قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء، إن حزبه وإيران “ملزمان بالرد” على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقائد عمليات حزبه في جنوب لبنان فؤاد شكر، مؤكداً المضي في هذا الخيار “أياً تكن العواقب”.

وجاء موقفه على وقع مخاوف من انزلاق التصعيد بين إيران وحلفائها من جهة بينهم حزب الله، وإسرائيل من جهة أخرى إلى مواجهة إقليمية، على وقع استمرار الحرب على غزة منذ 10 أشهر.

وفي كلمة ألقاها خلال حفل تأبين لشكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أوضح نصرالله أن إيران بعد اغتيال هنية “تجد نفسها ملزمة بالرد والعدو ينتظر بتهيب كبير وضياع” وأن حزب الله كذلك “يرى نفسه ملزماً بالرد” بعد اغتيال شكر.

وأضاف “ردنا آت، قويا مؤثراً فاعلاً “، مؤكداً أنه “وحدنا أو في إطار رد جامع لكامل المحور (محور المقاومة الذي تقوده طهران)، هذه معركة كبيرة ودم غال وعزيز واستهداف خطير لا يمكن أياً تكن العواقب أن تمر عليه المقاومة هكذا”.

واغتيل شكر مع مستشار إيراني كان برفقته إضافة إلى 5 مدنيين في ضربة استهدفت شقة الثلاثاء الماضي، في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد ساعات، تم إعلان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بـ “مقذوف قصير المدى” استهدف مقر إقامته في طهران، وفق الحرس الثوري الذي اتهم إسرائيل.

وإثر اغتيالهما، توعدت إيران وحلفاؤها بينهم حزب الله، بالرد على إسرائيل، التي أكدت بدورها استعدادها “هجومياً ودفاعياً”.

واعتبر نصرالله أن “الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب، هو جزء من الرد، هو جزء من المعركة”، مشيراً إلى أن “الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد (…) وهو من اعتدى على إيران”.

وفي موازاة تأكيد حرص حزبه على “شعبنا وبلدنا وعلى أمن بلدنا وعلى بنيته التحتية”، شدد على أنه “لا يمكن أن نُطالب من أحد، لا في لبنان ولا في خارج لبنان، أن نتصرف مع العدوان الذي حصل الثلاثاء الماضي على أنه عدوان طبيعي في سياق المعركة القائمة منذ عشرة أشهر”، منذ بدء التصعيد مع إسرائيل على وقع الحرب على غزة.

وقال نصرالله إن “المنطقة اليوم أمام مخاطر حقيقية”، موضحاً أن هدف المعركة “منع إسرائيل من الانتصار ومن القضاء على المقاومة الفلسطينية (…) لأنها لو وُفقت في هذا الهدف فالمنطقة كلها ستكون في خطر”.

وكانت إيران أكدت رغبتها في تجنب “تصعيد التوترات”، لكن مع تمسّكها بـ “حقها” في الرد و”ردع” إسرائيل التي تتهمها منذ أعوام بتنفيذ هجمات على أراضيها.

وعلى وقع ارتفاع منسوب التوتر، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل، مؤكدة في الوقت ذاته بذل جهود دبلوماسية لتجنب التصعيد.

وقال نصرالله في هذا السياق، “الأميركيون يقولون لإيران ولبنان والجميع انتظروا قليلاً وأعطونا القليل من الوقت لأننا نعمل من أجل وقف الحرب في غزة، ويسألوننا أليس هدفكم وقف الحرب في غزة؟”.

وتابع: “نعم الهدف وقف العدوان على غزة والحرب على الشعب الفلسطيني، لكن من يمكن أن يثق بالأميركيين بعد عشرة أشهر من الخداع والنفاق والكذب على كل المجتمع الدولي وشعوب العالم؟”.

وقضى 6 مقاتلين من حزب الله في ضربات إسرائيلية الثلاثاء على جنوب لبنان، وفق مصدر أمني لبناني، نعاهم الحزب لاحقاً. و5 من المقاتلين قضوا في ضربة استهدفت منزلاً في بلدة ميفدون.

وتبنى الحزب استهداف مواقع عسكرية عدة، بينها ثكنة كيلع “بعشرات صواريخ الكاتيوشا” رداً على “الاغتيال الذي نفذه العدو الاسرائيلي” في ميفدون.

وفي وقت سابق، أعلن الحزب استهداف ثكنة شراغا شمال مدينة عكا “بسرب من المسيرات الانقضاضية” رداً على مقتل أحد عناصره الاثنين، قالت إسرائيل إنه كان قائداً في وحدة الرضوان، قوات النخبة في حزب الله.