مرايا –
دفعت الحاجة بالعديد من مزارعي الزيتون في إربد إلى قطاف ثمار الزيتون مبكرا هذا العام، وقبل البدء بموعد القطاف للاستفادة من فارق الأسعار الذي يوفره بداية الموسم مقارنة مع وقت ذروته.
وساهم فتح بعض المعاصر في إربد أبوابها قبل الموعد الذي حددته وزارة الزراعة، والمقرر ان يكون منتصف الشهر الحالي، بتشجيع العديد من المزارعين على قطف ثمار الزيتون، وتوريدها للمعاصر من أجل الحصول على منتج الزيت مبكرا.
وحسب مزارعين، فإن العديد منهم فضلوا قطف ثمار اشجارهم مبكرا وحتى قبل نضوجه بالشكل الصحيح للاستفادة من فارق السعر وخصوصا وان كميات الزيتون لهذا الموسم ستكون كبيرة وفق التوقعات الأولية، وبالتالي سيؤدي إلى انخفاض الأسعار في ذروة الموسم.
وقال المزارع علي عبيدات انه يملك أكثر من 50 دونما من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة بني كنانة، لافتا إلى أنه بدا قبل أسبوع بعملية قطف ثمار الزيتون وخصوصا من الأشجار البلدية التي بدأت تشهد نضوجا جزئيا تمهيدا لعصرها مع فتح المعاصر.
وأشار إلى انه قام بجني الثمار التي تساقطت على الأرض خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي تشكل نسبة كبيرة بعد أن ذبلت لعدم قدرته على ري الاشجار خلال الفترة الماضية.
وأكد أنه في بداية كل موسم تكون أسعار صفيحة الزيت سعة 16 كيلو مرتفعة وبعدها تشهد الأسعار انخفاضا كبيرا بسبب زيادة المعروض وخصوصا وان الإنتاج لهذا العام سيكون مرتفعا مقارنة بالسنوات الماضية.
ولفت إلى أن سعر صفيحة الزيت وصلت العام الماضي مع بداية الموسم 90 دينارا، وانخفضت بعد انتهاء الموسم إلى 60 دينار، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة للمزارعين، ما دعا بعض المزارعين إلى تخزينها للعام الحالي أملا في بيعها بسعر مرتفع.
وقال مزارع آخر محمود الدويري إنه ينتظر موسم الزيتون بفارغ الصبر سنويا لما يشكله من مصدر دخل لأسرته، مشيرا إلى أنه بدأ بقطف ثمار الزيتون مبكرا أملا في بيعه بعد عصره بسعر مرتفع وخصوصا وان المواطنين الآن يبحثون عن زيت الموسم الحالي ولا يفضلون شراء الزيت من مواسم سابقة.
وأشار إلى أن ورغم توقعه بأن تنخفض نسبة إنتاج الزيت لقطفه الثمار بشكل مبكر وقبل نضوجها، إلا أن ارتفاع أسعار الزيت بداية الموسم سيعوض ذلك، متوقعا أن يكون الإنتاج لهذا العام جيد مقارنة بالعام الماضي.
وتوقع الدويري أن تنخفض أسعار الزيت مع انتهاء الموسم إلى ما دون الـ 60 دينارا للصفيحة سعة 16 كيلو بسبب وجود كميات كبيرة من الزيت المخزن من السنوات الماضية، مشيرا إلى أن موسم الزيتون يشكل مصدر دخل مهم للعديد من الأسر في إربد.
وقال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد جبر الشريدة إن موسم قطاف الزيتون يبدأ عند تمام نضوج الثمار والذي يكون عادة بعد منتصف شهر تشرين الأول (اكتوبر) حسب نوع الزيتون وموعد القطاف يعتمد على لون ثمار الزيتون أي يجب قطفه عندما تتلون من 60 – 70 % من الثمار الموجودة على الشجرة بالأسود.
