مرايا – اشتكى تربويون من تهالك البنية التحتية لمدارس في محافظة الزرقاء، وافتقارها للصيانة الدورية، وبعض وحدات الإنارة، داعين وزارة التربية والتعليم إلى ترميم هذه الأبنية وفق معايير تضمن توفير السلامة والأمن للطلبة، والكادر التعليمي.
وأضافوا أن قطاع التعليم في المحافظة يواجه تحديات ومشكلات عدة، منها ازدياد أعداد المدارس المستأجرة العاملة بنظام الفترتين، واكتظاظ غرف صفية مقارنة بصغر حجمها؛ بسبب ارتفاع عدد الطلبة نتيجة استضافة الطلبة السوريين.
مدير تربية الزرقاء الثانية غسان شديفات قال إن “مشكلة المباني المستأجرة التي تحتاج إلى صيانة دورية بحكم عمر بنائها القديم، وعدم توافر إمكانات مادية لها يضاعف حجم المشكلة العالقة”، لافتاً إلى أن هناك 19 مدرسة مستأجرة تابعة للمديرية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي.
“تبلغ مساحة الغرفة الصفية للمدارس القديمة نحو 20 مترا، مقارنة بغرف المدارس الحديثة التي تبلغ 48 مترا، وتتسع لأكبر عدد من الطلبة، خصوصا أن هنالك 16 مدرسة تعمل بنظام الفترتين بفعل اللجوء السوري، في حين وصل عدد الطلاب السوريين 13 ألف طالب مقارنة مع عدد المعلمين البالغ 3 آلاف معلم ومعلمة”، وفقاً لشديفات.
وأشار شديفات إلى أن “انتقال طلبة مدارس خاصة إلى مدارس حكومية زاد الضغط على هذه المدارس”.
المختص بالشؤون التربوية أحمد أبو بكر أوضح أن “تحديات كبيرة تواجه التعليم في الزرقاء؛ بسبب تردي البنية التحتية وسوء المرافق”، لافتاً إلى أن “تحديد وزارة التربية والتعليم مترا مربعا لكل طالب في الغرفة الصفية أمر لا يتوفر بنسبة كبيرة من مدارس الزرقاء”.
وأضاف أن هناك مدارس مرغوبة لدى الكثير من أولياء الأمور يصل عدد الطلبة في صفوفها إلى 60 طالبا، ويضاف إليها مقاعد لاستيعاب الطلبة؛ مما قد يؤدي إلى تراجع المخرج التعليمي، بحيث لا يأخذ الطالب حقه من المعلومة”.
وتبلغ أعداد المدارس الحكومية في المحافظة 174 مدرسة، تتسع لنحو 97 ألف طالب وطالبة، مقارنة مع عدد المعلمين البالغ 5 آلاف معلم ومعلمة، وفقا لمدير تربية الزرقاء الأولى سالم خليفات.
وأشار خليفات إلى وجود 38 مدرسة مستأجرة و 52 مدرسة تعمل بنظام الفترتين، ونحو 4 آلاف طالب سوري موزعين على 9 مدارس، موضحا أنه تم الاستعانة “بكرافانات” غرف صفية في مدرسة حي نصار وسيبويه، وإجراء صيانة مدارس بالشراكة مع منظمات دولية.
وقال رئيس فرع نقابة المعلمين في المحافظة، تامر البواليز، إن “ازدياد الأعباء المهنية والوظيفية الملقاة على عاتق المعلم، وارتفاع أعداد الطلبة يعتبران عوامل قد تسهم في تراجع مخرجات التعليم”.
ودعا البواليز إلى إحداث تشاركية بين الوزارة ونقابة المعلمين الأردنيين ومؤسسات معنية بقطاع التعليم، بشكل يضمن الخروج ببرامج قابلة للتطبيق الفعلي، وتقلل من تحديات تواجه قطاع التعليم.
المعلم إياد زاهي، قال إنه “مستاء من تردي واقع التعليم، وتراجع اهتمام المؤسسات التربوية فيه”، داعياً وزارة التربية والتعليم إلى المطالبة بتوفير أراضٍ لبناء مدارس وفق معايير حديثة.
وأضاف أن “في الزرقاء مدارس لا تتوافر فيها أبسط سبل الراحة تسهم في تنفير الطلبة بدلاً من جذبهم وحبّهم للتعليم”.
ولفت الطالب خضر دعباس إلى أنه لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة بسبب “روائح كريهة تملأ الغرفة الصفية، والاكتظاظ، وعدم القدرة على الحركة بشكل مريح”.
وأضاف أنه يضطر لحضور دروس عند معلّم خاص؛ بسبب عدم كفاية وقت الدرس، وزيادة عدد الطلاب في الغرفة الصفية”.
أحمد مهيب، معلّم، قال إن “مدارس في الزرقاء “تعاني ضعفاً في إنارة الصفوف، وانعدام التبريد أو التدفئة، إضافة إلى تساقط قشور الدهان من الأسقف”، مؤكدا أن “مشكلة الاكتظاظ تتصدر شكاوى المعلمين والطلاب، مع ما يرافقها من أمور تضعف مخرجات التعليم”.
غازي زياد، معلم آخر، أشار إلى أن “المنظمات الدولية رمّمت مدارس في المناطق النائية، ولم تصب اهتمامها للمدارس المكتظة بالطلبة داخل المحافظة”، مضيفاً أن تراجع أداء المعلم داخل الغرفة الصفية، سببه “عدم توفر سبل الراحة من اهتراء مقاعد، أو توفر أنظمة تبريد وتكييف، أو مشاكل في الألواح”.”المملكة”