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر المقبلين تحديدا واللذين ستتخللهما بطولة كأس العالم، بهدف تلبية حجم الطلب والاستهلاك المتوقع، ولمنع أي ارتفاع محتمل للأسعار نتيجة انخفاض المعروض.
ويجد كثير من التجار والمستوردين في السوق المحلي القطري، في منتجات الخضار والفاكهة الأردنية الأنسب والأقرب التي يلجأ إليها السوق لتعزيز حجم المعروض والطلب كلما دعت الحاجة، وكلما حصل هناك نقص معين في أي منتج من منتجات الخضار والفاكهة، أو لأي سبب آخر، مثل مناسبة انعقاد بطولة كأس العالم التي سيرتفع الطلب خلالها على كل شيء في أسواق قطر، خاصة بالنظر إلى قرب المسافة بين الأردن وقطر مقارنة مع الأسواق الأوروبية والأميركية البعيدة، بالرغم من أن كميات كبيرة من منتجات الخضار والفاكهة التي تستوردها قطر من الأردن حاليا، يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي.
وقال ناصر الخاطر وهو مستورد قطري “سيكون الأردن الخيار الأمثل لتلبية احتياجات السوق القطري من المنتجات الغذائية والخضار والفاكهة خلال بطولة كأس العالم”.
لذلك، يضيف الخاطر “هناك أعداد كبيرة من التجار والمستوردين القطريين بدأوا يرتبطون بسلاسل توريد خارجية مع الأردن لتأمين الطلب المتوقع على السلع الغذائية خلال فترة كأس العالم”.
وكانت أحدث إحصاءات حول تجارة قطر الخارجية، صادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري، قد أشارت إلى أن حجم التجارة بين الأردن وقطر خلال السنوات العشرة الماضية، بلغ أكثر من 11.5 مليار ريال (3.17 مليار دولار).