حشد العرب وبأعلى مستوياتهم القيادية موقفهم في مؤتمر دعم القدس بالصمود والتنمية، وتعزيز موقف أهلها، ونقلوا قضية القدس إلى الرأي العام العالمي، في خطوة تجسد التضامن العربي، في طريق الدفاع عن فلسطين وقضيتها ومقدساتها.

ويهدف المؤتمر الذي عُقد في العاصمة المصرية القاهرة، الأحد، وجاء تنفيذا لتوصيات قمة الجزائر الأخيرة، إلى دعم وتعزيز صمود المقدسيين ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة السَّاعية إلى إفراغ المدينة من أهلها ومحاولة تهويد المسجد الأقصى.

وحضر البعد الاقتصادي والاستثماري في المؤتمر بالتوازي مع المحور القانوني، باعتبار أن تعزيز الاستثمار بالقدس والبلدة القديمة منها، أحد أساليب المقاومة والصمود، وتمت دعوة عدد من المستثمرين والاتحادات العربية المعنية بالاستثمار والصناديق السيادية وكل من له علاقة بالتنمية والاستثمار في العالم العربي للمساهمة في دعم صمود المقدسيين.

واعتبر أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان في حديثه لوكالة الأنباء (بترا) أن مؤتمر القاهرة الذي حمل عنوان: “القدس صمود وتنمية”، يمثل تجمعاً عربياً دبلوماسياً يتمسك بالوصاية الهاشمية والرباط المقدسي كخيار إقليمي للصمود، وبالشرعية الدولية وقراراتها كخيار أممي للسلام والاستقرار في المنطقة.

وقال إن قضية فلسطين المحتلة وجوهرتها القدس الملف الأول دولياً بالرغم من المناخ العالمي الساخن والمعقد، فعلى الرغم من تعدد الأزمات الدولية ووقوع الكوارث المفجعة إلا أن القضية الفلسطينية تتصدر المشهد وتفرض على العالم الزامية التعامل معها وإدراجها في جميع اللقاءات والمؤتمرات الدولية.

وزاد: حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على المشاركة والحضور شخصياً في جميع اللقاءات والمشاورات الإقليمية والدولية المعنية بالقضية الفلسطينية والسلام ، فهي بالنسبة لجلالته كما يقول دائماً شأن ومسألة عائلية لا تغيب عن وجدانه وضميره، وأمانة يتوارثها بنو هاشم الأخيار وتشكل بأبعادها التاريخية والدينية والقانونية والسياسية جوهر دبلوماسيتهم ونضالهم المستمر في الدفاع عن عروبتها وهويتها وحق شعبها في تقرير مصيره.

وأضاف أن المطالع بعمق لخطاب جلالة الملك في مؤتمر القدس صمود وتنمية يجد تمسك جلالته بالثوابت المتعلقة بأصالة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فاعمار المسجد الأقصى المبارك يسير بالتزامن مع اعمار كنيسة القيامة، وهو دليل عملي على الوئام والتسامح من جهة وعلى حفاظ الوصاية على الوضع التاريخي القائم الذي يمنح سكان القدس وأهلها حرية العبادة.

ولفت إلى انه وإلى جانب ذلك فما تزال قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية تمثل خارطة تنفيذية للدبلوماسية الأردنية في الدعوة لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية..

وأكد أن خطاب جلالته يتضمن رسائل مهمة يأمل فيها من القوى العالمية وبالرغم من الأزمات المتشعبة أن تلتفت للقضية الفلسطينية فلا سلام في المنطقة وهذه القضية تراوح مكانها، فقد آن الأوان لوقف سياسة الكيل بمكيالين والعمل على تطبيق الشرعية الدولية وإنصاف الشعب الفلسطيني المسلوبة حقوقه، ويوجه جلالته رسالة لإسرائيل خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي تشهد الانتهاكات والاقتحامات والتشريعات العنصرية الإسرائيلية بأن على حكومة نتنياهو وقف سياستها والعمل على عدم تغيير الوضع القائم والامتناع عن مخططات التقسيم الزماني والمكاني، ورسالة عربية وإسلامية وفلسطينية بالوحدة وتكثيف الجهود لدعم القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والخدماتية في القدس وفلسطين.

وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد للقاصي والداني أن القضية الفلسطينية والقدس هي الشغل الشاغل لنا في الأردن شعبا وقيادة صاحبة الوصاية التاريخية، فلا تسبقها قضية، وخطاب جلالة الملك هو خارطة دبلوماسية دولية وإقليمية إذا أراد العالم السلام والاستقرار، فهذا المؤتمر تكمن أهميته في هذه الظروف والمتغيرات الإقليمية والعالمية بما فيها تصاعد الهجمة الشرسة للاحتلال الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتشددة ببرامجها الحزبية الصهيونية ضد المدنيين في فلسطين والقدس، هو أن فلسطين والقدس العنوان الذي يجمعنا، فجهود نصرتها والدفاع عنها يجب أن تكون بوصلتنا العربية والإسلامية والعالمية الحرة.

وقال النائب المهندس هيثم زيادين في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن ما جاء في مضامين كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني التي ألقاها بمؤتمر دعم القدس “صمود وتنمية” الذي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة جاء جامعا وشاملا لأسباب الصراع الحقيقي الذي تشهده المنطقة منذ عقود من الزمن وزعز الأمن والاستقرار في العالم بمجمله.

وأضاف إن جلالة الملك استخدام في كلمته مفردات ومصطلحات تعبر عن ضمير ووجدان الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولدعاة السلام الحقيقي الذي يحقق نتائج إيجابية وحقيقية تطبق على أرض الواقع.

وزاد إن جلالة الملك حريص في جميع المحافل العربية والدولية وفي كافة اللقاءات التي تجمعه بقادة العالم والشخصيات السياسية ووسائل الأعلام أن يعطي القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية الحصة الأكبر في حديثه لأنه ورث كما ورث من قبله ملوك بني هاشم عن جده الشريف الحسين بن علي الوصاية الهاشمية في القدس الشريف، كما ورثوها عن جدهم الأعظم النبي عليه السلام.

وأشار إلى أننا كأردنيين مسيحيين نفخر بكل ما يقدمه جلالة الملك من خطاب دبلوماسي يعكس فيه روح التعايش والإخاء والمحبة، فكان الأردن نموذجا في التعايش والحب والسلام دون تمييز أو تفريق بين أبناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحيين.

وأكد رفضه ورفض كل مسيحي ومسلم لمحاولات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية والاعتداءات المستمرة التي تستهدف فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، داعيا العالم إلى عدم التغافل عما يحدث من أعمال متطرفة واقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين وشرطة الاحتلال وأعضاء في الحكومة اليمينة المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة.

وقال قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش إن كلمة جلالة الملك في مؤتمر دعم القدس في القاهرة كانت كلمة قوية وواضحة، أكد من خلالها على ثبات الموقف الأردني من القضية الفلسطينية وتمسكه بدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صمود القدس وصولًا إلى قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وبين أنَّ هذا ليس بجديد على جلالة الملك ولا الأردن الداعم والسند الرئيس للشعب والقضية الفلسطينية على كافة الصعد وفي مختلف المجالات.

وأكد أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس هي موقف فلسطيني أردني مشترك وجلالة الملك أكد تمسك الأردن بهذه الوصاية كما، وأكد ذلك أيضًا الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين فالجميع في خندق واحد دفاعًا عن القدس ومقدساتها، والتنسيق في هذا المجال حمى الأقصى من محطات تهويد كبيرة .

وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة توحيد الجهود العربية لدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، مبينا أن القضية الفلسطينية ستبقى في مقدمة أولويات القضايا العربية.

وأضاف جلالته في كلمة ألقاها بمؤتمر دعم القدس “صمود وتنمية” الذي عقد بالقاهرة: “يرتبط محور اجتماعنا اليوم بوجدان كل عربي، فبيت المقدس، هو قبلة المسلمين الأولى، ولا يمكن لمنطقتنا أن تنعم بالسلام والاستقرار والازدهار، والقضية الفلسطينية تراوح مكانها”.

وشدد جلالة الملك على أن الحفاظ على فرص السلام على أساس حل الدولتين يتطلب وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.

وحذر جلالته من محاولات التقسيم الزماني والمكاني التي تعيق فرص تحقيق السلام المنشود، مضيفا أن أية محاولة للمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم، ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

وجدد جلالة الملك التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وقال “نطالب المجتمع الدولي بتلبية حقوقهم العادلة والمشروعة، بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.