ضرورة إنشاء مرصد وطني لحالات قتل النساء والفتيات
يجب عدم قبول التعهد من الأسرة في حال وجود خطورة ولو متدنية على حياة النساء والفتيات
التوسع في إنشاء دور إيواء النساء المعرضات للخطر
تقديم الخدمات للناجيات من العنف وحمايتهن مع التركيز على النساء والفتيات اللاجئات
رفد المراكز الأمنية بالشرطة النسائية وبأعداد كافية وبناء قدراتهن في مجال العنف ضد النساء
تضامن : التصدي لجرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات يبدو أكثر إلحاحاً لوقف نزيف دماء البريئات
مرايا – تعد جريمة قتل الزوجة ضرباً حتى الموت أمام منزلها في محافظة الزرقاء قبل 9 أيام تقريباُ من الجرائم الأسرية البشعة التي شهدها الأردن مؤخراً، حيث إرتفع عدد جرائم القتل الأسرية الى 15 جريمة حتى تاريخ 27/8/2020، وفقاً لرصد جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” لوسائل الإعلام المختلفة.
وتؤكد “تضامن” على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لحماية النساء والفيتات والأطفال من جرائم القتل الأسرية، حيث لم يعد الاستنكار والاستهجان لوحدهما كافيان للتعبير عن بشاعة وهمجية الجرائم المرتكبة ضد النساء، وأصبحت جرائم قتل النساء مفزعة لدرجة تقشعر لها الأبدان، واصبحت منازلنا أكثر هشاشة وأقل أماناً لنسائها وفتياتها وأطفالها، والى جانب ذلك يشهد بعض أفراد المجتمع وبصمت مطبق وقوعها لا بل ويوثقونها في إشارة ضمنية على موافقتهم عليها.
هذا وتشكل جرائم قتل النساء أخطر وآخر حلقة من سلسلة حلقات العنف المتواصلة ضدهن، وهذه الجرائم نتيجة حتمية لتبعات وآثار مختلف أشكال العنف الممارس ضدهن. وترتكبت جرائم “قتل النساء والفتيات لكونهن نساء” وهو يختلف تماماً عن جرائم القتل التي ترتكب ضد الأشخاص سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاُ. فجرائم قتل النساء يقصد بها تلك الجرائم المرتكبة عمداً ضدهن كونهن نساء، وكان يشار الى هذه الجرائم قديماً على أنها جرائم “قتل الإناث” أو جرائم “وأد البنات” أو جرائم “القتل الممنهج للإناث”.
وفي الوقت الذي تدخل فيه أسباب إرتكاب تلك الجرائم وإزدياد معدلاتها ضمن نطاق التحليل العلمي المعمق لكل حالة لوحدها من مختلف النواحي القانونية، الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية والنفسية، فإن التركيز على الإجابة عن السؤال الثاني حول المطلوب لمنع أو الحد من الجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات يبدو أكثر إلحاحاً لوقف نزيف دماء البريئات.
15 جريمة قتل أسرية بحق النساء منذ بداية عام 2020
فخلال شهر كانون ثاني 2020 وتحديداً بتاريخ 10/1/2020 أقدم شاب على قتل شقيقته طعناً في محافظة الكرك، وبتاريخ 19/1/2020 فارقت زوجة عشرينية الحياة بعد إلقاء نفسها من شرفة منزلها في الطابق الثالث إثر خلافات عائلية مع زوجها في منطقة البتراوي بمحافظة الزرقاء. وبتاريخ 20/1/2020 توفيت فتاة عشرينية إثر سقوطها عن سطح منزلها بلواء الوسطية في محافظة إربد، علماً بأن التحقيقات لا زالت جارية والتي قد تسفر عن وجود جرائم قتل خلف حالات الإنتحار المشار اليها.
وفي شهر شباط، وبتاريخ 25/2/2020 أقدمت إمرأتان على قتل سيدة ضرباً وخنقاً في منزلها تربطهما بها صلة نسب إثر خلاف بينهم.
وفي شهر آذار وبتاريخ 8/3/2020 وهو اليوم العالمي للمرأة، أقدم زوج على قتل زوجته التي لم يمض على زواجها منه سوى بضعة أشهر، وذلك بدفعها عمداً وسقطت في قناة الملك عبدالله بالأغوار الشمالية مدعياً بأنه أقدم على ذلك إثر خلافات عائلية. وفي الثلث الأخير من ذات الشهر أقدم إبنان على قتل والدهما رمياً بالرصاص وزوجته طعناً في منطقة البادية الشمالية إثر خلافات بينهم.
وفي شهر نيسان وبتاريخ 10/4/2020 قتلت سيدة ثلاثينية بعيار ناري في محافظة معان، وبذات اليوم أقدم زوج على إصابة زوجته بعيار ناري إثر خلافات بينهما في منطقة مرج الحمام بالعاصمة عمان.
وخلال شهر أيار 2020 الحالي، وبتاريخ 6/5/2020 أقدم شاب على طعن شقيقته البالغة من العمر 14 عاماً داخل منزلهما جنوب العاصمة عمان، مما أدى الى وفاتها.
وخلال شهر تموز 2020 وبتاريخ 16/7/2020، قتلت أم بأعيرة نارية على يد إبنيها وأصابا شقيقتيهما إصابات بالغة في محافظة معان، وفي محافظة البلقاء بمنطقة عين الباشا أقدم أب على قتل إبنته الأربعينية بواسطة “طوبة” مهشماً رأسها. وفجر يوم 27/7/2020 في منطقة ماركا بمحافظة العاصمة وقعت جريمة قتل أسرية مفزعة ذهبت ضحيتها أم على يد إبنها الحدث الذي لم يتجاوز 14 عاماً وذلك بطعنها بسكين مطبخ وهي نائمة عشرات الطعنات مما أدى الى وفاتها على الفور. وبتاريخ 31/7/2020 أقدم اخ على قتل شقيقاته الثلاث (متزوجات) وذلك في محافظة البلقاء داخل منزل أهلهن.
وفي شهر آب 2020، أقدم زوج على قتل زوجته ضرباً امام منزلها في محافظة الزرقاء.
وتقترح “تضامن” إتخاذ عدداً من الإجراءات وبصورة عاجلة بهدف التصدي لجرائم قتل النساء والفتيات وضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب منها ضرورة إنشاء مرصد وطني لحالات قتل النساء والفتيات، وعدم قبول التعهد من الأسرة في حال وجود خطورة ولو متدنية على حياة النساء والفتيات، والتوسع في إنشاء دور إيواء النساء المعرضات للخطر، وتقديم الخدمات للناجيات من العنف وحمايتهن مع التركيز على النساء والفتيات اللاجئات، ورفد المراكز الأمنية بالشرطة النسائية وبأعداد كافية وبناء قدراتهن في مجال العنف ضد النساء