أكدّ نائب رئيس الوزراء الأسبق مروان المعشر،الأحد، إن إطالة امد الحرب الإسرائيلية يضر بمصلحة حلفاء واشنطن؛ لأن إطالة أمد الحرب يجعل موضوع التهجير حقيقيا، وليس موضوعا انفعاليا،

وقال المعشر في حديثه لبرنامج صوت المملكة، إنه وفي الوقت نفسه فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب، لأنه في اللحظة التي تنتهي فيها هذه الحرب سيحاسب من الشعب الإسرائيلي تماما كما حوسبت غولدا مائير، وكما حوسب موشيه ديان بعد حرب أكتوبر.

وأشار إلى أن حرب أكتوبر 1973 لم تدم إلا 3 أسابيع، وبعدها شكل الإسرائيليون لجنة تحقيق، ووضعت اللوم على غولدا مائير وموشيه ديان.

“اليوم 80% من الشعب الإسرائيلي يضعون اللائمة على نتنياهو، لكن حتى يترجم ذلك إلى فعل، وليس فقط لاستطلاع للرأي لا بد من تشكيل لجنة تحقيق، وهذه اللجنة ستضع اللوم على نتنياهو، وهو يعلم ذلك تماما، وأنا لا شك لدي أن نتنياهو يشهد نهاية حياته السياسية” بحسب المعشر.

وتابع أيضًا أنّ الإدارة الأميركية تريد القضاء على حركة حماس دون شك ومتوافقة مع إسرائيل على ذلك، مشيرا إلى أن هذا شعار ليس من السهل تحقيقه، مسترجعا محاولة إسرائيل القضاء على حزب الله عام 2006، ولكنها لم تتمكن من ذلك.

وأضاف المعشر أن موقف الإدارة الأميركية واضح من الحرب على غزة، بمعنى أنها ضد وقف إطلاق النار حاليا في قطاع غزة بإعتبار أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلى القضاء على حماس من وجهة نظر هذه الإدارة، ومن وجهة نظر إسرائيل.

وتساءل المعشر هل القضاء على حماس يجري من خلال القصف الجوي البربري؟ هذه عملية انتقامية لن تؤدي لتحقيق الأهداف التي تقول إسرائيل إنها تسعى لتحقيقها.

وبين أن الموقف العربي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ووقف دائم، مشيرا إلى أن الموضوع لا يتعلق فقط بإدخال المساعدات وإعطاء هدنة قصيرة المدى من أجل إدخال المساعدات الإنسانية فقط.

“يجب الضغط لوقف الحرب تماما، ومن ثم نتحدث عن يوم ما بعد الحرب () كلما طالت الحرب زاد الضغط العالمي لوقفها، وعلينا التركيز على أسباب الحرب التي جاءت بسبب احتلال إسرائيلي هو الأطول في التاريخ ويحتاج لمعالجة” وفق المعشر.

وقال، إنه من الواضح تماما أن الموقفين الأميركي والعربي في اجتماع عمان الوزاري لم يلتقيا، حيث لم يصدر بيان مشترك.

“وزير الخارجية أيمن الصفدي تكلم عن الموقف الأردني والعربي، وبلينكن تكلم عن الموقف الأميركي ومن الواضح تماما أن هذين الموقفين لم يلتقيا” وفق المعشر.

وحول ملف تهجير الفلسطينيين؛ يرى المعشر أن الإدارة الأميركية ليست مع التهجير، ولكنها قد تكاد تكون مقتنعة أن هذا ما تسعى له إسرائيل.

“كنا نقول في الماضي، إن التهجير الجماعي من الماضي والعالم لن يقبل بهذا الكلام، لكن بعد الأزمة السورية والحرب الروسية الأوكرانية شاهدنا الملايين هجرت من أوكرانيا ومن سوريا والعالم قبل بهذا الكلام، إذا لا نستطيع أن نقول إن سيناريو التهجير سيناريو غير واقعي؛ بل هو سيناريو واقعي بالنسبة للدولة الإسرائيلية العنصرية والتهجير بالنسبة لهم بإرسال الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، ومن الضفة إلى الأردن بهذا الوضوح وهذه البساطة” بحسب المعشر.

وقال المعشر: “الإدارة الأميركية تدرك أن التهجير سيضر بحلفائها في الأردن ومصر”.

“الرواية الإسرائيلية التي تقول، إنه ليس لي من خيار آخر، إن كنت أريد القضاء على حماس إلا قصف المدنيين، وللأسف هذه الرواية تجابه بالتصديق وبالقبول في المجتمعات الغربية، وبالأخص في الإدارة الأميركية الحالية” بحسب المعشر.

وحول المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم قال المعشر: ” بدأنا نرى اليوم مظاهرات كبيرة جدا في عدد من العواصم الأوروبية، ويوم أمس المظاهرة التي خرجت في واشنطن أمام الكونغرس كانت أكبر مظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة”.

ويرى المعشر أن المظاهرات حول العالم وفي واشنطن لم تؤثر للآن بشكل آني، ولكنها ستؤثر على المدى المتوسط والطويل دون شك؛ لأن الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي الأميركي مؤيد للقضية الفلسطينية، ويتعاظم ولكنه لم يصل بعد لكتلة حرجة تمكنه من عكس القرار الأميركي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

“أعتقد أنه بعد 5 أو 10 أو 15 سنة الجناح الديمقراطي سيتمكن من تغيير القرار الأميركي” بحسب المعشر.

وحول معركة طوفان الأقصى التي بدأت في 7 تشرين أول 2023 قال المعشر، إنه “بعد عملية حماس في 7 تشرين أول لا يوجد إسرائيلي مطمئن على حياته”.

وتابع: “السؤال اليوم هل سيترجم ذلك الخوف إلى ازدياد عدد المتظاهرين الذين يريدون إسقاط نتنياهو؟ “.

ويرى المعشر أن الإسرائيليين أصبحوا أكثر تشددا بالنسبة للقضية الفلسطينية، وليسوا أكثر مرونة بعد معركة “طوفان الأقصى”.

ولفت إلى أن الائتلاف الحكومي الحالي في إسرائيل لا يريد الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة.

وشدد على أن الأردن يفعل كل ما يستطيع والأولوية الأولى له هي وقف الحرب بشكل دائم، وليس هدنة مؤقتة.

وقال، إن الأردن ومصر لديهما مصالح تحتم عليهما أن يكون لديهما جهد مباشر وقوي لحل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني ليس على التراب الأردني أو المصري.

وحول اتفاقيات السلام بين دول عربية وإسرائيل قال، إن “الولايات المتحدة اختزلت العملية السلمية في الاتفاقيات الإبراهيمية وأرادت أن توقع أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات التطبيعية ربما هذا يخلق جوا من السلام الإقليمي الذي يساعد في المستقبل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وقال: “إن أي طرح لا يعالج موضوع الاحتلال الإسرائيلي لن يسير معه أحد”.

ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 9770 شهيدا، منهم 4800 طفل، و2550 سيدة، إضافة إلى إصابة 24 ألف فلسطيني بجراح مختلفة؛ وفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.