مرايا – عقدت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج” فعالية “التقي مع المرشدين”، والتي استفاد منها ١٦ شركة ناشئة يمثلهم حوالي ٤٠ ريادي أعمال من خلال 4 مرشدين من أصحاب الخبرات الكبيرة في تنمية قطاع الاعمال وذلك في منصة امنية للأبداع “ذا تانك”.
وتأتي الفعالية التي نظمتها جمعية “انتاج” بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس مثنى غرايبة ضمن “مبادرة الألف ريادي التي أطلقتها مؤخرا لدعم منظومة ريادة الأعمال في الأردن بشكل عام ومؤسسي الشركات الناشئة بشكل خاص.
وتخلل الفعالية جلسة حوارية أدارها رئيس هيئة المديرين في جمعية “انتاج” الدكتور بشار حوامدة، حيث حاور فيها كل من الرئيس التنفيذي لشركة امنية المهندس زياد شطارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، والرئيس التنفيذي لصندوق دعم الريادة الأردني مُهاب مرار والمدير التنفيذي لدائرة الشركات الصغيرة والمتوسطة في بنك الاتحاد محمود بدوان.
وشكر الدكتور حوامدة المرشدين الذين بذلوا قصارى جهدهم مع الشركات الناشئة خلال هذه الفعالية ليث القاسم وسليم كرادشه وإميل قبيسي ونضال قناديلو مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه “انتاج” في إيجاد منصة حقيقية تدعم الرياديين لتمكينهم من رسم خطتهم بعناية وخطة نحو إنجاح مشاريعهم، معتبرا ان ريادة الاعمال بدأت تلقى رواجاً مع التحشيد الكبير الذي تقوم به جمعية “انتاج”.
وشدد على ان “انتاج” أصبحت مظلة حقيقية لتنمية ريادة الاعمال من خلال اطلاقها المجلس الأول لقادة الشركات الناشئة في المملكة ومنصة الكترونية خاصة بالشركات الناشئة الأردنية بالإضافة إلى منصة الكترونية تعتبر بوابة لترويج الملكيات الفكرية الخاصة بالبرمجيات الأردنية، معتبرا ان هذه المبادرات هي اللبنة الأساسية التي تقوم عليها ريادة الاعمال في المملكة.
وأعلن عن دعم “انتاج” الأفكار الريادية الحقيقية والتي تخدم السوق المحلي، مؤكدا على ان عقبة التمويل لن تكون جاثمة بعد اليوم امام أصحاب الأفكار الاصلية على أن تكون المشاريع تحتوي على قيمة مضافة ممزوجة بالابتكار والإبداع والفريق المؤهل.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، ان مؤسسة عبد الحميد شومان لا يقتصر دعمها على البحث العملي والثقافة ولكن تقوم بدعم مؤسسات وافراد للوصول الى أكبر شريحة مستفيدة، مشيرة الى ان المؤسسة انشأت صندوق لدعم المشاريع الثقافية، بالإضافة لصندوق البحث العملي الموجود من عام 1999.
وتطرقت الى ان المؤسسة تقوم بدعم محاور الادب والفنون والفكر القيادي والابتكار المجتمعي، مبينة ان الدعم يتم وفق تقييم شامل لتلك المحاور، حيث تدخل المؤسسة في المشاريع كداعمين وليست كمستثمرين، اذ ان الأفكار والمحاور التي يتم دعمها تخضع لمراحل طويلة ومتابعة مستمرة.
وأكدت على ان المؤسسة تدعم الأفكار حتى تعزز مفهوم الاستدامة، فيما أطلقت المؤسسة مؤخرا مسابقة تختص في الابتكار، موضحة ان المؤسسة دعمت خلال أربع سنوات نحو 50 مشروعا في الأردن وفلسطين.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة امنية المهندس زيادة شطارة، على أهمية إعطاء الشركات الناشئة الفرصة في التوجيه والإرشاد، معتقدا ان الجزء الكبير في إيجاد فرص عمل وتنمية الاقتصادية يأتي من خلال دعم هذه الفئة.
وأشار الى ان معدل البطالة في الأردن وصل الى 18 بالمئة، مشددا على ان منع زيادة هذه المعدل يُحتم توليد 300 ألف فرصة عمل.
