أكد مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الحوارات أن الارتفاع في حالات جدري الماء هذا العام متوقعة إذا ما قورنت الأرقام في العام الماضي وسنوات ما قبل جائحة كورونا.

وقال الحوارات إن الارتفاع بأرقام إصابات الجدري بالمملكة ضمن المعدلات المتوقعة، فالعالم تأثر خلال عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ بالجائحة، وهذا تبعه إجراءات احترازية ووقائية شملت قطاع التعليم الذي كان عن بعد، مما حد من الاختلاط، وكان سببا في انخفاض عدد الحالات المسجلة، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها انتشرت العديد من الأمراض ومنها جدري الماء، وعادت الأرقام إلى معدلاتها الطبيعية المتوقعة.

ورأى ان تنشيط الرصد الذي حصل كاستجابة للتعافي من كوفيد ١٩، واعتماد الوزارة على الرصد النشط لاكتشاف أي حالة مشتبهة للإصابة بأي مرض من قائمة الامراض التي يبلغ عنها، ومنها مرض جدري الماء، ساعد أيضا في الكشف عن مزيد من الحالات المصابة.

وأوضح الحوارات ان فئة الأطفال وتحديدا في سن المدرسة، هي التي تسجل أعلى عدد من إصابات الجدري، حيث يتم إبلاغ الوزارة من خلال ضباط ارتباط الرصد في المراكز الصحية و مديريات الصحة، في حين لا تتجاوز نسبة من يصابون بالمرض، ممن تزيد أعمارهم على ٢٠ عاماً اكثر من ٥٪ من إجمالي الحالات المسجلة.

وأشار الى انه تم تفعيل وتنشيط الرصد الوبائي لكل الأمراض التي يبلغ عنها وتحتوي على ٤٤ مرضاً تقسم إلى فئة «أ»، وهي التي يبلغ عنها فوريا، و فئة «ب» والتي يبلغ عنها خلال أسبوع، ومنها مرض جدري الماء، إذ يتم التبليغ من المركز الصحي عن الحالات إلى مديرية الصحة في المحافظة ثم الوزارة.

وتابع أن الاستجابة تتم حسب الوضع الوبائي وتقييمه، من قبل فرق استجابة في مديريات الصحة، مع دعم من فرق استجابة على المستوى المركزي، لجانب متابعة مستمرة من الوزارة، ويتم تحليل البيانات الواردة من المملكة.

ونوه الى ان جدري الماء مرض فيروسي شديد العدوى، وأهم أعراضه الحرارة والتعب والصداع ثم ظهور الطفح الجلدي، وتمتد فترة ظهور الطفح عادة من ٥-٧ ايام، ويعد الشخص معديا حتى انتهائه، مبينا ان الأعراض عادة تكون خفيفة، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ان هناك فرصة لحدوث مضاعفات، قد تستوجب دخول المستشفى.

أما العلاجات اللازمة، لفت الى انه يتم إعطاؤها للمصاب، وهي غالبا ما تكون خافضة للحرارة، وعلاجاً لتخفيف الحكة، ومراهم تقلل من ترك البثور علامات على الجلد، مع منح المريض اجازة من الطبيب اوعزله منزليا، كما ينصح بمراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض أخرى، ليتم تقييمها من قبل الطبيب إذا كانت بحاجة لرعاية صحية خاصة.

وفيما يتعلق بإدراج مطعوم جدري الماء ضمن البرنامج الوطني للتطعيم في الأعوام القادمة، قال: وضع المطعوم ضمن استراتيجية الوزارة لأعوام ٢٠٢٣- ٢٠٢٥ ويعد على سلم أولوياتها، وتخطط لإضافته في الأعوام القادمة، مبينا انه تم إدراج مطعوم المكورات الرئوية على البرنامج الوطني للتطعيم في هذا العام.