أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، انفتاح بلاده على تبادل الخبرات وتعزيز الفرص الاستثمارية المتاحة في مجال الطاقة والثروة المعدنية ووضع كامل الإمكانيات تحت تصرف دولة قطر الشقيقة، معربا عن أمله في ارتفاع حجم المستويات الاستثمارية القطرية في قطاع الطاقة بالأردن، الذي يضم عددا كبيرا من الاستثمارات العربية بهذا الشأن.

ودعا الخرابشة، إلى تعزيز الجوانب الاستثمارية بين البلدين؛ لكونها تشكل فرصا مشتركة في هذا الجانب، مشيرا إلى الاستثمارات القطرية في مجال الطاقة بالأردن، وأبرزها محطة كهرباء شرق عمان، ومشروع توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية (مشروع شمس معان) الذي تنفذه شركة نبراس للطاقة، وهو استثمار قطري ياباني.

وأوضح أن تلك الاستثمارات، تعتبر من المشاريع الرائدة التي ينفذها الأردن بالشراكة مع القطاع الخاص، والتي ساعدت في تنوع خليط الطاقة والاعتماد على مصادر الطاقة المحلية المتمثلة بـ”الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”، منوها بوجود عشرات المشاريع المعنية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الأراضي الأردنية، فضلا عن محطات الطاقة التقليدية، آملا بالمزيد من الاستثمارات المتعلقة بهذا الشأن خلال الفترات المقبلة.

ومن جانب آخر، أشاد وزير الطاقة بالنجاح الكبير الذي حققته دولة قطر من خلال تنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وهي أول بطولة صديقة للبيئة ومحايدة للكربون، مما يسهم بتأسيس الأرضية الثابتة لتحقيق المزيد من النجاحات، مشددا على أهمية تقليل البصمة الكربونية في أي نشاط وفعالية، لا سيما وأنه خلال الفترات الماضية أقيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي استوعبت آلاف البشر، وخلفت تداعيات سلبية كبيرة على البيئة.

وشدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار قضية تخفيض الانبعاثات الكربونية لتحقيق آثار إيجابية في المراحل المقبلة وتجنب المخاطر الكارثية التي يسببها التغير المناخي، الذي بات اليوم حقيقة لا تحتمل التشكيك أو التأويل، مستبعدا مجابهة ظروف التغير المناخي من خلال إبقاء درجات حرارة الأرض بمعدل درجة ونصف أو عند معدل معين فقط؛ لكون هناك ضرورة قصوى لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيض الانبعاثات الكربونية.

وفي سياق آخر، أشار الدكتور صالح الخرابشة إلى أن الأردن يعمل على ملف التحول الطاقي، والتحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقات المتجددة، وزيادة مساهمة الطاقات المتجددة في خليط الطاقة، مضيفا أن هناك الكثير من الفرص المتاحة أمام الأردن في مجال الهيدروجين الأخضر الذي سيكون وقودا للمستقبل، منوها بوجود العديد من الشركات المختصة التي أعربت عن اهتمامها بالاستثمار في الهيدروجين الأخضر في الأردن.

كما كشف سعادته عن توقيع 3 مذكرات تفاهم في مجال الهيدروجين الأخضر مع عدة جهات أجنبية ومحلية مختلفة، ليشكل ذلك فرصة كبيرة للأردن خلال المراحل المقبلة، مؤكدا أن بلاده حققت نجاحات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وكان لها دور ريادي في تطوير هذا القطاع، فهناك 27 بالمئة من الكهرباء تنتج من مصادر متجددة، والعمل جار للمحافظة على هذا الإنجاز، وتحقيق المزيد من التطورات المرتبطة بمصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وعن قطاع الثروة المعدنية، أكد وزير الطاقة أن هذا القطاع يحظى باهتمام كبير وفق ما أكدت عليه رؤية التحديث الاقتصادي 2023 – 2033 التي أطلقها الأردن تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، مبينا أن وزارة الطاقة والثروة المعدنية وقعت 13 مذكرة تفاهم للتنقيب عن المعادن كالنحاس والذهب والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة والفوسفات والبوتاس الصخري، معربا عن أمله للوصول إلى مرحلة إنتاج المعادن التي تعتبر فرصا استثمارية تساهم بشكل كبير في عملية التحول الطاقي.

وفيما يتعلق بدعوة الجهات الخارجية للاستثمار في الأردن في مجال الهيدروجين الأخضر والأمونيا، لفت إلى أن الأردن عمل على تطوير قطاع الطاقة المتجددة ومعالجة التحديات بشكل مستمر، حيث تتم مراجعة وتطوير البيئة التنظيمية والتشريعية والعوامل المتاحة ووجود المواقع المهيئة للاستثمار والمناخ المطلوب، فالأردن يحظى بـ310 أيام مشمسة على مدار العام، فضلا عن معدل الإشعاع الشمسي المرتفع، إضافة إلى الكوادر البشرية المتخصصة.

وفي الإطار ذاته، أضاف أن هناك دراسات عالمية أدرجت الأردن ضمن أكثر ثلاثة مواقع بالعالم مناسبة لمشاريع الطاقة الشمسية، لافتا إلى أن وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن أعدت دراسة لواقع السوق لمعرفة التحديات والفرص التي تتواجد اليوم بكثرة، إضافة لإعداد الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، لمعرفة ما هو مطلوب سواء أكان من خلال تطوير البنى التحتية اللازمة، أو من خلال مشاريع “تحلية المياه لتوفير المياه المحلاة لمحطات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشاريع الطاقة المتجددة”، بجانب البنى التحتية المطلوبة لعملية النقل والتصدير.

وقال الخرابشة، إن جميع الحلقات مكتملة لتوفير البيئة المناسبة والميزة التنافسية لجميع الجهات الراغبة في الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر في المملكة، مؤكدا على مواصلة كافة الجهود؛ ليكون الأردن مركزا إقليميا لإنتاج الطاقة الخضراء.