مرايا – أكد وزير النقل ووزير البلديات، المهندس وليد المصري، أهمية تطوير منظومة نقل متعدد الوسائط للمساهمة في إيجاد نظام يدعم الاقتصاد والمواطن في المملكة.
وأضاف المصري، خلال افتتاح المؤتمر الوطني الرابع للنقل متعدد الوسائط، الذي نظمته مؤسسة الياسمين للتدريب، أن ذلك يتطلب تنسيقا بين أنماط النقل وسلطاته المختلفة كافة.
وأشار المصري، بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى غرايبة ووزير النقل المصري هشام عرفات، إلى ضرورة التركيز على تحديات قطاع النقل وتخفيف الضغط على قطاع الطرق من خلال تقديم وسائل نقل جديدة لشحن البضائع كالسكك الحديدية وخطوط الأنابيب ومن خلال إعادة تنشيط النقل العام وتطوير ميناء العقبة وتطوير نظام المطارات ووضع إجراءات تنظيمية محكمة.
وأشار المصري إلى أن الحكومات تدرس مشاكل النقل منذ العام 2007، لكن الإنجاز منذ ذلك الوقت كان ضئيلا.
وأضاف المصري، خلال افتتاح المؤتمر، أن جزءا من الخطط التي وضعت منذ ذلك التاريخ أصبحت بحاجة لإعادة دراسة مرة أخرى، مبينا أن الجميع مسؤول عن ذلك من حكومة وقطاع خاص حتى البلديات داخل مناطقها.
وشدد المصري على أن مشروع السكك الحديدية سيزيد من طاقة الطرق الاستيعابية بتقليل عدد شاحنات المسافات الطويلة، مما يقلل الحاجة للاستثمار في الطرق وإعطاء أهمية أكبر للصيانة ومعايير تحسين السلامة للشبكات الموجودة بدلا من الاستثمار في طرق جديدة أو تحسينات كبرى، مؤكدا ضرورة التركيز على السلامة.
ومن جهته، أكد وزير النقل المصري، هشام عرفات، أهمية دخول القطاع الخاص في مشاريع النقل الكبرى لأن القطاع الحكومي وحده لا يستطيع تنفيذ هذه المشاريع.
واستعرض الوزير عرفات تجربة مصر في إدخال القطاع الخاص في مشاريع السكك الحديدية في السنوات الأخيرة بعد أن كان ذلك محظورا منذ إنشاء السكك الحديدية في مصر قبل أكثر من 100 عام.
وأشار عرفات إلى تقدم مصر في مؤشر التنافسية العالمية في البنود المتعلقة بقطاع النقل؛ حيث تقدمت في مجال الطرق من المرتبة 118 الى 75 في العام الحالي وفي مجال الموانئ من المرتبة 60 الى 40.
وفي مجال النقل البحري، تعمل الحكومة المصرية على تطوير أرصفة وموانئ كانت مهملة بالسابق وما يتعلق بالنقل السككي تعمل حاليا على تغيير قضبان قديمة مضى عليها عقود عدة، كما تعمل في القطاع نفسه على إدخال القطارات الكهربائية لاستغلال فائض الكهرباء لديها.
إلى ذلك، قال أمين عمان يوسف الشواربة “إن العاصمة تواجه واحدا من أكبر التحديات العالمية، وهي الازدحامات المرورية بسبب غياب منظومة نقل حقيقية تعمل على خدمة المواطنين”.
وأضاف أنه بناء على التوجيهات الملكية في هذا الخصوص تعمل الأمانة مع وزارة النقل على إعداد خطط تنفيذية ضمن برامج زمنية محددة لتحسين خدمة النقل وتحديدا نقل الركاب الذي يقع ضمن مسؤوليتها.
وقال “إن الأمانة تعمل ضمن 3 محاور رئيسية، أهمها رفع منظومة النقل العام في العاصمة عمان من خلال إدخال 286 حافلة جديدة تحت مظلة شركة مملوكة بالكامل للأمانة على مدى 3 سنوات من 2018 الى 2021 وفق أفضل المواصفات العالمية، بالإضافة إلى الإسراع في تحسين البنية التحتية للباص السريع مع نهاية 2020 وعطاء المشغل الواحد لباصات التردد السريع بين عمان والزرقاء من نهاية 2021 وتحديث الخطة الاستراتيجية للنقل العام من خلال المخطط الشمولي للأمانة”.
وأكد أنه مع نهاية العام 2021 ستكون لدى الأمانة منظومة نقل تعمل على خدمة المواطنين وتحل الأزمات المرورية في عمان.
ومن جهته، قال أمين عام وزارة النقل رئيس هيئة تنظيم النقل البري بالوكالة، المهندس أنمار الخصاونة، إنه بدون منظومة نقل منتظمة وحقيقية لن نستطيع حل مشاكل الازدحامات والحوادث.
وأضاف أن الأردن يقع ضمن معدل متوسط على مستوى العالم فيما يتعلق بعدد الحافلات مقارنة بعدد السكان؛ حيث تبلغ هذه النسبة 0.8 حافلة لكل 1000 نسمة.
وأشار إلى أن أبرز مشاكل قطاع النقل العام في المملكة تتمثل في عدم استدامة تقديم خدمات النقل العام وحصرها على تقديم الخدمة في المناطق التي تحقق إيرادات للمشغلين، ما يجعل نسبة التغطية منخفضة في المناطق ذات الكثافة السكانية القليلة.
ومن بين أهم التحديات التي يواجهها القطاع؛ انتشار الملكية الفردية وغياب العمل المؤسسي وضعف البنية التحتية للقطاع.
مدير عام مؤسسة الخط الحديدي الحجازي، المهندس صلاح اللوزي، قال “إن أهم التحديات التي تواجه عمل المؤسسة في تطوير هذا الخط تتمثل في الاعتداءات المقصودة أو غير المقصودة على مسار الخط مثل البحث عن الدفائن، أو تعديات المؤسسات العامة ومنها البلديات، إلى جانب الظروف الجوية مثل السيول الأخيرة التي أثرت على جزء كبير من البنية التحتية لهذا الخط”.
واستعرض اللوزي أهم مشاريع المؤسسة، ومنها تأهيل 6 قطارات بخارية إلى جانب بناء حوالي 52 مخزنا على مسار الخط.
الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات، الدكتور غازي الجبور، قال “إن تحسين خدمة النقل العام مسؤولية مشتركة بين المواطن والإدارات الحكومية المختلفة”، مشيرا إلى أهمية تطبيقات النقل الذكية؛ حيث إنها غير مكلفة وتعمل على تحسين نوعية الخدمة.
وعقد ضمن فعاليات المؤتمر عدد من الجلسات التي ناقشت دور الأكاديميات في صناعة النقل الجوي، النقل واللوجستيات، والمطارات، والنقل الجوي والسككي وأثرهما على الاقتصاد الوطني، والنقل العام والحضري، وأنظمة النقل الذكية، ومحور تطوير الموانئ البرية.