مرايا –
ثمنت فاعليات حزبية ونقابية ومؤسسات مجتمع مدني خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الثلاثاء، باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك في دورتها التاسعة والسبعين.
وقال المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، ولجان خدمات المخيمات والهيئات الاستشارية والفعاليات الشعبية، في بيان اليوم الأربعاء، إن خطاب جلالة الملك كان قويا وواضحا، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والجرائم التي ترتكب بحقه من قبل إسرائيل، والتقصير الواضح في إمكانية وصول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أشار جلالته إلى “أن الواجب الأخلاقي يحتم على المجتمع الدولي أن يتبنى آلية لحمايتهم في جميع الأراضي المحتلة، وتوفير الحماية للفلسطينيين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة”.
وأشار البيان إلى تأكيد جلالته في خطابه على أن فكرة الأردن كوطن بديل لن تتحقق أبدا، ولن يقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب، وأن التصعيد ليس من مصلحة أية دولة في المنطقة، ويتجلى ذلك بوضوح في التطورات الخطيرة في لبنان في الأيام القليلة الماضية.
وأشاد بدعوة جلالة الملك من أجل الانضمام إلى الأردن في فرض بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، كجهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها، وأن لا تكون المساعدات الإنسانية أداة حرب أبدا.
وأوضح البيان أن جلالة الملك الذي يحظى باحترام الجميع وضع أمام العالم معاناة شعوب المنطقة ورغبتهم الحقيقية بالسلام العادل الذي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني، ورفضهم التام لحصانة الاحتلال وتصرف قادته باعتبارهم فوق القانون الدولي، والذي لن يخدم أي فرصه للسلام في المنطقة.
من جانبه، قال حزب الأنصار الأردني، في بيان، إن جلالة الملك كان حازمًا وصريحًا في خطابه عندما خاطب إسرائيل بشكل مباشر، مطالبًا إياها باتخاذ خيار مصيري بين أن تعيش كدولة طبيعية، تحترم قواعد الديمقراطية والعدالة، وتتعايش بسلام مع جيرانها، أو أن تختار طريق العزلة والكراهية والانتقام، وهو ما تمارسه اليوم بقتل الأطفال والنساء، واستهداف عمال الإغاثة والصحفيين، وتدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية في غزة، ومنع دخول شاحنات الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.
وعبّر الحزب عن اعتزازه بهذا الخطاب الشجاع الذي يعكس موقف الأردن الرافض لكل أشكال الظلم والعدوان، مشيرا إلى أن جلالة الملك أكد بوضوح أن الأردن لن يقبل بأي حال من الأحوال بمقولة “الوطن البديل”، وأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو جريمة حرب لن يقبل بها الأردن، وسيظل داعمًا لحق العودة وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
و أثنى الحزب على دعوة جلالة الملك للمجتمع الدولي للوقوف في وجه هذه الفظائع، مؤكدًا أن غياب المساءلة الدولية جعل من الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية أمرًا اعتياديًا، وأن وحشية العدوان تجاوزت كل التصورات، حيث أصبحت إسرائيل تستخدم الغذاء والدواء كسلاح ضد المدنيين في غزة، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
وأكد الحزب دعمه الكامل لدعوة جلالة الملك لإنشاء بوابة دولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتأكيد على أن العرب لا زالوا يمدون أيديهم للسلام من خلال المبادرة العربية، التي تبقى على الطاولة رغم كل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، وأن جلالة الملك، بحديثه القوي، أعاد توجيه البوصلة نحو العدل والسلام، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتفعيل قرارات الشرعية الدولية، وأن على الأمم المتحدة أن تستعيد دورها المفقود في تحقيق العدالة، وحفظ الأمن والسلم الدوليين.
بدورها، أكدت المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء “رفاق السلاح “، الرديف للقوات المسلحة وقوفها التام خلف جلالة الملك عبدالله الثاني في مساعيه لوقف ماكنة الحرب الظالمة التي يتعرض لها قطاع غزة .
وأشادت، في بيان صحفي، بالجهود العظيمة التي يقوم بها جلالته لوقف الحرب والمجازر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل على قطاع غزة والتي طالما حذر منها جلالته عشرات المرات.
وقالت المؤسسة “نؤكد التفافنا حول القيادة الهاشمية في الدفاع عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين ووقف الحرب والمجازر التي تنتهك بحق المدنيين العزل والتي لا تمت للإنسانية بصلة، ونعبر عن تأييدنا الكامل للخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا فيه جميع دول العالم للانضمام إلى الجهود الدولية لفرض بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وعلى المجتمع الدولي تبني آلية لحماية الفلسطينيين”.
وأكدت التأييد المطلق لموقف جلالة الملك الرافض لأي تهجير قسري للفلسطينيين، والذي شدد على أن ذلك يعد جريمة حرب لا يمكن للعالم أن يقبلها بأي شكل من الأشكال.
وأضافت “نؤيد جلالته في رفضه القاطع لفكرة الوطن البديل، حيث إن الأردن كان وسيبقى داعماً رئيسياً لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعوة جلالته أن الحل الوحيد للعيش بكرامة وبعيداً عن العنف والخوف هو السلام العادل الذي يرتكز على القانون الدولي والعدالة والحقوق المتساوية والاعتراف المتبادل”.