قال الناطق الإعلامي لوزارة المياه والري، الدكتور عمر سلامة، إن العالم يدرك حجم التحديات التي يواجهها والتغيرات المناخية التي فرضت في الآونة الأخيرة، وهذا اثر على الأردن في السنوات الماضية، حيث تضاعف عدد السكان في السنوات السابقة وبلغ عدد السكان 11 مليون و 400 الف تقريبا، وأن مصادر المياه لدى الأردن لا تكفي الا لـ 3 مليون نسمة.
وأشار سلامة، خلال استضافته على شاشة التلفزيون الأردني، الثلاثاء، إلى أن قلة المصادر المائية والتغيرات المناخية وتراجع الهطولات المائية بشكل كبير اثرت على الاحواض الجوفية، وهناك 12 حوضا معرضا “للتملح” نتيجة الاستنزاف وضخ ضعف كمية المياه.
وأضاف، أنه تم عمل مشروع الديسي في عام 2013 لحل مشكلة المياه، وليكون هناك تزويد مستمر للمياه، ومع دخول الازمة السورية تم الرجوع للمربع الأول.
وأكد، أنه هناك خطط للسير بخطى ثابتة لمشروع الناقل الوطني، حيث يعتبر المشروع من المشاريع الأردنية الحيوية الاستراتيجية بامتياز، وسيبدأ بضخ المياه في عام 2028، بحيث تتعرض جميع مناطق المملكة للتزويد المستمر على مدار الساعة.
ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع الناقل الأردني للمياه، سيتم العمل على إيجاد حلول وتخفيض فاقد المياه، وقال إن من ابرز التحديات لفاقد المياه هو الاعتداء على خطوط المياه، حيث تؤثر بشكل كبير ، ومازالت الشبكات نتيجة قدمها وتشغيل دورة مياه مرة واحدة في الأسبوع تأثر على هذا الموضوع، لكن في حلول عام 2030 سيتم الوصول إلى 20%، من فاقد المياه.
وقال سلامة، إنه يتم تنفيذ حملات يومية لضبط الاعتداءات على المياه، وأنه منذ صيف عام 2021 حتى الان، تم ضبط 13 الف اعتداء على الخطوط الرئيسية للمياه، و71 الف اعتداء منذ اطلاق حملة ” احكام السيطرة “، وهي ارقام مفزعة وكبيرة، واكثر من 18 الف اعتداء على قناة الملك عبدالله، و2000 بئر مخالف، منها 1200 بئر تم ردمها منذ اطلاق حملة ” احكام السيطرة ” حيث تعتبر تهديد لمصادر المياه.
وأشار إلى أن التقديرات الأولية لمشروع الناقل الوطني تقدر بـ 2.5 مليار دولار، وجلالة الملك عبدالله الثاني حشد الجهود دوليا بهذا الخصوص، وهناك التزامات دولية للمشروع بـ 1.8 مليار دولار، وهو رقم يحقق طمأنينة، وهو مشروع سيرى النور قريبا، وقال إن الشركات ستقدم عروضها الفنية حتى شهر آذار المقبل، ويبدأ التنفيذ ارض الواقع مباشرة.
وأكد، أن الخط سيبدأ من مياه البحر الأحمر في العقبة، وسيتم تركيب محطات ضخ كبيرة ومحطات تحلية، وبعد ذلك محطات لتوليد الطاقة، حيث سيعمل بالطاقة الذاتية الشمسية خلال أوقات النهار، وسيضمن هذا المشروع التوسع مستقبلا في إنشاء محطات المياه.
وفيما يتعلق باستكشاف الاحواض الجوفية، قال أنه يتم استكشاف احواض جديدة مثل حوض السرحان، وحوض شيدية الحسا، وحوض حسبان، حيث تم حفر بئرين في حوض حسبان بقدرة 250 متر مكعب لكل بئر، وسيتم الاستفادة من هذه الاحواض في حلول الصيف القادم، والآبار التي تم حفرها في خان الزبيب تسرع الخطة لاستخراج المياه.
ونوه إلى أن العجز المائي بلغ 500 مليون متر مكعب، لكن قياسا للظروف المائية يعتبر وضع الأردن جيدا مقارنة بالدول المجاورة، حيث تعد الصناعة والزراعة والسياحة قائمة لدى الأردن.
وقال، إن مأمونية المياه جيدة بالنظر للدول المجاورة وما تعانيه من انتشار الكوليرا، ويعتبر الأردن من أفضل دول العالم في مراقبة مياه الشرب.