مرايا – يصادف غدا الأحد عيد ميلاد جلالة الملكة نور الحسين التي حرصت على ممارسة دورها في الخدمة العامة، وتركزت جهودها على الاردن ومناطق الشرق الاوسط والبلقان ووسط وجنوب شرق آسيا واميركا اللاتينية وإفريقيا.
ولدت جلالة الملكة نور الحسين لأسرة عربية اميركية اشتهرت بالخدمة العامة، وتحمل درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري من جامعة برنستون، واقترنت بجلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في عام 1978 الذي وافته المنية في عام 1999.
وتعمل جلالة الملكة نور في الاردن والوطن العربي على قضايا الأمن الإنساني في مجال التعليم والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وتعزيز التفاهم بين الثقافات. وكرست جلالتها خبراتها العلمية في تطوير برامج ريادية شاملة؛ استجابة للتحديات التنموية في المنطقة، واسهمت بتأسيس ورئاسة مؤسسة نور الحسين غير الربحية عام 1985 ومؤسسة الملك الحسين التي انشئت بقانون عام 1999.
وطورت جلالتها برامج المؤسسة في التفكير التنموي بمنطقة الشرق الأوسط من خلال برامج رائدة في مجال القضاء على الفقر، وتمكين المرأة، وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة، والصحة، والفنون كوسيلة للتنمية الاجتماعية والتبادل بين الثقافات، بالإضافة إلى توفير التدريب وبناء القدرات في الدول العربية والآسيوية. www.nooralhusseinfoundation.org; www.kinghusseinfoundation.orgوحازت العديد من مبادرات مؤسسة نور الحسين، ومنها مشروع تحسين نوعية الحياة، وبرنامج تنمية المجتمعات المحلية، ومعهد العناية بصحة الأسرة، ومدرسة اليوبيل، والمشروع الوطني لتطوير الحرف، المعهد الوطني للموسيقى والمركز الوطني للثقافة والفنون وتمويلكم، على مساندة ودعم منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى كنماذج إنمائية للشرق الأوسط.
وأسّست جلالة الملكة نور “مؤسّسة الملك الحسين” لإدامة رؤى جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه- وإرثه الإنسانيين المتمثّل بتعزيز الأمن الإنساني وبناء السلام في الأردن والعالم المنسجمة مع رؤيتها. وتسعى المؤسّسة إلى تعزيز الوصول العادل للفرص الاجتماعيّة والاقتصاديّة، التعليميّة، الصحيّة، والثقافية للنساء والشباب، والمهمّشين من خلال مؤسسة نور الحسين التي تشمل معهد العناية بصحة الاسرة، برنامج تنمية المجتمعات المحلية وتمويلكم، بالإضافة الى معهد اليوبيل، اثمار للتمويل الاصغر الاسلامي، المعهد الوطني للموسيقى والمركز الوطني للثقافة والفنون ومركز المعلومات والبحوث.
وأسست مؤسسة نور الحسين معهد العناية بصحة الأسرة عام 1986، وتطوّر ليصبح نموذجا أكثر شموليّة وتقدميّة للرعاية الصحيّة في الاردن والمنطقة التي تستهدف الصحة الجسديّة، النفسيّة، والاجتماعيّة للأردنيّين واللاجئين في أنحاء المملكة كافة.
وفي عام 2019 ومن خلال 26 مركزا، قدم المعهد خدمات صحية وتأهيلية لأكثر من 400 ألف منتفع بما في ذلك توفير الفحص والعلاج لفقر الدم لما يقارب 11 ألف طفل دون سن الخامسة، إضافة إلى تقديم أكثر من 33 الف خدمة شاملة للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي للأطفال والنساء. واستمر المعهد في بناء القدرات الإقليمية والوطنية لإعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة والناجين من العنف والتعذيب.
وفي عام 1999 وبناءً على نجاح برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي في التنمية المجتمعيّة مطلع الثمانينات، أطلقت مؤسّسة نور الحسين، الشركة الأردنية لتمويل المشاريع الصغيرة – تمويلكم- لتقديم قروض تمويليّة ذات مسؤولية اجتماعية، بالإضافة إلى خدمات غير مالية للمواطنين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسّطة. وعلى المستوى الاقليمي، قدمت تمويلكم خبراتها الاستشارية في مجال التحليل المالي واستراتيجية التسويق وإدارة الموارد البشرية في اليمن ومصر والسودان. وفي عام 2015 تأسست “إثمار للتمويل الأصغر الإسلامي”، وهي أوّل مؤسّسة تمويل أصغر تُقدّم حلولا ماليّة متوافقة مع الشريعة الإسلاميّة. وفي عام 2020، ومن خلال تمويلكم واثمار وبرنامج تنمية المجتمعات المحلية، جرى تمكين أكثر من 95 الف مستفيد اقتصاديًا، بما في ذلك تسهيل التحاق الشباب ببرامج تدريب مهني جديدة في القطاعات التي يحتاجها سوق العمل.
