* د.جرار: ضرورة طرح منظومة فكرية تربوية أخلاقية إنسانية شمولية لإرساء قواعد وأُصول التربية لبناء عالم أكثر إنسانية
* د.عويدات: هناك أزمة حقيقية حول فجوة الأخلاق في المجتمعات المعاصرة مرتبطة بما يجب أن تكون عليه وتطبيقها
* د.عبيدات: النجاح في تعليم القيم للأفراد يتطلب إدارة تربوية ناجحة ذات رؤية واضحة والخروج من الأنماط التقليدية للتعليم
* د.بيروتي: للتربية الإنسانية والأخلاقية دور مهم في حل أزمة القيم والوعي الأخلاقي وبناء القيم الاجتماعية
* د.الزعبي: السلوك الإنساني يمكن أن يكتسب ويتعلم من خلال قوانين التعلم وللثقافة والتنشئة أثر إيجابي في العملية الأخلاقية
* د.خمش: علاقة الإنسان العربي مع الأخلاق ما تزال غير متوازنة لكونها جزءاً من نظم معرفية متعددة
* د.شويحات: توظيف مفاهيم التربية الإنسانية والأخلاقية وتطبيقاتها في مناهج التربية والتعليم بحاجة إلى تقييم وإعادة نظر
عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 23/11/2022 لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضرت فيه الأستاذ المشارك ومديرة العلاقات الدولية والدراسات المستقبلية والاستشارات العلمية في جامعة فيلادلفيا د.أماني غازي جرار حول “التربية الإنسانية والأخلاقية”، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وعضو المنتدى د.عبدالله عويدات، كل من: الخبير التربوي د.ذوقان عبيدات، والمتخصصة في الإرشاد النفسي د.عائدة بيروتي أيوب، وأستاذة علم النفس التربوي د.رفعة الزعبي، وأستاذ علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية د.مجد الدين خمش، وأستاذة أصول التربية في الجامعة الألمانية الأردنية وعضو المنتدى د.صفاء شويحات، وحضر اللقاء عدد من المهتمين.
أوضحت المُحاضِرة د.أماني غازي جرار أهمية دراسة التربية الأخلاقية والإنسانية في ظل الأوضاع المتردية التي يعيشها الإنسان وخصوصاً في الوطن العربي، مؤكدةً أهمية طرح منظومة فكرية تربوية أخلاقية إنسانية شمولية لضمان إرساء قواعد وأُصول التربية لبناء عالم أكثر إنسانية.
وبَيَنّت د.جرار أن التربية عملية مستمرة تشمل الجوانب العقلية والنفسية والعاطفية للوصول إلى روح السلام الداخلي للفرد، وأن الثقافة بعمومها والبنية الاجتماعية تتعرض لكثير من التحديات والصعوبات نتيجة العولمة والانفتاح على الآخر الأمر الذي يستدعي مزيداً من العمل على الجانب التربوي الأخلاقي والإنساني.
ناقش المتداخلون إمكانية تعليم الأخلاق من خلال العملية التربوية والتعليمية، ومراحل تعليم الأخلاق والقيم للأفراد وأنواعها، والنظريات المتعلقة بالأخلاق وفلسفتها، ودور الإرشاد النفسي والتربوي والثقافة والتنشئة في التربية الإنسانية والأخلاقية، وأكدوا أهمية تعزيز دراسة القيم الإنسانية والأخلاقية في المدارس والجامعات، وتبني منظومة أخلاقية تساعد على تحقيق الوحدة والأخوة الإنسانية وتبني القيم السامية.
التفاصيل:
أوضحت المُحاضِرة د.أماني غازي جرار أهمية دراسة التربية الأخلاقية والإنسانية في ظل الأوضاع المتردية التي يعيشها الإنسان وخصوصاً في الوطن العربي، مؤكدةً أهمية طرح منظومة فكرية تربوية أخلاقية إنسانية شمولية تضمن إرساء قواعد وأُصول التربية، وتراعي التربية الأخلاقية ومنظومة القيم، وتهتم بموضوعات التربية البيئية والجمالية، وتركز على مبادئ الديمقراطية، وذلك لإعادة بناء الإنسان والوصول إلى المواطنة العالمية التي تراعي الإنسانية وقيمها وتحقيق السلام.
وأشارت د.جرار إلى أن المرحلة المعاصرة امتازت بتغيرات جذرية وأحدثت تغيرات شاملة في المقاييس الإنسانية والقيم الاجتماعية والاقتصادية، وإهمال القيم المدنية، وأن الثقافة بعمومها والبنية الاجتماعية تتعرض لكثير من التحديات والصعوبات نتيجة العولمة والانفتاح على الآخر الأمر الذي يستدعي مزيداً من العمل على الجانب التربوي الأخلاقي، وبينت د.جرار أن التربية عملية مستمرة تشمل الجوانب العقلية والنفسية والعاطفية للأفراد وذلك من أجل الوصول إلى روح السلام الداخلي لديهم مما ينعكس على المجتمع بالإيجاب.
