بقلم : أسامة الراميني
مرايا – لا نعتقد أن شركات أدوية كبرى من طراز “جونسون آند جونسون” أو “روش ” أو “فايزر” أو حتى ” استرا ” تعرف طريق عمان السلط حيث تقف شامخةً أول جامعة خاصة في الأردن ” جامعة عمان الأهلية ” التي احتلت خلال الأيام الماضية نشرات الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية بإنجازها الطبي الخاص لعلاج فايروس كورونا الذي أعلنت عنه مؤخراً عبر التعاون بين مركز البحوث الدوائية والتشخيصية في الجامعة وكل من كليتي الصيدلة والهندسة حيث الإنتهاء من مشروعين بحثيين في مختبرات الجامعة أحدهما اكتشف هذا الدواء لهذا الفايروس المتوحش الذي ركّع العالم وفرض قوانينه على سكان الكرة الأرضية ….والثاني بعمل جهاز تنفس اصطناعي يصلح لمرضى الكورونا بأسعار زهيدة .
كم كنا نفتخر ونرفع رأسنا ونحن نقرأ على شريط الأخبار في محطات التلفزة تتحدث عن قرب الوصول إلى علاج لفايروس كورونا قادم من جامعة عمان الأهلية وتحديداً من مركز بحوثها وتناقلت معظم وسائل الإعلام بمختلف مسمياتها هذا الخبر وهي تثق بالأردن ومكانته وسمعته وتحديداً في الطب والتعليم .
أخبار من هذا النوع القادمة من جامعة عمان الأهلية تختلف عن فيديوهات ” خلطات الشيلولو ” او الملوخية الممزوجة بالكمون وحليب البقر مع رشة فلفل اسود …انها الان قيد التطبيق سريريا بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية رغم تصريحات البعض بان الامر لم يتم ولم يثبت لغاية الان وانه من المبكر القول بذلك …. والكرة الان في ملعب الحكومة حيث تم إرسال البروتوكول الصحي كاملًا مدعم بالوثائق العلمية كما طلب من قبل الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة …والوقت ثم الوقت ثم الوقت هام جدا حتى لا نضيع هذه الفرصة الماسية لنكون علي الخارطة العالمية كبلد صغير بالمساحة كبير بأبنائه المنتمين لبلدهم!!.
وعندما تنشر ” هارفرد” أو ” اكسفورد ” و ” كامبريدج ” و ” ستاندفورد ” و “جونز هو بكينز ” وهي جامعات تكاد تكون من أهم الجامعات في العالم أخباراً وتحقيقات عن نتائج بحوثات الدكتور وخبير الفايروسات العالمي البروفيسور محمد الطناني ومركز البحوث في الجامعة عن الدواء المضاد لفايروس كورونا وهو بالمناسبة معتمد وسيرى النور قريباً بعد أن يجتاز المزيد من الفحوصات والإختبارات السريرية هنا يحق لنا أن نفتخر بوجودنا على الأقل في الخارطة العالمية حيث القيمة والقامة والمكان والمكانة .
جامعة عمان الأهلية ليست جامعة فحسب فهي مجتمع ومختبر ورؤية وفكر ليس لأنها أول جامعة خاصة في الأردن بل لأنها من أولى الجامعات التي آمنت برسالة ونظرت إلى المستقبل بعلاقات علمية وبحثية لجامعات عالمية وأوروبية مثل هارفرد وMIT وغيرها.
واستطاعت بعمرها الذي لم يتجاوز ثلاثة عقود أن تحقق الكثير على مؤشرات المكانه العلمية مثل ” كيو وتايمز ” وستتخطى حوافز أخرى بعد إنجازها الذي وصل حد الإعجاز لمركزها النادر في الجامعات العربية التي تخلو من مراكز بحوث دوائية تشخيصية .
جامعة عمان الأهلية ليست منفصلة عن الواقع لأنها تعيشه وتبحث عن حلول لبعض المعيقات وهاهو قسم الهندسة الطبية التابع لكلية الهندسة “بقيادة عميدها الدكتور بسام المحاسنة” يقوم بعمل جهاز تنفس اصطناعي يصلح لمرضى الكورونا بأسعار لا تتجاوز 150 دولاراً. .
لا شيء يمكن أن يتم بدون الأمل والثقة خصوصاً وأن الإنجاز الحقيقي تكمن جذوره في الرغبة أن نصبح أفضل فالشاب الدكتور ماهر الحوراني رئيس وقبطان مجموعة الحوراني للاسثمار مالكة الجامعة يسير على شعار عليك أن لا تخرج من الحياة كما دخلتها صفراً كما الإنجاز والتقدير فالحياة إما أن تمر في بواباتها كما تدخل بدون أثر وإما أن تترك إنجازاً من طراز رفيع وعلم ينتفع به …
ماهر الحوراني والذي يسير على مسيرة والده المرحوم طيب الله ثراه الدكتور أحمد الحوراني الذي لم يرحل لأنه ترك علماً نتمنى أن تتوج الجهود ليكون علاجاً ينتفع به وهو في قبره مرتاح لما وصلت له الجامعة من سمعة ومكانة واعتقد هنا أن الحوراني المرحوم الأب يعيش قرير العين مطمئن البال وهو يسمع أن الأردن ومكانته باتت خبراً عاجلاً على محطات التلفزة التي تنتظر من يريّح الكرة الأرضية وشعبها وسكانها من دواء لمرض قد يطول كثيراً ..
