مرايا – صدر حديثا ضمن منشورات وزارة الثقافة كتاب جديد بعنوان “الكتابات الآرامية من غور الصافي” للكاتبة نداء عايد الخزعلي.
ويتناول الكتاب في ثلاثة فصول عدة جوانب لها علاقة بالكتابات الآرامية، حيث تناول الفصل الأول السياق الجغرافي وتاريخ البحث الأثري والنقوش في المنطقة، مع ذكر أهم الفترات والمواقع التي كان لها دور مهم، ووردت في العهد القديم والمصادر التاريخية والجغرافية المتعددة.
وتناول الفصل الثاني من الكتاب شواهد القبور الآرامية المنشورة، وعددها 71 نقشا؛ إذ وصفت وصفا عاما من حيث شكل الشاهد ومادة الكتابة، والصيغ الافتتاحية التي كتبت على الشواهد ثم عرض أسماء الأعلام التي وردت في النصوص، كما تناول الرموز التي صورت على الشواهد ودلالتها الدينية.
وفي الفصل الثالث، قارنت الباحثة شواهد زغر الواقعة جنوب شرق البحر الميت، جنوب دير عباطة مع مخطوطات البحر الميت من خلال مقارنة أسماء المعالم التي وردت في شواهد القبور مع أسماء المعالم التي وردت بالمخطوطات، كما تطرق الفصل إلى مجموعة من العناصر المشتركة بين زغر ومخطوطات البحر الميت مثل العلاقات الأسرية، والتقويم، وطرق التأريخ التي اتبعت في كلا المنطقتين.
وتأتي أهمية الكتاب في أن دراسة ومعالجة الشواهد الآرامية تأتي لأول مرة على يد باحث عربي وأردني، حيث تبين المؤلفة أن جميع الباحثين في هذا المجال هم من الباحثين الغربيين، لا سيما وان هذه الشواهد في الأردن، وتقع المسؤولية على الباحثيين الاردنيين في المقام الأول ليبينوا سياقها التاريخي الأردني، حيث وأن الأردن كان ملتقى للهويات والديانات المختلفة.
وخلصت المؤلفة الخزعلي في كتابها إلى ضرورة الاستمرار في إجراء الأبحاث التي تساعد على فهم التاريخ الحضاري لمنطقة البحر الميت وجنوب الأردن في الفترة السابقة للإسلام، من خلال إجراء دراسات تشمل شواهد القبور الآرامية واليونانية في زغر كلها، وعددها ما يقرب 500 شاهد، إضافة إلى النصوص العربية في المنطقة، وأية نصوص أخرى قد تكشف عنها التنقيبات الأثرية مستقبلا، مشددة على أهمية الحفاظ على المقتنيات الأثرية المكتشفة في الأردن، ولاسيما وانها جزء من الهوية الثقافية للمجتمع، والعمل على منع تهريبها، ما قد يوقعها في يد من يسيئ تفسيرها، وينسب إليها قيما حضارية غير صحيحة.