وأضافت د.جرار أن تأمين التعليم الجيد والشامل للجميع يشكل إحدى الأولويات الكبرى لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي أقرتها الأمم المتحدة، ويأتي ذلك من خلال تعزيز الحوار الفكري البناء، والتلاقي والتكامل الثقافي، وبناء الحوار المبدع، والاهتمام بالجانب الاجتماعي والتنموي والسلوكي والنماء العاطفي للأفراد للوصول إلى التكامل النفسي وروح التضامن والتكافل بين المواطنين.
وقالت د.جرار: إن لقياس وتقييم منظومة القيم الإنسانية أدوات عدة تساعد مستخدميها في قياس مستوى الوعي بجملة القيم الإنسانية، مؤكدة أهمية أن تتوافر مثل هذه الأدوات والمؤشرات في المؤسسات الحكومية وخاصة التربوية منها، كما أشارت د.جرار خلال اللقاء إلى عدد من النظريات المتعلقة بالتربية الأخلاقية والإنسانية، مشيرةً أيضاً إلى أن فلاسفة التربية بالعموم يتأثرون بخلفياتهم الدينية والسياسية والفكرية، مما أوجد دراسات غربية عديدة تناولت هذا الموضوع من جوانب مختلفة على عكس الدراسات في الوطن العربي.
وتحدث د.عبدالله عويدات عن إمكانية تعليم الأخلاق من خلال العملية التربوية، والنظريات المتعلقة بقضية الأخلاق ودور علماء الاجتماع والنفس في تطبيقها على حياة الأفراد، موضحاً بأن الآراء حول نسبية الأخلاق تتفاوت بين المجتمعات كلاً بحسب ثقافته، وأن هناك أزمة حقيقية حول فجوة الأخلاق في المجتمعات المعاصرة مرتبطة بما يجب أن تكون عليه الأخلاق وتطبيقها وممارستها على أرض الواقع، وأكد د.عويدات ضرورة استحداث طرق جديدة لتعليم الأخلاق والقيم للأجيال القادمة، وتفعيل دور التربية سواءً على مستوى الأسرة أو المدرسة.
وتحدث د.ذوقان عبيدات عن أنواع الأخلاق وأصولها وعلاقتها بهوية الفرد، وبَيّنَ أهمية تعلم القيم الإنسانية والأخلاقية من خلال ممارسة السلوك القيمي، وإدماج المفاهيم القيمية في المناهج المدرسية، مشيراً إلى أن النجاح في تعليم هذه القيم للأفراد يتطلب إدارة تربوية ناجحة ذات رؤية واضحة، والخروج من الأنماط التقليدية للتعليم، وتدريس الطلبة أساليب البحث والاستنتاج، ووجود وعي مجتمعي يعزز هذه القيم.
وقالت د.عائدة بيروتي أيوب: إن للتربية الإنسانية والأخلاقية دورها المهم في حل أزمة القيم والوعي الأخلاقي، وأن لها علاقة مباشرة في الإرشاد النفسي والتربوي من حيث تبني منظومة من القيم التي تساعد في تحقيق هدف التربية الإنسانية، وتحقيق الصحة النفسية، وبناء جيل ينعم بعلاقات صحية على المستوى الفردي والجماعي، كما أكدت أهمية تبني منظومة أخلاقية تساعد في بناء القيم الاجتماعية المبنية على الاحترام والمواطنة الصالحة والمتسامحة والأمان.
وأشارت د.رفعة الزعبي إلى أن السلوك الإنساني يمكن أن يكتسب ويتعلم من خلال قوانين التعلم، وأن للثقافة والتنشئة دورها الإيجابي في العملية الأخلاقية وتعليم القيم، وأن نظام القيم عند الأفراد يكتسب من خلال الأسرة والمدرسة مما ينبغي معه نقل القيم وتعليمها إلى الطلبة من خلال تطوير أساليب التفكير الناقد والرعاية المقدمة والتفكير الموضوعي وغيرها من المهارات، موضحةً بأن تحقيق القيم يأتي من خلال الضبط الداخلي الذي ينشأ من الثقافة المحيطة بالفرد.
ولفت د.مجد الدين خمش إلى أن علاقة الإنسان العربي مع الأخلاق ما تزال غير متوازنة لكونها جزءاً من نظم معرفية متعددة بنيت نتيجة تراكم الخبرات الثقافية والاجتماعية والأخلاقية لدى الأفراد، وأن هذه النظم المعرفية بحد ذاتها تنقسم إلى نظم معرفية تربط الفرد بالماضي وأخرى بالمستقبل، بالإضافة إلى نظم خارجية تنبثق من تأثير المحيط الخارجي وعلاقة الفرد بالآخرين وتجاربهم.
وأكدت د.صفاء شويحات أن المعلم هو القدوة الأمثل للأخلاق، وأن توظيف مفاهيم التربية الإنسانية والأخلاقية وتطبيقاتها في مناهج التربية والتعليم بحاجة إلى تقييم وإعادة نظر، مشيرةً إلى أهمية إضافة مادة متعلقة بأخلاق التربية الإنسانية كمتطلب أساسي وإلزامي في الجامعات ومنها الجامعات الأردنية في ظل ما تشهده المجتمعات من أزمات مختلفة.