يحظى المتقاعدون العسكريون من نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمحاربين القدامى، باهتمام بالغ من جلالة الملك عبدالله الثاني لما قدموه من تضحيات كبيرة لحماية الوطن والدفاع عن حدوده وأمنه واستتقراره.

وجاء تأسيس الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين، في إطار الاهتمام الملكي بالمصابين من المتقاعدين العسكريين من مختلف تصنيفات القوات المسلحة والأجهزة الامنية والوفاء لهم، لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم والبرامج التأهيلية، بما يوازي التضحيات التي قدموها في سبيل الوطن.

وأكد سمو الأمير مرعد بن رعد، كبير الأمناء، رئيس الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين، أن فكرة إنشاء الهيئة جاء تقديرا لما بذله الأبطال من نشامى القوات المسلحة والاجهزة الأمنية والمحاربين القدامى من تضحيات في سبيل الوطن، وما بذلوه من جهد لحماية ورفعة وطنهم وأمنه.

وقال سموه، إن إنشاء الهيئة يعكس إرادة ملكية سامية للاهتمام والعناية بهذه الفئة من أبناء الوطن والوفاء لهم، مؤكدا أن الإنجازات التي حققتها الهيئة لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير الذي يقدمه جلالة الملك عبدالله الثاني باعتباره الجندي الأول، لتتمكن من القيام بدورها في رعاية المصابين العسكريين وتفقد أحوالهم.

وأضاف سموه، أن الهيئة تقدم خدماتها لجميع المصابين في الأجهزة الأمنية بمختلف تصنيفاتها، وتشمل كذلك كل من أصيبوا بإعاقات دائمة أو مؤقتة خلال الخدمة، مؤكدا سموه أن الهيئة تسعى لتقديم خدمات مميزة للمستفيدين توازي تضحياتهم وخدماتهم الجليلة بما يكفل تمكينهم وإعادة دمجهم في المجتمع.

وقال سموه إن الهيئة تقدم خدماتها حاليا لنحو 2300 منتفع، يحظون بمتابعة ملكية مستمرة لكافة أوضاعهم الصحية والمادية والمعنوية، مؤكدا أن الهيئة تؤمن بكل ثقة من خلال برامجها المتنوعة والدؤوبة لخدمة هذه الفئة المميزة، بأهمية ما تقوم به عمل وأنشطة في مجال تحسين نفسية المصاب العسكري ورفع معنوياته، إذ يتم ذلك من خلال برامج إعادة التأهيل والاتصال والتواصل المستمر مع المصاب.

وأضاف سموه أن الهيئة عملت بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية على افتتاح عدد من مكاتب الارتباط في مستشفيات الجنوب والوسط والشمال لاستقبال المصابين العسكريين وإيصال الخدمات اللازمة لهم.

وبين أن الخدمات المقدمة للمصابين العسكريين تشمل كذلك تنظيم رحلات ترفيهية ودينية كالحج العمرة، وتخصيص 30 وظيفة سنوية لأبنائهم بالتنسيق مع ديوان الخدمة، وعقد دورات تأهيلية وتخصيص مساعدات مالية وأجهزة طبية وكهربائية.

وقال سموه إن الخدمات تشمل كذلك تقديم دعم معنوي ومادي حسب شدة الإصابة لكل مصاب، مع التركيز على النشاطات الرياضية التي بدأت تفتح آفاقاً جديدة للمصابين بعد النتائج التي حققوها من خلال مشاركتهم بدورة الألعاب الرياضية للمصابين العسكريين “ألعاب إنفكتوس ” باعتبارهم المنتخب العربي الوحيد الذي يشارك في هذه الألعاب وحقق نتائج مميزة.

وكشف سموه عن توجه الهيئة إلى تنفيذ مشاريع استثمارية تحقق عوائد مادية تمكنها من توسيع قاعدة نشاطاتها، إذ نفذت الهيئة وبدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، مشروعا استثماريا في العقبة، إلى جانب تخصيص وحدات زراعية في الأغوار للاستثمار ومشروع قاعات الحفلات في الزرقاء.

وتابع سموه، أنه لتواجد المصابين العسكريين في مناطق المملكة كافة، فإن جل نشاطات الهيئة تتميز بأنها ميدانية، إذ يتم على هذا الأساس إيفاد الباحثين الاجتماعيين في الهيئة يوميا وعلى مدار الأسبوع لعمل زيارات ميدانية لمنازل المصابين المنتسبين للهيئة، وإجراء تقييم مستمر لحالاتهم ومـا يسـتجد عليهم من أمور صحية واجتماعية واقتصادية.

وقال سموه، إنه في ضوء هذه الزيارات يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشان المصابين العكسريين حسب كل حالة، مبينا أن الهيئة وفي هذا الإطار تولدت لديها فكرة إيجاد مكاتب ارتباط داخل المستشفيات العسكرية في مناطق المملكة كافة لتكون حلقة وصل بين الهيئة والمصاب العسكري كل في مكان سكنه.

وأكد أنه وانطلاقا من أهمية دور هذه المنهجية في العمل، تمكنـت الهيئة من بناء قاعدة معلومات حديثة ومتطورة تحتوي على أحدث المعلومات حول حالة المصاب العسكري، بما يمكن من تقديم أفضل الخدمات له وخلال فترات زمنية قصيرة نسبيا.

وأوضح سموه أن الهيئة تقدم خدماتها للمصابين العسكريين من خلال كوادر بشرية مؤهلة وراغبة وقادرة، في وقت تحرص فيه على تسخير جميع الموارد والإمكانات المتاحة للوصول إلى درجات عالية من الرضا ضمن منظومة قيمية وقانونية.

وأكد سمو أن الهيئة ماضية بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني، في إيلاء المصابين العسكريين كل الدعم والرعاية والاهتمام، وتتطلع إلى توسيع خدماتها وتنويعها، بما يوفي المصاب العسكري حقه، ويقدر دوره وما قدمه من تضحيات للوطن.

وأوضح سموه أن عمل الهيئة واجه في السابق بعض الصعوبات في ظل عدم وجود قاعدة معلومات كافية أو قاعدة بيانات توضح بشكل مفصل عدد المصابين، وأماكن سكنهم، ونوع إصابتهم، وطبيعة الخدمات التي يريدونها، وعدم وجود أي مؤسسة وطنية تعنى بالمصابين.

وتعد الهيئة، الخلف القانوني والواقعي للجمعية الهاشمية الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة من العسكريين، التي تأسست عام 1997، إذ صدرت الإرادة الملكية السامية في السادس عشر من شهر نيسان عام 2008، بتحويلها إلى هيئة حكومية مستقلة ذات شخصية اعتبارية تعنى برعاية المصابين العسكريين.