مرايا – عمر كلاب – الدولة بمخازنها المتعددة ان العلاقة الاردنية – الامريكية تسير نحو الصدام الناعم , على شدة التحرشات الخشنة التي تقوم بها الادارة الامريكية حيال الاردن , مدفوعة طبعا بقرارات ليكودية يقودها رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو , الذي يحمّل سياسة الاردن والملك عبدالله الثاني شخصيا وزر فشله في الانتخابات الثانية وعجزه تاليا عن تشكيل الحكومة , بعد ان اسهم الاردن بشكل مباشر في توحيد القائمة العربية لانتخابات الكنيست عبر صديق الاردن المقرب النائب في الكنيست احمد الطيبي , واكدت مصادر ديبلوماسية غربية هذا الامر كما نقلت مصادر عربية للانباط .
الاتهامات الصهيونية للملك عبدالله تجد تأكيدات امريكية وتحديدا من وزارة الخارجية الامريكية التي أكدت ان الاردن كان لاعبا اساس في تصليب الموقف الاوروبي حيال ادانة الاستيطان وانعاش وكالة الغوث , واكدت مصادر غربية ان وزارة الخارجية الامريكية رفعت تقريرا ساخنا للرئيس ترامب عن الدور الاردني في هذين الملفين بل وتأثيره سابقا على تصريحات لوزير الخارجية جون كيري قال فيها ان المستوطنات بما فيها مستوطنات القدس الشرقية مخالفة للقانون الدولي , واستمر الحال كذلك مع اول وزير خارجية في عهد ترامب ريكس تيلرسون , قبل ان يحقق الصهيوني المتشدد والذي يشغل منصب السفير الامريكي في الكيان ديفيد فريدمان احلام اليمين بشرعنة الاستيطان مما دفع نتنياهو الى التصريح بأن قرار واشنطن وتصريحات مايك بومبيو وزير خارجية واشنطن بالغاء تصريحات كيري , تصويب لخطأ تاريخي وقبل ذلك اسقط فريدمان تعبير ” الاراضي المحتلة ” من قاموس الخارجية الامريكية .
تصريحات اركان الادارة الامريكية المتصهينة وخطوات نتنياهو بالبدء في ضم اراضي الغور تأتي كلها مستبقة لزيارة غير سياسية في تعريفها المعلن للملك عبدالله الى الولايات المتحدة لاستلام جائزة , لكنها بالقطع لن تتوقف – اي الزيارة – عند حدود ذلك , فالملك يمتلك مفاتيحا في الكونجرس الامريكي , ومسنود بموقف اوروبي قوي جرى التعبير عنه امس برفض الاستيطان , وموقف كندي لم يعد منحازا لدولة الكيان كما السابق , وهذا يعزز موقف الاردن نسبيا امام ادارة ترامب , بعد ما يشبه الخذلان العربي للموقف الاردني والفلسطيني في مواجهة اجراءات نتنياهو المدعومة من ترامب في تنفيذ صفقة القرن على الارض كما يقول السياسي المخضرم عدنان ابو عودة .
صفقة القرن بالمعيار الاجرائي دخلت حيز التنفيذ على الارض , وسط صمت عربي ودعم امريكي , مما يصعّب الموقف الاردني كثيرا , ويجعله في صدام حياتي , اذا ما قامت الادارة الامريكية بوقف دعمها المالي للاردن , لمزيد من الضغط , وقطعا لا يمكن قراءة حالة الهذيان المسعورة التي تقوم بها ما يجري تسميته بالمعارضة الخارجية خارج سياق انتاج حالة من الضغط الداخلي عبر اثارة الفتن ومحاولة زعزعة يقين الاردنيين بدولتهم وقيادتهم , تمهيدا لانضاج المشروع الصهيوني في يهودية الدولة وتحميل الاردن كلفة ذلك اما بتهجير جديد للفلسطينيين من اراضي فلسطين التاريخية او بشن حرب كما يقول السياسي عدنان ابو عودة .
وسط هذه الاجواء , يسعى الاردن داخليا الى محاولة هضم الضغوطات وايجاد مخارج اقتصادية اولا وسياسية ثانيا , لكن محاولاته ما زالت تصطدم بواقع عربي صامت وذاتي وقدرة احتمال ضعيفة على المستوى الاقتصادي داخليا , لكنها قد تتحول في لحظة مجابهة الى صلابة معهودة ومجربة من الاردنيين كما حصل في 1990وما لحقه من ضغوطات , لذلك تسعى كل الدوائر الصهيوامريكية الى اضعاف البنية الداخلية وهزّ الثقة بالدولة عبر منظومة اشاعات مبرمجة تستند الى قليل من الحقيقة كثير من الكذب . الانباط