وأكد الشريدة انه لا ينصح بالتبكير أو التأخير الزائد عند قطف الزيتون حتى لا تتأثر الثمار بازدياد درجة الحموضة، حيث انه كلما قلت نسبة الحموضة عن 0.8 % كلما ازدادت جودة زيت الزيتون، وإذا زادت نسبة الحموضة عن 3.3 % يعتبر الزيت غير صالح للاستهلاك.
وأشار إلى ضرورة تقليل الري قبل موعد القطاف بعدة أسابيع ولا يقطف الثمار بعد هطول الأمطار الغزيرة وإنما ينتظر حتى يتم فرز ثمار الزيتون السليم عن الثمار المصابة بأمراض حشرية أو الساقطة على الأرض لأن وجودها مع الثمار التي يتم قطفها عن الأشجار يسيء لجودة الزيت الناتج ويعمل على رفع نسبة الحموضة فيه.
وأكد الشريدة على ضرورة استعمال المفارش تحت أشجار الزيتون لكي لا ترتطم الثمار بالأرض مباشرة ولا تتعرض للخدش وان طريقة القطاف اليدوي هي الطريقة المثالية للقطاف والتي تؤدي إلى الحصول على زيت بجودة عالية وحمل مناسب في الموسم القادم لأنها تحافظ على الثمار سليمة من الخدوش ولا تؤدي إلى الأضرار للخصون الثمرية لأشجار الزيتون.
ودعا إلى عدم تعبئة الثمار بأكياس من البلاستيك لأنها تعمل على رفع حرارتها وارتفاع حموضة الزيت الناتج ويفضل عصر الثمار مباشرة أولا بأول وعدم تأخير عصرها عن 48 ساعة لتقليل احتمالية تعرض الثمار لارتفاع حرارتها.
بدورة، توقع مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي أن تبلغ كمية ثمار الزيتون لموسم العام الحالي حوالي 76 ألف طن منها 10 % تخصص للكبيس و90 % لاستخراج الزيت.
كما توقع أبو عرابي أن يبلغ حجم الإنتاج من مادة زيت الزيتون للموسم الحالي حوالي 16 ألف طن زيت وحوالي 9 آلاف كبيس، مشيرا إلى أن معاصر الزيتون ستفتح أبوابها اعتبارا من منتصف الشهر الحالي في حين قامت بعض المعاصر بفتح أبوابها لأعمال الصيانة وتفقد الخطوط وتنظيفها من خلال عصر كميات قليلة حتى يتأكد صاحب المعصرة من سلامة الخطوط وعدم وجود أي روائح وخصوصا وان المعاصر مغلقة منذ عام.
وأشار إلى أن كمية الإنتاج المتوقعة لهذا العام بالرغم من تأثير ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، ستزيد حوالي 15 % عن العام الماضي، مما سيؤدي إلى استقرار أسعار بيع الزيت كما هو العام الماضي.
وكان الناطق الإعلامي للنقابة العامة لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية محمود العمري توقع ارتفاع أسعار صفيحة زيت الزيتون عن العام الماضي جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج من نقل وعمالة وقطاف ولوازم، لتصل تقديرات ارتفاعها إلى 90 دينارا، مع مراعاة الفرق في بيعها بالجملة أو التجزئة، كذلك مع مراعاة كمية الإنتاج ومكانه وتوقيت إنتاجه.
يشار إلى انه يوجد في المملكة 20 مليون شجرة زيتون، يتم توريد 10 % من إنتاجها لمجموعة من مصانع التخليل والباقي يتم عصره بـ 138 معصرة زيتون موزعة بكل مناطق المملكة ،يقدر الاستثمار في قطاع المعاصر بـ200 مليون دينار، كما أن موسم الزيتون يشكل مصدر دخل ويحقق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لـ250 ألف أسرة، يعمل أفرادها في القطاعات المساندة كإدارة وتوريدات المزارع والقطاف والنقل والعصر والتغليف والتوزيع.