شهدت أروقة إجتماعات إتحاد البريد العالمي سجالا حادا بين الوفد الاردني ووفد إسرائيل، على خلفية مطالبة الوفد الاردني للاتحاد بضرورة تقديم الدعم اللازم لفلسطين وضمن كافة الامكانيات المتاحة له وحسب قوانين الاتحاد ودستورالاتحاد والذي أكدت عليه قرارات مجلس الادارة، حتى تتمكن فلسطين من إستعادة الشبكة البريدية التابعة لها ، مذكرا بالقرارات التي إتخذها الاتحاد سابقا في تعامله مع أوضاع الدول التي تعاني من أزمات أو حروب أو ظروف استثنائية ،خاصة ما تم اقراره في الاجتماع السابق لمجلس الادارة لصالح دعم أوكرانيا، الامر الذي أعترض عليه المندوب الاسرائيلي مطالبا بإدانة ما قامت به حركة حماس ومشيرا الى مقتل 1400 اسرائيلي .

وردا على ذلك قال رئيس مجلس إدارة شركة البريد الاردني سامي كامل الداوود رئيس الوفد الاردني المشارك بإجتماعات إتحاد البريد العالمي في العاصمة السويسرية “نحن لا نريد أن ندخل في مهاترات لكن أود أن أشيرالى الظروف الصعبة التي نعيشها حاليا في المنطقة العربية وخصوصا في فلسطين الحبيبة بسبب العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزه ،والذي استهدف ويستهدف الابرياء والمدنيين والاطفال ،وكان أخرها صباح اليوم الجمعة عندما تم قصف مستشفى الشفاء حيث شاهدنا صورا صادمة لعمليات القتل التي وقعت نتيجة استهداف الجيش الاسرائيلي للمواطنين الجرحى والمرضى أمام مبنى العيادات الخارجية في مستشقى الشفاء.

وأضاف الداوود في رده قائلا : لا أعرف اذا كانت العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء لها علاقة بحماس، ولا أعرف اذا كانت البنية التحتية التي تم تدميرها بالكامل ومكاتب البريد التي تم أيضا تدميرها لها علاقة بحماس ، مضيفا إن غزة اليوم واهل غزه مقطوعين عن العالم حتى لا يمكن وصول المساعدات الانسانية لهم وليس فقط البريد، والذي نأمل أن نجد السبل والطرق لايصال بريدهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي للبريد في غزة وفلسطين بشكل عام قريبا حتى لا يكون إتحاد البريد العالمي صاحب إزدواجية بالمواقف ، لذلك يجب أن يأخذ قرارا بتقديم الدعم اللازم للبريد الفلسطيني حتى يتمكن من إستعادة الشبكة البريدية الخاصة به، مؤكدا مرة اخرى على ان مداخلة المندوب الاسرائيلي هي محاولة لتسيس اجتماعات اتحاد البريد العالمي.

وقال الداوود في مداخلته، مرة أخرى نذكر أننا لانريد أن ندخل بمهاترات سياسية ،لكن وبما أن المندوب الاسرائيلي يريد أن يحول إجتماعنا عن اهدافه الاساسية وخاصة ما يتعلق بمطلبنا بضرورة اصدار قرار يدعم البريد الفلسطيني ليعاود تقديم خدماته لاهل فلسطين ، فانني أود الردعلى مداخلة المندوب الاسرائيلي الثانية والتي يقول فيها انه تم قتل “1400 ” شخص على يد حماس ، لذلك اقول انه لابد ان لا ينسى المجتمع الدولي أن هناك” 14000″الف شهيد فلسطيني في غزة لغاية هذه اللحظه 70 % منهم من الاطفال ونحن نعرف جميعا أن لاعلاقة لهم بحماس او فتح او تنظيم فلسطيني أخر.

وأضاف الداوود متسائلا هل الكنائس مقر لحماس؟ وهل المساجد مقر لحماس ؟وهل المستشفيات والمدارس مقر لحماس ؟ وهنا أود أن اشيرالى أننا نتحدث بقضية مصيرية فالموضوع الذي يجب أن نركز عليه هوالعدالة والعداله فقط بتقديم المساعدة اللازمة لاهل غزة وللدولة الفلسطينية التي تتعرض من تاريخ 7 / 10 ولغاية هذه اللحظة الى قصف يومي بطائرات حربية واسلحة ثقيلة مقابل أسلحة خفيفة والعالم كله يعرف ذلك ويجب ان لا ننسى ان هناك 500 و13 الف فلسطيني عربي قتلوا لغاية يوم امس معظمهم من الاطفال والابرياء لاعلاقة لهم باي تنظيم وان فلسطين تقع منذ 75 عاما تحت الاحتلال الاسرائيلي وتحت القتل وتحت الاضطهاد وتحت الجوع وتحت العنصرية، وبالتالي لا نريد ولايريد الفلسطيني الا العدالة ونحن في الاتحاد علينا تقديم المساعدة اللازمة لفلسطين لامكانية ايصالهم بالعالم.

ويذكران البريد الاردني يشارك في اجتماعات مجلس ادارة اتحاد البريد العالمي في كل عام ،حيث تعقد هذه الاجتماعات بصفة دورية في مكتب اتحاد البريد العالمي بمشاركة كافة الدول الاعضاء في مجلس ادارة الاتحاد وتناقش اهم المسائل البريدية والتطورات في القطاع والقرارات المتعلقة بها.