مرايا – شارك سمو الأمير الحسن بن طلال، الجمعة، في أعمال الدورة الثامنة لمؤتمر روما للحوارات المتوسطية في العاصمة الإيطالية روما، مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكد سموه، خلال جلسة حوارية في المؤتمر الذي افتتحه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بمشاركة 200 متحدث من 60 دولة ضرورة تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي والاعتماد على سياسات تجعل الإقليم أكثر فاعلية وتأثيرا في التعامل مع القضايا المختلفة، وبناء ثقافة تؤكد عالمية القيم والتنوع والحوار وقبول الآخر.
وقال سموه، إن منطقة المتوسط تُعد، من خلال موقعها التاريخي بوابة للتلاقي ومنفَذا مُهما بين إفريقيا وأوراسيا، ومُفتاحًا لإقامة اتصالات عابرة للقارات فيما يطلق عليها عالم الجغرافيا هالفورد ماكيندر “جزيرة العالم” (الأفرو-أورآسيا).
ودعا سموه إلى تطوير “الوادي المتصدع الكبير”، الذي يمتد من شرق البحر الأبيض المتوسط عبر جنوب شرق البحر الميت والبحر الأحمر، ثم جنوبًا عبر شرق إفريقيا، حيث تعاني العديد من دول هذا الوادي من النزاعات والتحديات السياسية والثقافية والدينية وإدارة الموارد الطبيعية.
وجدد سموه الدعوة إلى تأسيس مجلس اقتصادي واجتماعي في الإقليم وإشراك الشباب فيه لمناقشة أفكارهم ورؤيتهم للمنطقة وذلك لتفعيل دورهم وتمكينهم.
كما أكد ضرورة الاعتماد على فهرس الحرمان المتعدد، وذلك لتحديد أوجه الحرمان المختلفة في مجال الفقر والغذاء والتعليم والاحتياجات الأساسية ما يساعد في تحديد الأولويات.
ونوه سموه إلى أهمية وضع مدينة القدس في الضمير، وخدمة الوجود الحضاري العربي في المدينة المقدسة من خلال قاعدة بيانات جيوسياسية تشمل الأماكن المقدسة الدينية.
وأشار سموه إلى أهمية الاستثمار بالثروة الحقيقية من رأس المال الإنساني وذلك من أجل التمكين والتفعيل، لافتا إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا كأداة لوضع سياسات قائمة على الأدلة وتبادل المعلومات للتصدي للأزمات.
يذكر أن مؤتمر روما لحوارات البحر الأبيض المتوسط، مبادرة سنوية بدأت عام 2015 برعاية وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية والتعاون الدولي والمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية.
ويناقش المؤتمر، خلال جلساته، القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، التي تهم دول حوض البحر الأبيض المتوسط بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من منطقة المتوسط والعديد من المنظمات الدولية المختصة.