وتابع ان هذه الرقم كبير جدا ولا يمكن حل هذه المشكلة الا من خلال دعم الشركات الناشئة وتطوير فكرة ريادة في الأردن.
وأضاف ان شركة امنية وقعت مذكرة تفاهم مع مسرّع الشركات التقنية BRINC ومقره البحرين لتعزيز استفادة الشركات الناشئة والرياديين الأردنيين من الخدمات المختلفة التي توفرها باحتضان المشاريع وتسريعها والاستثمار بها، حيث ستتمكن The Tank من إرسال رواد الأعمال والشركات الناشئة المنضوية تحت برنامج دعم الريادة والابتكار في “إنترنت الأشياء” إلى البحرين للاستفادة من الخبرات والبرامج التي يقدمها مسرّع الأعمال BRINC وفي الوقت نفسه، دعم روابط العمل المشترك وخلق فرصة للترويج والتسويق بين The Tank وBRINC.
وأشار الى ان دعم ريادة الاعمال لا يتداخل مطلقا مع المسؤولية الاجتماعية التي تقدمها شركة امنية.
الى ذلك، قال مدير عام شركة الصندوق الأردني للريادة مهاب مُرّار أن الصندوق هو عبارة عن مصدر جديد لتقديم التمويل وراس المال المغامر للمشاريع والأفكار الريادية، ويهدف لدعم الشركات الناشئة والمبتكرة والشركات الصغيرة والمتوسطة لتحفيز نموها وتطوير أعمالها، بالإضافة الى الاستثمار بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الاستثمار المشترك مع صناديق الاستثمار القائمة والمشاريع التي سيتم انشاؤها واستقطابها في المستقبل للمملكة.
وأشار مُرّار ان الشركة سوف تقوم بالعمل على الترابط والترويج مع منظومة بيئة الاعمال الداخلية والإقليمية والدولية لتوفير الدعم لرواد الاعمال من خلال البرامج الرامية لتجهيز إمكانيات الريادين مثل حاضنات ومسرعات الأعمال والبرامج التدريبية المختلفة لتعزيز جاهزية الاستثمار وكيفية تطوير إدارة الاعمال والمجالات الاخرى.
ونوه الى ان الصندوق يهدف إلى زيادة اعداد الرياديين من خلال دعم هذا النوع من المشاريع ونشر ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الإبداع والابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية، منوها الى ان شركة الصندوق الاردني للريادة القائم على برنامج البنك الدولي يمثل استثماراً بقيمة 98 مليون دولار، موزعة بين 50 مليون دولار ممولة من البنك الدولي و48 مليون دولار من البنك المركزي.
ومن جهتهم، قال رئيس إدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة في بنك الاتحاد محمود بدوان، ان السوق المحلي شهد تغييرات واسعة على قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال 5 سنوات الماضية، مبينا ان الاختلاف يكمن حاليا في تقديم الحلول المصرفية بناءً على فهم نشاط العميل ودراسة احتياجاته بناءً على التدفقات النقدية للشركة ودراسة المشروع وعدم الاعتماد بشكل أساسي على الضمانات التقليدية.
ونوه بدوان الى أهمية بناء علاقة الشركة الناشئة مع البنك منذ تأسيس الفكرة والبدء في تطويرها ليكون البنك مستشاراً لهم لتقديم الحلول المناسبة سواء كانت مالية او غير مالية، مشيرا الى انه كجزء من الخدمات غير المالية، قام بنك الاتحاد مؤخراً بإطلاق منصة “أكسِليريت المشاريع الصغيرة والمتوسطة الأردن” بالتعاون مع “تومسون رويترز، وهي بمثابة بوابة رقمية متكاملة للوصول إلى منظومة الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة؛ حيث تزوّد الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة بمجموعة شاملة من الموارد والخدمات وحلول التمويل المصممة خصيصاً لدعم تلك الشركات وتمكينها من تحقيق أهدافها على صعيد الأعمال.
وأشار الى ان بنك الاتحاد وقع مؤخراً اتفاقية مع الشركة الأردنية لضمان القروض لرفع سقف التمويل للشركات الناشئة ليصل الى 250 ألف دينار بدلاً من 100 ألف دينار ليتمكن من تقديم الدعم لشريحة أكبر من رواد الأعمال وتلبية احتياجاتهم التمويلية.