مرايا –
أمتعت الفنانة اللبنانية عبير نعمة جمهور المسرح الشمالي في المدينة الأثرية في جرش، الاثنين، بأغان وألحان هادئة شاعرية، ضمن الدورة 37 في مهرجان جرش للثقافة والفنون، ليتجاوز عبيرها وتألقها حدود المسرح.
استبق عازف الأورغ دخول عبير نعمة، وعزف أنغاما هادئة لأغنيتها “بلا ما نحس”، التي غناها الجمهور بإحساس وتناغم، لتدخل بعدها عبير برداء أسود أنيق وكأنها تألف المسرح الشمالي بعد أن شاركت في المهرجان على المسرح ذاته في 2019.
“رح حبّو بِدون حدود”
غنت عبير “وينك” وهي من كلمات جرمانوس جرمانوس وألحان مروان خوري، وسألت خلال الأغنية بإلحاح عن حقيقة تغير مشاعر من تحب وتساءلت “بعدك بتحنّلي؟”.
وتألقت أغنية “بصراحة” من كلمات وموسيقى نبيل خوري، وهي تصف الشباب بـ”الكاذبين” حينما يبوحون بالحب ويقولون إنه “الأول”، لكن عبير تصدق من تحب بقولها “بس هوِ مَنّو متلن كلّن”، وتتعهد بأن تحبه بلا حدود “بصراحة بطيبة قلبو مش مَوجود … بصراحة رح حبّو بِدون حدود”.
وبتفاعل كبير مع الجمهور الذي اتسم حضوره بطابع عائلي من جميع الأعمار، غنت “بلا ما نحس” من كلمات وموسيقى نبيل خوري بشاعرية لافتة والتي تفصح خلالها عن حوار ذاتي متردد بشأن رغبتها في البوح بمشاعرها لمن تحب، لكن الخوف يتملكها من فقدان علاقته بها نهائيا، وتقول: “خَوفي قلّك شو بحِسّلك و نبطّل أصحاب، و تبرم فينا الدنيي فجأة و نصَفّي أغراب”.
وغنت بعد إلحاح من الجمهور “بعدني بحبك” من موسيقى وألحان نبيل خوري التي تقر فيها باستمرار الشعور بـ”الحب” رغم الانفصال، بقولها: “بحبك بَعدني بحبك … وكل شي خصّو فينا بيزعلني … صعبة شيلك من قلبي … و لهلّق بعدو غيابك بيقتلني”.
وغنت “يا ترى” من موسيقاها وكلمات لوكاس صقر، التي تقرر خلالها التوقف وعدم الإكمال بعد أن شعرت بتغير في قصة الحب.
وغنت عبير وهي باحثة وعازفة موسيقى وفنانة ومغنية، “ودعت الليل” من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين، و”تلفنتلك” من كلمات جرمانوس جرمانوس وألحان إيلي نعمة، و”بيبقى ناس” من موسيقى وكلمات ريان الهبر، و”قهوة” من كلمات جاد الحاج وألحان شربل روحانا.
“مش وقتك يا هوى”
وجاء وقت “غريبين وليل” التي اشتهرت بأدائها بإحساس عال، فبدأ العزف المتناغم بين آلتي “القانون” والأورغ”، ثم تغني عبير وتبدي الامتعاض من الوقوع في الحب، بحجة أن الوقت غير ملائم بسبب الحرب، قائلة “مش وقتك يا هوى”.
“غريبين وليل بساحة اجتمعوا … صيف وحرب وليل صدفه واجتمعوا … لا سألها من وين ولا منتلاقى وين … يمكن حكيو العينين وبالسّر توجّعوا، غريبين وليل راحوا ما تودّعو، مش وقتك يا هوى … ولا إيامك إيام، يا عينين الغرام … اتركيني بسلام”.
الأغنية أداها الفنان اللبناني غسان صليبا سابقا خلال مسرحية غنائية من تأليف الراحل منصور الرحباني، وشاركت في المسرحية السيدة فيروز.
وبعد “غريبين وليل”، غنت “شباك حبيبي جلاب الهوى”.
ولم تنس عبير للفنان اللبناني الراحل زكي ناصيف بعد أن اشتهرت بأداء أغنياته، وغنت له “نقيلي أحلى زهرة”.
وتميزت عبير بأداء الموشح الأندلسي “لما بدا يتثنى”، وبدأت مطلعه بأداء أوبرالي أسكت الحضور، وبدت وكأنها تتسلق السلم الموسيقي ثم تنهمر بسلاسة وعذوبة.
وغنت بطابع خاص من التراث “لوحي بطرف المنديل مشنشل برباع يا أم الرموش الطويلة وعيون وساع”.
أول حفلة مع “خيي” جورج
قدمت عبير أعضاء فرقتها الموسيقية كل باسمه للجمهور الذي حياهم جميعا وخصوصا شقيقها إيلي نعمة من كورال فرقتها.
شكرت عبير الحضور والأردن وقالت إن الليلة “استثنائية” لأنها “أول حفلة لي مع خيي جورج”.
وأحبت أن تدعو جورج للغناء معها بعد أن أدى وصلته الغنائية قبلها.
وقدما سوية دويتو “يختي ويخيي”، وهو حوار بين شقيق ينوي السفر فتحاول شقيقته إثناءه عن القرار، قائلةً: “ورقة فراق بلادك اطويها”
ثم غنت مع جورج “دقوا المهابيج” و”طال السهر” قبل انتصاف الليل بدقائق.
جورج وأداء حيوي
وأدى جورج نعمة وصلته الغنائية قبل شقيقته، وتميز بأداء حيوي جذب الجمهور ودعاه للتفاعل، واتسم بإضفائه أسلوبا مغايرا عند غنائه للموسيقار ملحم بركات.
وغنى جورج “يمكن” من كلمات ناجي توا وألحان جورج نعمة و ألكساندر ميساكيان، ثم حيا الجمهور وتمنى أن تكون الأمسية “ليلة من العمر”.
وأدى أغنية “بكّير” من ألحان وكلمات نبيل خوري، ويخاطب ذاته قائلا: “بكّير عالحب يا ولد بكّير”.
وغنى “يا تفيدة” من كلمات نبيل أبو عبده وألحان زياد بطرس، بأداء اتسم بخفة الظل والحيوية، وأدى أغنيته “باللوج” من موسيقى وكلمات جهاد حدشيتي.
وغنى “جيت بوقتك” و”غيابك طال” و”حمامة بيضا” للموسيقار ملحم بركات، كما غنى “يللي بجمالك” لصابر الرباعي.
وغنى كذلك “زي العسل” و”تعلى وتتعمر يا دار” للراحلة صباح، و”حداي حداي” للفنان طوني حنا، و”هزي يا نواعم” للفنان اللبناني عصام رجي، وختم بأغنية ” بكتب اسمك يا بلادي.