مرايا –
يضطر مراجعون لمركز صحي المشارع الشامل في لواء الغور الشمالي الانتظار لوقت طويل بين ممرات المركز للحصول على دور المعالجة، جراء توفر طبيب واحد فقط يشرف على علاج حوالي 200 مراجع في اليوم الواحد، بينما يفتقد المختبر ومركز الأشعة للموظفين، كما لا يوجد بالمركز موظف سجل ما يدفع ببعض المرضى إلى تسجيل أسمائهم وتنظيم الدور بأنفسهم.
وحسب مراجعين للمركز الصحي، الذي مضى على افتتاحه حوالي شهرين، فإن المركز تم افتتاحه قبل تجهيز المعدات الطبية واستكمال الكوادر، ما اوجد حالة وصفوها بـ “فوضى وإرباك” بين المرضى وصفوف العاملين في المركز.
يقول المراجع محمد الرياحنة، “عند الحديث عن مركز صحي شامل، فان ذلك يعني مستشفى مصغر، يجب ان يتوفر فيه جميع الخدمات الصحية، من أدوية وكوادر عاملة وعيادات متخصصة، إضافة إلى أن الخدمة يجب أن تكون مميزة مقارنة بخدمات المراكز الصغيرة”.
وأضاف الرياحنة، “ان المرضى وخصوصا كبار السن، يضطرون الى الانتظار لساعات طويلة بين الممرات وخارج مبنى المركز احيانا، جراء الاكتظاظ الحاصل وإقبال المرضى على المركز من مختلف البلدات والمناطق على افتراض انه مركز صحي شامل يقدم خدمات مميزة”، مؤكدا “ان الانتظار أثر سلبا على بعض المرضى وخصوصا الكبار الذين يعانون من الضغط، والأمراض المزمنة، اذ يضطر البعض منهم الى مغادرة المركز دون الحصول على علاج لأن وضعه الصحي لا يسمح لهم بالبقاء والانتظار مطولا لحين تلقي العلاج”.
جمال أبو نعاج أحد المراجعين للمركز قال ومن خلال مشاهدته للاوضاع، “إنه تم رفد المركز الصحي ببعض الأجهزة الحديثة والبعض الآخر يبدو انها مستعملة من المستشفيات المجاورة، ورغم توفرها إلا انها ما تزال دون تفعيل لعدم توفر كوادر عاملة وبقيت على حالها مكدسة بمستودعات المركز”.
ويضطر مراجعون للمركز الى قطع مسافات بعيدة من اجل اجراء فحوصات مخبرية بسيطة لعدم توفر الخدمة بالمركز، فيما يحجم آخرون عن اجرائها لعدم امتلاكهم اجور المواصلات، ما يزيد من معاناتهم الصحية.
ويبدي العديد من المرضى معاناتهم جراء عدم توفر جهاز فحص الهرمونات والغدة الدرقية، ما يدفعهم للتوجه إلى المستشفيات التي تبعد عنهم مسافة طويلة وهو أمر زاد من معاناتهم، مطالبين بضرورة توفير الفحوصات المخبرية وجهاز فحص الهرمونات في المركز الصحي والذي يخدم زهاء 80 ألف نسمة.
وطالب محمد ابداح وزارة الصحة بالعمل على تطوير المختبر والعيادات الأخرى ليكون المركز الشامل اسم على مسمى، وفق تعبيره، إضافة الى ضرورة رفده بالأجهزة والكوادر ليحقق خدمة صحية جيدة أسوة بالمراكز الصحية الشاملة الأخرى. وأشار إلى أن بعض المرضى لا يستطيعون إجراء الفحوصات المخبرية جراء عدم امتلاكهم كلفة التنقل من وإلى المستشفيات الأخرى.
وتشرح أم خالد معانتها جراء عدم توفر أدويتها في مركز صحي المشارع، مؤكدة أنها وعلى مدار فترة من الزمن ومنذ افتتاح المركز الصحي تراجع الصيدلية لصرف دوائها إلا أنها تواجه مشكلة عدم توفره، قائلة “هذا يوثر على حالتي الصحية في حال عدم الانتظام بصرف العلاجات”.
من جانبه، أكد مصدر في وزارة الصحة ان الوزارة ما تزال تعمل على رفد مركز صحي المشارع الشامل بالأجهزة والمعدات الطبية والكوادر الطبية اللازمة، موضحا ان المركز لم يمض على افتتاحه 3 أشهر، وما يزال الوضع غير مستقر وأن الوزارة بصدد تعيين أطباء في مختلف القطاعات والتخصصات.