وفي عام 1984، أنشأت جلالة الملكة نور مشروعا وطنيا تعليميا احتفالاً باليوبيل الفضّي لتولي جلالة الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية عام 1977. وافتتح جلالة الملك الحسين بن طلال وجلالة الملكة نور عام 1993 مدرسة اليوبيل، مؤسسة تعليمية ثانوية مختلطة تهدف إلى تطوير القدرات الأكاديمية والقياديّة للطلبة المتميّزين من الأردن والمنطقة وتوفير المنح الدراسيّة لهم، مع التركيز على الطلبة من المناطق الأقل حظاً، مهمتها تنشئة جيل من القادة المسؤولين اجتماعياً وذوي الفكر الخلاق لمواجهة التحدّيات في مجتمعاتهم ومواكبة التغييرات في اقتصاد القرن الحادي والعشرين، والمساهمة في بناء الجسور مع العالم.
وجرى تطوير المدرسة بإنشاء مركز تدريب للنهوض بالمعايير التعليميّة الوطنيّة والإقليميّة من خلال تطوير مناهج وبرامج تدريب مبتكرة لأساتذة وتلاميذ المدارس الحكومية و الخاصة. .
وفي وقت لاحق أنشئ معهد اليوبيل ليشمل كلاً من المدرسة ومركز اليوبيل للتميز التربوي.
ويقدم مركز اليوبيل للتميز التربوي برامج “الاكتشاف الممتع للرياضيّات والعلوم”، “علم الإنسان الآلي”، إضافة إلى تطوير منهاج خاص بتعليم مفاهيم العلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والفن، والرياضيّات STEM للطلبة الصم والمكفوفين لأول مرة في الاردن.
كما يواصل المركز تنظيم مسابقات وطنية وإقليمية سنوية مثل فورميولا 1 في المدارس، والمسابقة الوطنية للروبوتات، فيرست ليغو ليغ، والبطولة العربية المفتوحة للروبوتات.
ومنذ عام 2009، يتولى معهد اليوبيل “برنامج مبادرة آلبرت آينشتاين الأكاديميّة الألمانيّة الخاصّة باللاجئين” (دافي)، الذي يُوفّر منحا جامعيّة للطلاب اللاجئين الطامحين بمتابعة دراستهم في الجامعات الأردنيّة وبرنامج الدعم الأكاديمي والمهارات الحياتيّة.
وخلال الحظر اثناء جائحة كورونا، اطلق طلبة مدرسة اليوبيل 22 مبادرة خدمة مجتمعية افتراضية، وحققوا المركز الأول في بطولة العالم للروبوتات VEX من 20 دولة.
وصمم اثنان من الطلبة نظارة تكتشف حركة العين وترجمتها إلى كلام لمساعدة الاشخاص الذين يعانون من إعاقات سمعية أو نطقية، إضافة إلى ذلك، جرى تقديم أكثر من 7 منح جامعية كاملة و 92 منحة جامعية جزئية لخريجي مدرسة اليوبيل هذا العام.
ويعمل مركز المعلومات والبحوث كمحفّز على تحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال بحوث متعدّدة المجالات وتبادل المعرفة مع صانعي السياسات، وحملات المناصرة في الأردن والشرق الأوسط.
كما يُدير المركز موقع (حقي) haqqi.info، وهو أوّل قاعدة بيانات على الإنترنت في الأردن تُقدّم معلومات تشريعيّة، بحثيّة، وإعلاميّة حول قضايا محوريّة مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعيّة، تمكين المجتمع المدني، وحقوق النساء والفتيات.
ويتعاون المركز أيضًا مع العديد من المؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة لتقييم آثار النزوح على الشباب السوري والعراقي والفلسطيني وإمكانية الحصول على فرص ريادة الأعمال.
وتسهم جميع برامج مؤسسة الملك الحسين في دعم اللاجئين عن طريق توفير فرص التعليم وريادة الأعمال، بالإضافة إلى برامج المسرح التفاعلي والعلاج بالموسيقى لإعادة تأهيل الناجين، والتوعية بحقوق الإنسان وتعزيز التعايش بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وتترأس جلالة الملكة نور الحسين أيضاً، مؤسسة الملك الحسين الدولية التي انشئت عام 2001 كمؤسسة غير ربحية لدعم مؤسسة الملك الحسين، كما تمنح “جائزة الملك الحسين للقيادة” للأفراد أو الجماعات أو المؤسسات ممن تسهم جهودهم وقيادتهم الشجاعة في تعزيز التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، والتسامح والعدالة الاجتماعية والسلام.
وفي مسعىً من جلالتها لدعم المشاريع الإعلامية الرامية إلى تجسير الهوة السياسية والثقافية مع التركيز بشكل خاص على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، أطلقت “مؤسّسة الملك الحسين الدوليّة” في شهر أيار عام 2007 برنامج الإعلام والإنسانيّة خلال مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك لدعم المشاريع الإعلاميّة التي تُجسّر الانقسامات الثقافيّة والسياسيّة.
