رجح الخبير في الشأن النفطي هاشم عقل ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 100 دولار للبرميل على المدى القصير ولفترة وجيزة، بسبب تخفيضات الإنتاج والتوترات الجيوسياسية، وفقا لمذكرة حديثة من قبل الرئيس العالمي لأبحاث السلع في سيتي إد مورس وفريقه.
ومع ذلك، قال عقل، يعتقد المحللون أن هذه المستويات المرتفعة ليست مستدامة ويتوقعون تراجعا بحلول نهاية العام.
وأضاف، أن تقريرا صدر اليوم، يشير إلى أن ميل السعودية إلى حجب النفط عن السوق، إلى جانب احتفاظ روسيا بقيود التصدير، يمكن أن يدفع الأسعار إلى الارتفاع على المدى القصير. مع ذلك، ومع نمو العرض بشكل أسرع من نمو الطلب خارج المملكة العربية السعودية وروسيا، تبدو الأسعار حول 90 دولارا للبرميل غير مستدامة.
وبين أن هذا الارتفاع في أسعار النفط واضحا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ شهد غرب تكساس الوسيط (خام غرب تكساس الوسيط) زيادة بنحو 23 دولارا للبرميل منذ أواخر حزيران، مع تجاوز الأسعار 91 دولارا اليوم، وشهدت العقود الآجلة لخام برنت اتجاها صعوديا مماثلا، حيث ارتفعت بأكثر من 30% خلال نفس الفترة وتقف حاليا فوق 94 دولارا للبرميل.
وعلى عكس هذه الزيادة قصيرة الأجل، قال عقل، يتوقع محللو سيتي أن يبلغ متوسط سعر النفط 84 دولارا في الربع الرابع من عام 2023 ويتوقعون انخفاضه إلى النطاق المنخفض البالغ 70 دولارا في عام 2024. إذ تنص المذكرة على أن الإنتاج ينمو بين الدول غير الأعضاء في أوبك+ مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغيانا، وعلاوة على ذلك، شهدت الصادرات من فنزويلا وإيران زيادة أيضا.
وتشير المذكرة إلى أن ديناميكيات المخزون هذه يجب أن تحافظ على سقف لأسعار النفط الخام للفترة المتبقية من 2023 و2024. وتضيف أيضا أن المملكة العربية السعودية قد تتراجع عن التخفيضات إذا أصبحت الأسواق ضيقة للغاية.
وتابع، “في أوائل آب، مددت المملكة العربية السعودية تخفيضات الإنتاج من جانب واحد بينما خفضت روسيا الصادرات حتى نهاية العام. وكانت هذه التخفيضات بالإضافة إلى تخفيضات أوبك + التي تم الإعلان عنها العام الماضي”.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع الأخير في أسعار النفط دفع أسواق رأس المال رك إلى التفكير في إمكانية 100 دولار للبرميل وسط سوق قائم على الزخم. وكتب المحللون مايكل تران وهيليما كروفت في مذكرة حديثة للمستثمرين:” لقد تطورت فكرة 100 دولار للبرميل من غير الممكن تصورها تماما قبل بضعة أشهر قصيرة، إلى مسافة مذهلة (أو مفرطة) اليوم”.
وقال، إنه مع ذلك، يحذر مورس من أن “ارتفاع الأسعار على المدى القريب قد يؤدي إلى مزيد من الهبوط للأسعار العام المقبل.” ويشير هذا إلى انعكاس محتمل في ديناميكيات سوق النفط مع انتقالنا إلى عام 2024.