مرايا –
بدأت تتدفق الى السوق القطري خلال الأيام القليلة الماضية، أصناف جديدة من السلع والمنتجات الاستهلاكية والغذائية المنتجة في الأردن، فضلا عن قيام العديد من التجار والمستوردين القطريين بتعزيز واردات سلع غذائية أخرى، وذلك في إطار استعدادات قطر لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يتضاعف خلاله حجم الطلب على الاستهلاك الغذائي بمعدلات كبيرة لا تشهدها عادة أشهر السنة الأخرى.
وتتركز هذه السلع والمنتجات على أنواع معينة يرتبط استهلاكها بشكل أكبر بالشهر الفضيل، مثل التمور و البهارات والحبوب والبقوليات و العصائر المركزة وغيرها من بعض أنواع الخضار والفاكهة التي اعتاد السوق القطري على استيرادها من الأردن بشكل خاص.
وقال تجار مواد غذائية ومستوردو سلع استهلاكية في السوق القطري، إنهم يحرصون قبل بداية شهر رمضان المبارك من كل عام، على زيادة معدلات استيراد هذه السلع من أجل توفير كميات إضافية منها تكفي ارتفاع الطلب الذي تشهده الأسواق المحلية خلال الشهر الفضيل، وخاصة خلال الفترة التي تسبق حلول رمضان وخلال الأسبوع الأول من بدايته.
وأشار تاجر المواد الغذائية القطري، أحمد النعمة، إلى أن المستهلكين على اختلافهم في السوق القطري، اعتادوا كثيرا على المنتجات الغذائية المستوردة من الأردن، وأصبحت شريحة كبيرة من هؤلاء المستهلكين، تفضل تلك المنتجات على غيرها، لأنها تصل قطر طازجة وهذا أهم شيء بالنظر إلى عامل القرب الجغرافي، فضلا عن الجودة العالية والأسعار التي تناسب مستويات دخل أغلب شرائح المستهلكين في قطر.
وأضاف النعمة أن السوق القطري يزخر بمنتجات مختلف أصناف الخضار والفاكهة الأردنية طيلة أيام السنة، لكن خلال شهر رمضان المبارك بشكل خاص، يتحتم علينا زيادة معدلات الاستيراد من هذه المنتجات نظرا للنزعة الاستهلاكية التي أصبحت تلازم هذا الشهر.
وتستورد قطر معظم استهلاكها من الخضار والفاكهة من الأردن، ومن أبرز الأصناف التي يتم استيرادها، الخيار والقرنبيط والباذنجان والكوسا والطماطم والبطيخ والشمام والفلفل بأنواعه، والبطاطا، والفول الأخضر، والمشمش، والملفوف، والقرنبيط، والخوخ، والورقيات بكافة أنواعها مثل النعنع والكزبرة، والبقدونس والبصل الأخضر وورق العنب.
كما تستورد ، الكثير من المنتجات والسلع الغذائية الأخرى مثل المعلبات والبهارات واللحوم المصنعة ومشتقاتها، واللحوم المجمدة والحبوب والبقوليات والمكسرات والألبان والزيتون وزيت الزيتون، والسمنة والأعشاب والعسل والحلويات والكعك بأنواعه، فضلا عن التمور والخراف الحية.
وقال علي الملا الذي يدير شركة لاستيراد التمور في الدوحة، إنه يقوم في كل عام وخلال الأيام القليلة التي تسبق حلول شهر رمضان المبارك، بالتعاقد على استيراد كميات إضافية من التمور الأردنية بمختلف أصنافها لتلبية ارتفاع الطلب الكبير خلال الشهر الفضيل، لافتا إلى أن السواد الأعظم من المستهلكين في السوق القطري، باتوا يفضلون تمر “المجدول” الذي يتميز به الأردن عن غيره من الإنتاج المماثل في بعض الدول الأخرى.
وأوضح الملا أن حجم استهلاك قطر من التمور الأردنية بمختلف أصنافها يبلغ بشكل عام نحو 12 طنا شهريا، يزيد أو ينقص بقليل، لكن خلال شهر رمضان، يقفز الاستهلاك بشكل ملحوظ إلى أكثر من 20 طنا وأحيانا إلى الضِعف.
وأشار تاجر مواد غذائية آخر يدعى ناصر الشيب، إلى أن حجم استهلاك قطر من الخضار والفاكهة يوميا، يتجاوز حاليا نحو 1000 طن يوميا، وهو ما يغطي نحو 50 بالمئة فقط من حاجة الاستهلاك المحلي، مضيفا ” يأتي اعتماد السوق القطري في جانب كبير من تلبية احتياجاته من الخضار والفاكهة، على الإنتاج الأردني، الذي أصبح من أهم وأبرز مصادر التوريد لقطر وبالأخص خلال الشهر الفضيل، نظرا لما تتميز بها المنتجات الأردنية من هذه الأصناف بالجودة العالية والنوعية الممتازة، والأسعار المعقولة بالمقارنة مع أسعار المنتجات المثيلة المستوردة من أسواق بعيدة “.
وأضاف الشيب أن السوق الأردني يبقى دائما الخيار الأنسب لتلبية حاجة قطر من منتجات الخضار والفاكهة نظرا لعدة عوامل، من أبرزها العامل الجغرافي، حيث لا يبعد الأردن كثيرا عن قطر، ما يجعل هذه المنتجات تصل السوق القطري طازجة، بالإضافة إلى عامل التكلفة، حيث إن أسعارها مهما ارتفعت، تبقى في متناول شريحة كبيرة من المستهلكين في السوق القطري، علاوة على أن هذه المنتجات تتميز بجودتها العالية خاصة إذا ما قورنت بالمنتجات المماثلة التي تستوردها قطر من مختلف دول المنطقة، موضحا ان هذه المنتجات تنافس العديد من الأصناف الأخرى المستوردة من الأسواق الأميركية والأوروبية.