كما أسست جلالتها جمعية قرى الاطفال الاردنية التي افتتحت ثلاث قرى للأطفال ورياض الأطفال ومرافق للشباب في مختلف أنحاء المملكة.
والملكة عضو فخري في الهيئة العامة لمنظمة القرى الدولية لإنقاذ الطفولة.
وتعتبر الملكة نور البيئة عنصرا أساسيا في عملها لتعزيز الأمن الإنساني وتسوية الصراعات؛ فبعد وقت قصير من زواجها، اصبحت جلالتها الرئيس الفخري لـ”الجمعية الملكية لحماية الطبيعة”، وهي أول جمعية بيئية غير حكومية على مستوى الشرق الأوسط، واصبحت برامج المؤسسة والجمعية نماذج إقليمية للمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة من خلال توفير التدريب وبناء القدرات في منطقة الشرق الأوسط.
وترأست جلالتها عام 1990 اللجنة الوطنية الأردنية التي طورت استراتيجية الأردن الوطنية للبيئة وقانون البيئة الأردني الذي وضع معايير لجودة المياه واستخداماتها والمواصفات لقياس ومراقبة تلوث الهواء وانشاء المحميات الطبيعية البرية والمائية.
وترعى جلالة الملكة نور “الجمعيّة الوطنيّة للمحافظة على البتراء” منذ عام 1989، المبادرة الرائدة في الأردن والمنطقة لعملها في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي وصيانته.
وعلى الصعيد الدولي، تركز الملكة نور على قضايا التنمية المستدامة والمياه وحماية المحيطات، وترعى الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وهي الرئيس المؤسس والرئيس الفخري لمنظمة حياة الطيور الدولية، وعضو مجلس أمناء فخري في الحفاظ على البيئة الدولية، وعضو في “شيوخ المحيط”.
وجلالتها منذ وقت طويل مناصرة للسلام العادل وحقوق اللاجئين، وهي عضو مجلس إدارة “اللاجئين الدولية”.
وعملت جلالتها أيضًا كمستشارة خبيرة لدى الأمم المتحدة لتطبيق الاهداف الانمائية الالفية في آسيا الوسطى وبالنيابة عن النازحين في كولومبيا.
وانصب تركيز جلالتها أيضاً على منطقة البلقان، خاصة بعد تنفيذ أول مهمة إنسانية هناك عام 1996، والتي هدفت إلى تقديم مساعدات أردنية للناجين بعد سقوط سريبرنيتشا.
وعلى مدى السنوات التالية، عملت الملكة نور بشكل وثيق مع عائلات المفقودين من سريبرينيتشا ومنطقة غرب البلقان كمفوضة للّجنة الدولية المعنية بالمفقودين، وهي الجهة الرائدة عالمياً في توفير نظام التعرف على الضحايا عن طريق الحمض النووي وتوفير أفضل الممارسات للتعافي والمصالحة للدول التي تتعامل مع الكوارث الطبيعية وانتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان والنزاعات في اكثر من 40 دولة.
والملكة نور من مؤسسي “صفر العالمية”، وهي حركة دولية تعمل من اجل نزع الأسلحة النووية في جميع انحاء العالم، ومستشارة ومدافعة عن الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية.
عملت جلالة الملكة نور الحسين مع عدد من المنظمات الدولية الأخرى لتعزيز جهود تحقيق السلام على المستوى العالمي والتعافي من النزاعات حيث تترأس كليات العالم المتحدة، وهي شبكة مكونة من 17 كلية مناصرة لتساوي الفرص، وتقدم منحا دراسية دولية في جميع أنحاء العالم لتعزيز التفاهم والسلام العالمي بين مختلف الثقافات.
وجلالتها عضو مجلس أمناء “معهد آسبن”، ومستشارة أيضاً لمؤتمر “ترست وومان” السنوي الذي تنظمه مؤسسة ثومسون رويترز لمنح حقوق النساء دعماً قانونياً.
كما عملت مع منظمة العصر النووي للسلام، وبذور السلام ومجلس القيادات النسائية في العالم والنساء المناضلات من أجل السلام، وجلالتها عضو أيضاً في المجلس الاستشاري لـ”مركز بيو للدراسات”.
وتقديراً لجهودها في دفع عجلة التنمية المستدامة والديمقراطية والسلام، حصلت الملكة على العديد من الجوائز والدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية والقانون والرسائل الإنسانية.
ولجلالة الملك الحسين وجلالة الملكة نور الحسين أربعة أبناء، أصحاب السمو الملكي الأمراء حمزة وهاشم والأميرات ايمان وراية و12 حفيدا وحفيدة.
ونشرت جلالتها كتابين، “الحسين ملك الأردن” ( نشر من قبل مؤسسة الملك الحسين 2000) و”قفزة الإيمان: مذكرات حياة غير متوقعة” (كتب ميراماكس 2003 ) الذي حقق أفضل مبيعات في نيويورك تايمز، ونشر في 17 لغة.