تتجدد المواجهة في كلاسيكو الدوري الإسباني، عندما يحل برشلونة ضيفًا على ريال مدريد بنسخة جديدة من الكلاسيكو، مساء الأحد، في الجولة 29 من عمر البطولة.
ريال يدخل اللقاء وهو على صدارة المسابقة والطرف الأقرب لانتزاع اللقب، بفارق 10 نقاط كاملة عن إشبيلية أقرب منافسيه.
وأما برشلونة فيأتي في المركز الثالث بفارق 15 نقطة كاملة، ليفقد الكلاسيكو معناه التنافسي المعروف للجميع السنوات الماضية، ولكن هل فقدت المواجهة أهميتها بالكامل؟.
بكل تأكيد لا، الأمر به العديد من الجوانب الأخرى، أهمها الهيبة والتفوق على الغريم التقليدي، بالإضافة للطابع الخاص بالنسبة لمدربي كل منهما كارلو أنشيلوتي وتشافي.
خبرة السنين
بعد رحيل زين الدين زيدان عن ريال الصيف الماضي، ظهرت العديد من الأسماء المرشحة لم يكن من ضمنها المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي.
فلورنتينو بيريز رئيس النادي الإسباني قرر المجازفة والسير عكس التيار، والتعاقد مع أنشيلوتي لفترة ثانية، وهو الأمر الذي لم يفعله مع البرتغالي جوزيه مورينيو.
القرار صاحبه بعض الاعتراضات، ولكن أنشيلوتي رد في الملعب، وأظهر أن الخبرة لها الكثير من المميزات في كرة القدم حتى بعد التطور المتزايد لكافة جوانب اللعبة الفترة الأخيرة.
البعض قال إن أنشيلوتي انتهى، ولكن الإيطالي قاد الفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، على يد باريس سان جيرمان بكل ما يمتلكه من نجوم عمالقة.
وأما على مستوى الدوري الإسباني، فقد أصبح قريبًا أكثر من أي وقت مضى لفك النحس بهذه البطولة، ليكون أول مدرب في التاريخ يفوز بجميع الدوريات الخمسة الكبرى.
وعندما يلعب أنشيلوتي ضد تشافي، فهو يأتي بخبرة طويلة في اللعب أمام برشلونة سواء مع ريال مدريد أو الفرق الأخرى التي قام بتدريبها.
ولعب الإيطالي صاحب الـ62 سنة 13 مباراة ضد العملاق الكتالوني على مدار تاريخه التدريبي، ونجح في الفوز 5 مرات وتعادل في 3 مناسبات وخسر 5 مرات.
وبالنظر إلى هذه الأرقام سنجد أن الكافة متساوية تمامًا، وأن أنشيلوتي لم يثبت تفوقه الكاسح ضد برشلونة، ولكنه على الأقل سيدخل الكلاسيكو بخبرة واسعة.
طفرة الشباب
وعلى الجانب الآخر يأتي تشافي في الكلاسيكو الأول له كمدرب، بلا خبرة واسعة في المجال التدريبي في أوروبا، حيث بدأ مع السد القطري قبل العودة إلى بيته القديم بمنتصف هذا الموسم.
الإسباني خاض 24 مباراة مع برشلونة، فاز في 13 وتعادل في 7 مواجهات وخسر 4 مرات، سجل 46 هدفًا واهتزت شباكه 28 مرة.
برشلونة يعيش الفترة الأفضل له من ناحية المستوى والنتائج من سنوات طويلة بفضل تشافي، لذلك سيكون من المثير رؤية ما يفعله في الكلاسيكو أمام عدوه اللدود في أفضل مستوياته.
مواجهة ريال مدريد هذه المرة ستكون بمثابة الحكم على مدى تطور برشلونة وما وصل له النادي مع تشافي حتى الآن، بفضل رؤية المدرب الشاب، واعتماده وثقته على اللاعبين الشباب مثل جافي وبيدري وغيرهما.
ربما جاء وفريقه مهلهل، ولكنه بصفقات أغلبها مجانية، مثل بيير أوباميانج وأداما تراوري وداني ألفيش، بالإضافة لفيران توريس، جعله برشلونة متماسكًا من جديد وصاحب مشروع واضح.
من صاحب البصمة الأكبر؟
لو نظرنا إلى مستوى ريال مدريد هذا الموسم، سنرى أن أنشيلوتي يعرف من أين تؤكل الكتف، وتعامل مع تجربته الثانية من هذا المنطلق.
الإيطالي نجح في إعادة التوازن للفريق من الناحية الهجومية والدفاعية، وتمكن من رفع مستويات العديد من اللاعبين أهمهم فينيسيوس جونيور وكريم بنزيما وإيدير ميليتاو واستفاد من باقي العناصر التي يمتلكها.
ورغم الانتقادات بأن الفريق ليس لديه هوية أو فلسفة واضحة، فيظل الأهم هو الحفاظ على هوية وكيان ريال وعقلية الفوز وشخصية البطل، لذلك يجب اعتبار تجربته ناجحة حتى الآن.
وأما تشافي فربما يكون أكثر جاذبية في الوقت الحالي، بسبب الحالة الكارثية لبرشلونة من قبله، وغياب الهوية خلال حقبة الهولندي رونالد كومان.
صاحب الـ42 سنة أعاد لبرشلونة الكرة الجميلة التي عرفت عنه، وتمكن من إعادة ترتيب الصفوف مرة أخرى في غرفة ملابس الفريق من خلال قوة شخصيته.
ولذلك يبدو أن بصمة تشافي أوضح من أنشيلوتي، لكن أمامه الكثير من الاختبارات، سيكون الكلاسيكو أهمها من أجل الحكم على مدى تأثير هذه البصمة.