ساعدت ثماني معلمات في المنافسة على جائزة المعلم المتميز واوصلت سبع طالبات إلى مقاعد الطب

مرايا – كرست كل أبحاثها ودراساتها وطاقاتها في خدمة مجتمعها وأبناء قريتها، وقفت على قاعدة حب عائلتها للعلم، وانطلقت من ثقتها بنفسها واعتمادها على ذاتها لإحداث التغيير الذي بدأ مع المديرة الدكتورة اعتماد جميل الجعافرة من مدرستها وزميلاتها وطالباتها.
ففي مدرسة ذات رأس الثانوية للبنات بمحافظة الكرك بدأت بذور النجاح تزهر مشاريع طبيبات بعد أن التحق سبع طالبات من طالبات المدرسة العام الماضي لدراسة الطب في الجامعات،
لكن الحكاية لم تتوقف عند ذلك بل إن فصولها أثمرت قصص نجاح طالت زميلات الدكتورة الجعافرة “الإدارية الخبيرة”، إذ اجتازت ثمانِ معلماتٍ -العام الحالي- الامتحان الكتابي لجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز وسبقتهن مديرتهن الجعافرة بالفوز بجائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز والمدير المتميز.
فمن قرية ذات رأس بمحافظة الكرك الشامخة بدأت فصول الحكاية مع نشمية تحدّت الصعاب، وأثبتت أن المرأة الأردنية قادرة على خدمة مجتمعها ووطنها.
استهلت د.الجعافرة مشوارها العلمي والأكاديمي بالحصول على درجة البكالوريوس في الفيزياء، وبدعم من عائلتها المحبه للعلم أكملت مسيرتها بالحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه بتخصص (مناهج عامّة) من الجامعة الأردنية.
عرفها من حولها وعمل إلى جانبها بحبها للعمل الجماعي المثمر الذي يلامس احتياجات أبناء قريتها الجنوبية، والتي أصبحت مع الدكتورة الجعافرة وزميلاتها وطلبتها مسرحا لقصص التحدي والقدرة على إحداث التغيير الإيجابي .
وجدت بصماتها في عشرات المبادرات والأبحاث والدراسات التي سعت من خلالها للارتقاء بالمستوى التربوي والتعليمي ليس لطلبتها فحسب بل وطلبة المملكة أيضا ، كان آخرها بحث حول أثر استراتيجية تيريز في ماده الفيزياء لطلبة الأول ثانوي علمي.
أحلام حولتها ابنة ذات رأس إلى واقع ملموس ومبادرات استفاد منها مجتعها من خلال دورات دروس “الفيزياء” المجانية والمحاضرات
التربوية، عدا عن إشرافها على عدة مبادرات تقويه الطلبه ذو المستوى المتدني، ولم تنسى المحتاجين من أبناء قريتها من خلال كسوة الشتاء
“قلبي ابيض”، وكان للجمال نصيب في مبادراتها من خلال مبادرة “جمال مدرستي من جمال بيتي”، وأمام التطور التكنولوجي أشرفت على مبادرة محو الأمية الحاسوبية لسيدات المجتمع.
وأمام انشغالاتها ومهامها الكثيرة يجد زملائها صعوبة في تفسير طريقة إدارتها لوقتها، فهي مديرة المدرسة والباحثة والمبادرة والمتطوعة، فهي رئيسة الهيئة الاستشارية لمركز شابات ذات رأس ، ومتطوعة في جمعية شقيرا للتنمية الاجتماعية ،كما أنها عضو في لجان المرأة ، وعضو في الهيئة العامة لجمعية شقيرا للتنمية الاجتماعية ، عدا عن كونها قائد تربويّ ومدربة لعدة برامج تربويّة (الإنتل ،ودورة الطريقة التفاعلية لتدريس العلوم “SEAD”).
تحبّ عملها وتخلص فيه، وشجّعت على التغيير وتعاملت مع الواقع وتطوراته مما أدى إلى رفع مستوى الطموح لدى الطالبات والكادر التدريسي والإداري إلى أعلى الدرجات، وشجعت طالباتها على المشاركة بمختلف الأنشطة والمسابقات الدينية والثقافية والرياضية وحصولهنّ على المراتب الأولى، ووجدت نفسها في طالبتها وهي الحاصلة على العديد من شهادات التقدير وكتب الشكر من عدّة جهات.
وخلال فترة الحظر الذي رافق الإجراءات الحكومية للحد من انتشار فايروس كورونا، عزّزت التعلم عن بعد، وكانت الداعم للمعلم والطالب في هذه المرحلة الاستثنائية.
وتقول الدكتورة الجعافرة انه كان لمدرسة ذات راس الثانوية للبنات السبق والحضور الفاعل في برامج اكاديمية الملكة رانيا من خلال برنامج الشبكات لمبحث اللغة العربية واللغة الانجليزية والتربية الاجتماعية والعلوم من خلال مشاركتها والمعلمات في هذا البرنامج وفي برنامج الدبلوم المهني في القيادة التعليمية الذي كان له آثار طيبة على المدرسة من خلال العمل على تحمل المسؤولية وتفويض الصلاحيات ولقاءات الحوار وتحليل المشكلات وجمع البيانات.
واضافت ان الجميع في المدرسة يعمل كخلية نحل وبروح الفريق الواحد، يُعلم ويتعلم ويسعى للوصول إلى أفضل النتائج في تعليم النشئ وبناء جيل صالح، وكان لهذا الأثر الملموس على أرض الواقع للوصول الى صورة الخريج التي تسعى لها المدرسة.
وبينت ان الطالبة اصبحت مشاركة ومبدعة تتقن فن التواصل مع زميلاتها ومعلماتها ومجتمعها وترتقي بتفكيرها إلى التفكير الإبداعي والتفكير الناقد، تربط المعرفة بالحياة، وتحب البحث والتجريب ومندمجة في الغرفة الصفية ولديه…