نعود ونؤكد ونقول ليس شرطاً أن يكون الإنجاز عظيماً حتى نصفق له ونقيم معه الليالي الملاح فالإنجاز حتى ولو كان صغيراً أو فكرة فهو عظيم ولكل مجتهد نصيب…. نعم نعيد ونكرر أن أخباراً سارّة في طريقها إلينا ولكن هذه المرة ليست من الجامعات الطبية المرموقة التي شاخت وداخت وهي تبحث عن المستحيل ولا حتى من مصانع الأدوية الكبرى التي يبدو أن ما توصل له الخبير الطناني وهو بالمناسبة خبير فايروسات عالمي كان في بريطانيا قبل أن يتمكن الحوراني الماهر من استقطابه مع عدد من الخبراء المختصيين الكبار لمواصلة المشوار في ذلك ونجح ولذلك باتت عدسات التلفزة تقف كثيراً عند آخر النتائج والفحوصات المتعلقة بهذا المرض الذي حيّر العالم وحيّرنا معه ولا يزال .
لم نخسر شيئاً ومهما حاول البعض تكسير المعنويات وتحطيم الايرادات والعبث بالنجاحات فهذه الجامعة التي رصدت الملايين لمركز تشخيصي بحثي على غير جامعاتنا الأردنية أو حتى العربية يدل على أن عمان الأهلية كما قلنا ليس مجرد جامعة هي فكرة ونظرة وأمل ورؤية …فالإنسان الذي لم يخطىء يكون لم يجرب شيئا جديداً كما قال ” آينشتاين ” وبذلك فإن العلوم ستبقى مجرد أقفال والأسئلة مفاتيحها وها نحن نخرج تلك المفاتيح من على طريق الصمت ونفكر مثل غيرنا لأننا لسنا أقل قدراً أو مكانة أو رفعة فالبحث العلمي الذي تضعه الجامعة نصب أعينها يمثل دستوراً علمياً يعطي الجامعة مكانة وقيمة بأن التعليم الجيد والبحث العلمي يحرس البلاد أفضل من جيش منظم… فإذا كانت الزراعة تسد الجوع والصناعة تسد الإحتياجات فالتعليم والبحث والتجريب يزرع ويصنع وطنا ..
نحن نثق بالجيش كثيراً وبالخدمات الطبية الملكية أيضاً وهما الآن تشرفان مع جامعة عمان الأهلية ليرى الدواء النور فهل سيحل الأردن ” هم العالم ” بعلاجه كما هو دوماً بحضنه الدافىء وكيانه وروحه وإنسانيته وشعبه ونظامه .. لم لا ؟! فكل محطات التلفزة في العالم اشادت لهذه الدولة الفقيرة التي لا تكاد تجد قوت يومها في تحقيق مالم تستطع دول عظمى وكبيرة من تحقيقه وعلاجه بتداعيات مرض الكورونا ..وكلنا قرأ او شاهد ما قاله عنا العالم في هذه الأزمة في الوقت الذي سقطت فيه دول ضخمة وعظيمة ودخل نظامها الطبي إلى غرفة العناية الحثيثة ..
لم نبالغ أن الأردن يصنف عالمياً بأنه دولة فقيرة وضعيفة الموارد وشحيحة الإمكانيات ولكن في نظر الجميع أنها دولة محترمة موثوقة سياسياً وطبياً وإنسانياً فهي مفخرة صفق لها الجميع ولا يزال الكل ينظر إليها بفخر وإعجاب …
ماهر الحوراني ورث تلك الجامعة التي لا تقدر بثمن وهو يعلم تماما أنه ابن أبيه وسره وعقله ومدى رؤيته فالأب الحوراني ترك جامعة تشترك مع العاصمة بالإسم والهوية فالوارث لا يقل شأناً عن الوريث فكلاهما مدرسة الطموح والعلم عاشقان للنجاح بعصامية … الحوراني الابن امتلك اليوم ناصية أسئلة الأمن القريب وها هو يبني جسراً إلى الغد فالشاب الحوراني الماهر يؤمن بقدر إيمانه بالتواضع والمنطق والارادة أن البحث العلمي والتعليم الجامعي جواز سفر نحو المستقبل وإذا لم يكن كذلك فهو سلاح لتغيير العالم فالمتعلم الذي يؤمن بسلاح البحث العلمي يختلف كثيراً عن المتعلم الذي يسعى للشهادات والفرق بينهما كالفرق بين الحي والميت …
” إديسون” العالم الكبير كان يقدم نصائحاً دوماً لتلاميذه أو لزواره من عشاق الإكتشاف والإبتكار كان يردد على مسامعهم جملة تختصر الرواية والحكاية مفادها أنه لا يجب أبداً إضاعة الوقت في إختراع أشياء لن يستفيد منها أو يشتريها أحد !!
فماهر “إديسون” يؤمن بهذه النظرية ويسعى لتطبيقها فهو لم يركب الموجة ولم يتفاخر بذلك بل هو سبق الجميع وبنى معمله ورصه بالخبراء والمعدات فأثمرت رؤيته مشعلاً منيراً ..
الحوراني ماهر قال أن هذا الفضل يعود إلى الأردن وسيبقى للأردن وعمان الأهلية لا تختلف كثيراً عن كونها وحدة من وحدات الجيش العربي أو من الخدمات الطبية فهي أردنية الولاء والانتماء وستبقى… ونتمنى أن نقرأ اسم الدواء على علبة صنع في الأردن حيث يدعو لنا الجميع بما سنحققه وهو ليس ببعيد والمؤشرات إيجابية ويبقى التوفيق على الله.