شكلت حادثة انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من مناطق العاصمة خلال فصل الشتاء الماضي، فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة، واتخاذ التدابير الكفيلة بتجويد الأداء وتفادي الأخطاء السابقة في مواجهة الظروف الجوية المتوقعة.
واستكملت شركة الكهرباء الأردنية، تأهيل وتركيب 17 ألف عامود كهرباء، فضلاً عن تقليم وتهذيب 21 ألف شجرة ملامسة أو قريبة لشبكة الكهرباء، ورفع جاهزيتها، استعداداً لمواجهة الظروف الجوية خلال فصل الشتاء بحسب مدير الطوارئ بالشركة المهندس فراس مجلي، الذي أشاد بمستوى التنسيق الحالي مع وزارة الزراعة وأمانة عمان وبلديات محافظات الوسط، موضحا أن تقليم الأشجار عملية مستمرة ومتواصلة طوال العام.
وأشار إلى إجراءات احترازية اتخذتها الشركة للتعامل مع زيادة الأحمال في فصل الشتاء، إلى جانب تفعيل وتطوير دور غرف الطوارئ لتفادي الانقطاعات، والتعامل مع أي عطل محتمل بأقصى سرعة ممكنة من خلال ورش وفرق عمل هندسية وفنية منتشرة في مختلف مواقع امتياز الشركة بمحافظات الوسط الأربع، مؤكدا استكمال أعمال الصيانة الدورية والوقائية لضمان استمرارية وجودة التغذية الكهربائية وخفض نسبة الأعطال في محافظات (العاصمة والزرقاء ومأدبا، والبلقاء).
وكانت وزارة الزراعة وشركة الكهرباء الأردنية وقعتا في آب الماضي، مذكرة تفاهم، أتاحت لكوادر الشركة إزالة وتقليم الأشجار التي تشكل خطراً على شبكة توزيع الكهرباء، بالتنسيق المباشر مع الوزارة، وبعيداً عن أي “إجراءات بيروقراطية” كانت تتطلب موافقات مسبقة لإزالة أو تقليم الأشجار المتداخلة مع شبكتي الكهرباء والاتصالات، الأمر الذي تسبب بداية العام الحالي بانقطاع التيار الكهربائي في عدد من مناطق العاصمة عمان نتيجة سقوط هذه الأشجار على شبكة الكهرباء، بعد أن تراكمت الثلوج على أغصانها.
وأكد أمين عام وزارة الإدارة المحلية المهندس حسين مهيدات، قيام الوزارة بتوجيه جميع البلديات في المملكة لرصد الأشجار القريبة من شبكات ومحولات الكهرباء والتعامل معها بالشكل الذي يحول دون إلحاق ضرر بالشبكة، مشيراً إلى ربط شركات الكهرباء بنظام الطوارئ الخاص بمتابعة الحالة الجوية في وزارة الإدارة المحلية، لزيادة التنسيق المشترك والإبلاغ عن أية إعاقات لحركة كوادر الشركة في الميدان، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل الجهات المختصة لتسهيل عمل هذه الكوادر في التعامل مع مختلف الحالات الطارئة.
وأشار مدير الحراج بوزارة الزراعة المهندس خالد المناصير، إلى أن عمليات التقليم والتهذيب والإزالة للأشجار المتداخلة مع شبكة الكهرباء، لا تحتاج حالياً إلى إذن مسبق من قبل وزارة الزراعة، وإنما تجري العملية بالتنسيق مع الوزارة، لغايات التواجد في الميدان وضمان التنفيذ بالشكل الذي يحمي شبكات الكهرباء والاتصالات من الضرر، ويحفظ الثروة الحرجية والشجرية، مشيدا بالجهود التي بذلتها كوادر شركة الكهرباء الأردنية بالتعاون مع الوزارة خلال الفترة الماضية وتعامل فرقها المختصة مع الأشجار المتداخلة مع الشبكة.
ولفت إلى التوجه بتحديد أنواع الأشجار التي يمكن زراعتها على الأرصفة وبالقرب من المنازل وشبكات الكهرباء والاتصالات بما لا يؤثر سلباً على الخدمات المقدمة للمواطنين، ويخدم أهداف الزراعة الحرجية والتجميلية، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة.
الناطق الإعلامي باسم أمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة، اكد وجود تنسيق عال وحملات مكثفة ومستمرة منذ 7 أشهر بالتعاون مع شركة الكهرباء الأردنية لأغلب الأشجار التي تشكل خطورة على شبكة الكهرباء وما زالت الحملات المشتركة مستمرة، مشيراً إلى أن دور الأمانة يتمثل في تقليم الأشجار التي لا تكون ملامسة لشبكة الكهرباء، فيما تتم مخاطبة وزارة الزراعة حول الشكاوى المتعلقة بإزالة الأشجار.
ولفت إلى أن نظام الأرصفة المتبع من أكثر من 15 سنة بأمانة عمان يحدد أنواعا للأرصفة لا تؤثر على السلامة المرورية ولا على سلامة المواطن ولا شركة الكهرباء مع الاشتراط أن لا يكون عرض الرصيف اكثر من مترين لكي لا يؤثر على المشاة، مهيبا بجميع المواطنين ضرورة التقيد بنظام الأرصفة لتلافي أي ضرر محتمل للشبكة الكهربائية.
إلى ذلك، دعا مراقبون الجهات المعنية، التوافق على وضع أو تعديل التشريعات الناظمة لعملية زراعة الأشجار، وتحديد ضوابط اختيار وزراعة الأشجار والنباتات خاصة داخل المدن والتجمعات السكانية لتجنب أية إعاقة لحركة المشاة والسير، ووصول الخدمات والحفاظ على المنظر العام للمدن وبيئتها، إضافة إلى إنفاذ القانون لوضع حد للمخالفات والزراعة العشوائية