يجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة الخميس، مع وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والسعودية ووزيرة التعاون الدولي الإماراتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لبحث عملية السلام ووقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وبدأ بلينكن جولة في الشرق الأوسط الأربعاء، بإجراء محادثات في السعودية على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب غزة، وسط أجواء يتفاقم فيها التوتر في علاقة واشنطن مع حليفتها إسرائيل.
وفي قطاع غزة حيث يتفشى الجوع وتبددت الآمال في وقف إطلاق النار مع مرور عشرة أيام من شهر رمضان، تحدث سكان مدينة غزة في شمال القطاع عن أعنف قتال منذ شهور حول مجمع الشفاء الطبي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تصاعد القتال في المناطق الشمالية من غزة التي سيطرت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر من الحرب، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي الذي كان في السابق أكبر مستشفى في القطاع، وهو الآن واحد من مستشفيات قليلة تعمل ولو بشكل جزئي في الشمال.
وقالت أمل (27 عاما) التي تعيش على بعد كيلومتر واحد من المجمع لرويترز، عبر تطبيق تراسل “نعيش ظروفا مروعة مماثلة لما كانت عليه عندما داهمت القوات الإسرائيلية مدينة غزة لأول مرة، أصوات الانفجارات والقصف الإسرائيلي للمنازل بلا توقف”.
وقال هرتسي هاليفي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، إن القوات تستهدف قادة حماس الذين قال إنهم كانوا في مجمع المستشفى.
وذكر في مقطع مصور بثه الجيش الإسرائيلي “هذا مهم جدا جدا للضغط على حماس، وهو مهم جدا كذلك للضغط في المفاوضات”.
ورفض نتنياهو الثلاثاء، دعوة بايدن للتراجع عن خطط الاجتياح البري لمدينة رفح عند الطرف الجنوبي من غزة والتي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال نتنياهو للمشرعين إنه قال لبايدن “بكل وضوح” في اتصال هاتفي “إننا عازمون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح، ولا سبيل لذلك إلا بالهجوم البري”.
وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقل كبير لمقاتلي حماس. فيما تقول واشنطن إن أي هجوم بري هناك سيكون “خطأ” وسيسبب ضررا كبيرا للمدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن أحد أهداف بلينكن هو مناقشة سُبل هزيمة حماس مع القادة الإسرائيليين “بما في ذلك في رفح، بطريقة تحمي السكان المدنيين ولا تعيق إيصال المساعدات الإنسانية وتعزز الأمن العام لإسرائيل”.
ولم يعد أمام أكثر من مليون من سكان غزة، أمرتهم القوات الإسرائيلية المتوغلة بالنزوح إلى رفح في وقت سابق من الحرب، مكانا آخر يفرون إليه. وتقول إسرائيل إن لديها خطة لإجلائهم.
توتر
بدأت الحرب بعد عملية السابع من تشرين الأول الماضي، وتقول السلطات الصحية في غزة؛ إنه تأكد استشهاد نحو 32 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين كما يُخشى أن يكون هناك آلاف الشهداء تحت الأنقاض.
وتصاعد التوتر على الملأ بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو في ظل إصرار إسرائيل على المضي في هجومها ووسط تفشي الأمراض والجوع في غزة.
وفي الأسبوع الماضي، دعا تشاك شومر زعيم كتلة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن في مجلس الشيوخ وأعلى مسؤول يهودي أميركي منتخب، الإسرائيليين إلى استبدال نتنياهو. ووصف بايدن ذلك بأنه “خطاب جيد”، فيما وصفه نتنياهو بأنه “غير لائق”.
ويعزز نتنياهو تحالفه مع خصوم بايدن السياسيين في الولايات المتحدة خلال عام الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وألقى نتنياهو الأربعاء، كلمة لأعضاء جمهوريين من مجلس الشيوخ الأميركي عبر رابط فيديو، ثم تلقى أسئلة منهم.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل للصحفيين بعد ذلك “أوضحت له أنه لا شأن للولايات المتحدة لتقديم المشورة لحليف ديمقراطي بشأن موعد إجراء انتخابات أو نوع الحملة العسكرية التي قد يشنها” الحليف.
واستؤنفت محادثات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في قطر بعدما رفضت إسرائيل اقتراحا مضادا من حماس الأسبوع الماضي. ويناقش الجانبان هدنة مدتها نحو ستة أسابيع تفرج خلالها حماس عن نحو 40 محتجزا مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
والمحادثات مستمرة منذ أشهر بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكن لا تزال هناك خلافات بشأن مرحلة ما بعد الهدنة. وتقول حماس إنها لن تطلق سراح المحتجزين إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها ستناقش هدنة مؤقتة فقط.
وقال أسامة حمدان المسؤول البارز في حركة حماس في مؤتمر صحفي ببيروت، إن إسرائيل تراجعت في ردها على أحدث مقترح من الحركة لوقف إطلاق النار عن بنود وافقت عليها من قبل.
وحذر المرصد الدولي للجوع الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة هذا الأسبوع من موت أعداد كبيرة بسبب المجاعة في غزة إذا لم يُعلن وقف إطلاق النار على الفور.
وكتب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأربعاء، على منصة إكس “سيصبح الحصار والجوع والأمراض قريبا القاتل الرئيسي في غزة”.
وأضاف “ما زال من الممكن تغيير هذا المستوى المختلق والكارثي من الجوع عن طريق إغراق غزة بالغذاء والمساعدات المنقذة للحياة. الإنسانية في حاجة للإرادة السياسية أكثر من أي وقت مضى”.
وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول المواد الغذائية عبر المزيد من الطرق البرية والبحرية والجوية، وتلقي بمسؤولية عدم توزيعها على وكالات الإغاثة. وتقول الوكالات إنه يتعين على إسرائيل أن توفر سبلا أفضل لإيصال وتأمين المساعدات.