مرايا – نظمت لجنة الحفاظ على الابنية التراثية في شعبة الهندسة المعمارية وبالتعاون مع متحف الاردن محاضرة لعالم الاثار العالمي الدكتور زيدان كفافي تحت عنوان “قتل البشر وتدمير الحجر – محو الذاكرة والهوية العربية في قطاع غزة”.
واكد مندوب نقيب المهندسين، عضو مجلس النقابة و رئيس شعبة الهندسة المعمارية المهندس عماد الدباس خلال كلمته على أن هذه الفعالية تأتي لتبرز أمام العالم أجمع ما يقوم به العدو الصهيوني من قتل وتهجير وتجويع وهدم للمنازل ولكل مقدرات الحياة في خطوة ترقى الى الابادة الجماعية لشعبنا الفلسطيني في غزة وفي كافة انحاء فلسطين .
وأشار الدباس الى الدور المميز الذي تقوم به الدولة الاردنية وعلى راسها الجهود الملكية في الدفاع عن الاشقاء في فلسطين، وأن الدفاع عن قضايا الامة هو جزء من عقيدة الهاشميين وهو عنوان مسيرة الوطن منذ تاسيسه.
وألمح الى أن الموقف الاردني يرتكز تاريخيا على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس حيث تؤكد السياسة الاردنية بقيادة جلالة الملك في كل مناسبة على الرابطة القوية دينياً وقومياً وتاريخياً للهاشميين بالقدس، وعلى مكانة هذه المدينة المقدسة لديهم، وهو ارتباط وثيق توارثه الهاشميين كابراً عن كابر.
وأوضح أن نقابة المهندسين الاردنيين جزء لا يتجزا من المقاومة وهي ترفع شعار المقاومة بالاعمار من خلال حملاتها السنوية لاعمار وتمكين المقدسيين في القدس من خلال حملة فلنشعل قناديل صمودها ، اضافة الى ان نقابة المهندسين تتراس اللجنة العليا للاعمار في فلسطين التي تضم نقابة المهندسين الاردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات الاردنية، حيث نظمت حملة بعنوان غزة معا ننصرها لجمع التبرعات و جمعت اكثر من 3 ملايين دينار وهي مستمرة في جمع التبرعات في كافة فروعها، كما شاركت النقابة في كافة الفعاليات التي ينظمها مجمع النقابات المهنية من مسيرات ووقفات احتجاجية وحملات لدعم صمود اهلنا في غزة وفلسطين.
من جانبه قال الدكتور زيدان كفافي خلال المحاضرة أن صراعنا مع الصهيونية على المكان ، فهم يعتمدون على القصة التوراتية بينما نعتمد نحن على القصة التاريخية، لذلك تقوم اسرائيل بقتل الانسان ومحو القصة التاريخية والاثرية من خلال تدمير الحجر والشجر بهدف محو الهوية العربية في قطاع غزة.
واستعرض المحاضر الحقب التاريخية التي تعاقبت على قطاع غزة وعرض لمحة تاريخية عن اهمية قطاع غزة عبر التاريخ، كما استعرض اهم الاثار الموجودة في القطاع، مبينا ان غزة لها جذور تاريخية عميقة.
كما بين المباني التاريخية وفنون العمارة التي استخدمها سكان غزة عبر العصور في بناء المساجد، والكنائس، والمدارس، والاسواق، وعرض صورا تبين الدمار الذي حل بها بعد العدوان الهمجي على القطاع. وبين انه تم تدمير اكثر من 200 موقع اثري و12 متحف اضافة الى المكتبات ومراكز التوثيق، ما يؤكد على ان هذا التدمير ممنهج ومخطط له لمحو الذاكرة والتاريخ والهوية ولقتل الانسان.
واكد المحاضر أن التراث الثقافي هو الهوية وأن الآثار هي وثائق سياسية وأن معرفة هذه الآثار وهذا التراث يعزز الانتماء، وبين ان ما تقوم به اسرائيل من تدمير للتراث هو تدمير للهوية العربية وهي جزء من التراث العالمي ، واكد المحاضر أن هذا التدمير هو مخالف لكل الاتفاقيات الخاصة بالمحافظة على التراث متسائلا عن دور المؤسسات الدولية مثل اليونسكو وجمعية التراث العالمي ، وجمعية المتاحف العالمية التي لم تحرك ساكنا عندما قامت اسرائيل بتدمير التراث الاثري الفلسطيني.
وكانت رئيسة لجنة الحفاظ على الابنية التراثية في شعبة الهندسة المعمارية المهندسة مرح خياط قد القت كلمة ترحيبية أكدت خلالها على أن المعاناة المستمرة في قطاع غزة المحتل هي أزمة إنسانية ملحة تتطلب اهتمام ومساهمة الجميع، وأنها قضية تتجاوز الحدود والانتماءات السياسية. وهي قضية صراع طال أمده وخلف عددا لا يحصى من الأرواح المحطمة، كما دمر تراثا ثقافيا غنيا ومميزا، لافتة الى أن الحفاظ على الهوية الثقافية من الضروريات الأساسية، فتراث غزة ليس مجرد طوب وقذائف هاون، بل هو شهادة على الذاكرة الجماعية والتطلعات لشعب يتم الإعتداء عليه في محاولة متعمدة لمحو الجذور التي تربطه بأرضه وماضيه.
وتبع المحاضرة حوار مع الحضور ادارته المهندسة لين فاخوري حيث تم التأكيد على ضرورة أن يكون للجامعات دور في توثيق المناطق التراثية ، وأن تعمل نقابة المهندسين بالتعاون مع الجهات المعنية على تشكيل لجنة متخصصة في توثيق ما دمره العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وحضر المحاضرة مدير متحف الاردن المهندس ايهاب عمارين، ورئيس وأعضاء مجلس شعبة الهندسة المعمارية وعدد من الاكاديميين من أقسام وكليات العمارة والتراث في الجامعات الأردنية.
وبعد انتهاء المحاضره اصطحب مدير المتحف الضيوف في جولة في المتحف حيث قدم شرحا تفصيليا عن موجودات المتحف والدور الذي يقوم به في الحفاظ على أثار الاردن والتعريف بتاريخها.